بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

جوائز مختبر السرديات







وقد شهدت ندوة واسيني الأعرج توزيع جوائز مسابقة مختبر السرديات في القصة القصيرة لعام 2010، والتي سلم جوائزها الخمسة الأديبان إبراهيم عبد المجيد؛ رئيس لجنة تحكيم الجائزة، وواسيني الأعرج؛ حيث فازت بالمركز الأول هبة الله محمد حسن السيد عن قصة "رجل سعيد جدا"، وحصل على المركز الثاني علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم عن قصة "الخِباء"، وكان المركز الثالث من نصيب أحمد سعيد عيد محمد عن قصة "كأنه حي"، وفاز بالمركزين الرابع والخامس دعاء صابر علي عن قصة "ستائر المطر"، وأحمد ثروت السعيد عن "خمارة الشيخ خالد". وضمت لجنة تحكيم الجائزة الأديب سعيد سالم، والناقد شوقي بدر يوسف، والناقد الدكتور محمد عبد الحميد، والأديب منير عتيبة.
ونوّه منير عتيبة؛ المشرف على مختبر السرديات، إلى أنه سيتم تنظيم عدة ندوات بالمختبر لقراءة ومناقشة القصص العشرين الأولى في المسابقة، على أن يتم نشر القصص الخمس الفائزة في مجلة الثقافة الجديدة. وأضاف أن الفائزين يمثلون محافظات مختلفة؛ هي: القاهرة، والإسكندرية، وسوهاج، والشرقية، لافتا إلى أن 150 عملا تقدموا للمسابقة، في حين طابق 121 عملا الشروط.



الفائزون بجوائز مسابقة مختبر السرديات فى القصة القصيرة2010


الأول قصة " رجل سعيد جدا " للكاتبة هبة الله محمد حسن السيد من الشرقية والجائزة 5آلاف جنيه وشهادة تقدير.


والقصة :


وصلتني النقود بالأمس، وسأنفذ فكرتي الغريبة اليوم. نعم، أعلم أنني سأكون أشبه بشخص يلقي بكل ما يملك من النافذة ولكن يمكنك أن تعذرني؛ فأنا أسير كل يوم في نفس الشارع.أذهب إلى نفس العمل.وأقابل نفس الوجوه، وأعود إلى الشقة الباردة الخاوية ذاتها، باختصار أنا شخص عادي؛ عادي إلى درجة تصيب بالجنون؛ لذا لا أستطيع أن أمنع نفسي من الذهاب.حمى المغامرة تسري في عروقي وتهزني. وأجدني أحمل حقيبتي الصغيرة وأتجه بها إلى الفندق الكبير.من أول وهلةأحسست بالضآلة..الضآلة الشديدة؛ فماذا أكون أنا بجوار واحدة من تلك الثريات الضخمة المتدلية من السقف مثلا؟، وعندما وقفت أمام موظف الاستقبال لأحجز غرفة لي، أزداد داخلي الإحساس بأنني غير متناسب إطلاقا مع المكان؛ قطعة من القاذورات ملقاة على أرضية مكان شديد النظافة؛ لذا فعلى الرغم من كوني ارتديت أكثر ملابسي نظافة وأناقة فإن الخجل والحرج لم يفارقاني.وشعرت بمن يقف بجواري..ورأيته......... طويل جدا، ووسيم جدا ، وأنيق جدا.. جدا .. جدا، وبمقارنة سريعة بيني وبينه كان من الطبيعي جدا أن يتجاهلني موظف الاستقبال ويلتفت إليه، وفي ثوان كان هو قد حصل على مفتاح جناحه، وخادم يحمل له حقائبه؛ بينما أنا مازلت واقفا مكاني مفتوح العينين والفم.***جلست أتناول غذائي في قاعة الطعام، وبدأت نوعا ما آلف المكان وان شعرت أنه لم يألفني قط.. هذا المكان بحوائطه المصقولة اللامعة وأثاثه الفخم، يبدو باردا جدا وقاسي القلب. لمحت الوسيم الأنيق ذاته جالسا على طاولة في مواجهتي. لم يكن وحده. كانت معه فاتنة شقراء، وقد انهمكا في حديث تركا معه أطباق الطعام الشهي دون أن تمس.. يا له من رجل!! .. أتجلس معه امرأة بارعة الجمال مثلها ويعاملها بكل هذا الاشمئزاز.. ألقى مفاتيح كانت بيده على الطاولة بعصبية؛ ثم أدار وجهه للجهة الأخرى وصمت ولكنها واصلت الحديث؛ فما كان منه إلا أن قام و ترك لها المكان. وبقت هي تحاول أن تتجاوز نظرات الآخرين الفضولية، وخصوصا نظراتي أنا.***رأيته ثانية على العشاء. كان وحده، ولكن بعينيّ اللتين لا تكفان عن الدوران لمحت الشقراء جالسة على طاولة أخرى. وحدها أيضا. تختلس إليه النظرات. أو هكذا خيل لي. وهو.. هو بدا وكأنه ليس هنا إطلاقا.. حسبته شاردا.. لكنني لم البث أن لمحت السماعات المدلاة من أذنيه، وأصابعه الأنيقة تدق على الطاولة.انشغلت عنه للحظات بمتابعة امرأة وزوجها؛ امرأة فعلت كل شيء لتبدو كامرأة لكنها فشلت؛ وجه خرج لتوه من إحدى محلات الدهانات الشهيرة، وملابس ممزقة تحاول محاولات يائسة أن تبدو مغرية.سرعان ما مللتهما وعدت ثانية إليه.لم أجده في مكانه. كان هناك جالسا أمام البيانو الأسطوري الذي حسبته للزينة فقط، وبدأت النغمات تنساب من بين أصابعه الطويلة التي بدت وكأنها خلقت فقط لتسير على أصابع البيانو.. من الطبيعي جدا أن تنبهر النساء بهذا الرجل.. وسيم.. طويل.. ثري، بل ويعزف البيانو.بدا كأحد أبناء طبقة النبلاء في أوربا القرن التاسع عشر؛ هؤلاء الذين كنت أقرأ عنهم في الروايات فقط.. بارع جدا في العزف.. أتراه موسيقيا؟.. ربما.. لكنه يخالف الصورة التي في ذهني عن الموسيقيين.. كان الرجل رائعا، ولاحظت انبهار النساء وحسد الرجال.لم أكن وحدي إذن من يحسده!!!***بقي لي يومان في هذا المكان.. هل كان يستحق؟.. لا أعرف، ولكن ما أعرفه أنه بالنسبة لي كان مزيجا من الجنة والجحيم.، من الغبطة والحسد؛ مزيج غريب سرى في روحي والعجيب أنني انتشيت به..عندما ذهبت إلى قاعة الطعام بدأت أبحث عن الأنيق الوسيم ثانية. لم يكن موجودا للأسف. كانت مراقبة هذا الرجل قد صارت هواية لي. كأنني أراقب كائنا فضائيا أو بطلا خارقا هبط من السماء، ليسير أمامي على أرض الواقع.. دلف إلى القاعة في اللحظة التي بدأت أيأس فيها من قدومه، ومرة ثانية لم يكن وحده بل بصحبته سمراء هذه المرة. هذا الرجل يبدل النساء كما يبدل ملابسه؛ التي لم أره يرتدي أحدها مرتين أبدا.وبدا لي شيء طبيعي ألا أرى معه رجلا ولو لمرة واحدة.. من المستحيل أن يحتمل رجل السير معه إطلاقا.جلسا على طاولة خلفي، هكذا قمت وبكل بساطة لأجلس على المقعد المقابل لأحصل على زاوية رؤية أفضل..بدا أن تلك السمراء تروق له أكثر من الشقراء التي ترك لها المكان بالأمس. ارتفعت الضحكات وأنا أحاول أن ألتقط شيئا من شظايا الكلمات المتناثرة حولهما.. أخرج دفترا للشيكات من جيبه وكتب فيه عدة أرقام.. شببت برأسي واستطعت أن أتبين الرقم الرهيب الذي كتب فيه..ثم فصله من الدفتر وبكل سهولة أعطاه لها.***هذا هو يومي الأخير هنا؛ فغدا أرحل ولن يتبقى لي سوى ذكريات مبهمة عن هذا المكان. دلفت إلى القاعة وكالعادة بحثت عيناي عن صاحبي الذي ألفته من طول متابعتها له. لم يكن هناك.اعتقدت انه سيظهر بين لحظة وأخرى، وقد يكون في صحبته يابانية أو زنجية هذه المرة، لكنني انتهيت من غذائي ولم يظهر.احتسيت شايا وقهوة ولم يظهر.. تناولت عصيرا مثلجا ولم يظهر.أتراه رحل؟. تعكر مزاجي بشدة. كدت أسأل عنه موظف الاستقبال لكني اكتشفت أنني لا أعرف اسمه بل لا أعرف عنه أي شيء تقريبا.. هكذا عدت إلى غرفتي مكتئبا. أثناء صعودي إلى غرفتي لاحظت شيئا غير عادي يتعلق بغرفة بعينها.. رأيت مدير الفندق يدلف إليها متوترا ثم يغلق الباب خلفه. ماذا يحدث في تلك الغرفة؟. مر بجواري أحد عمال الفندق خارجا منها فتصنعت اللامبالاة تجاه الأمر.أمسكت المفاتيح بيدي وأخذت أأرجحها وأدندن بأغنية ما؛ فمر العامل بجواري دون أن يلاحظ شيئا، وما إن مر حتى اتجهت إلى الحجرة، وبكل هدوء فتحت فرجة صغيرة في الباب.لم يلاحظني أحد فلقد كانت الأعين كلها مركزة على جسد مسجى على السرير. كان هناك رجل ما- خمنت أنه طبيب- وقد انحنى على السرير ، وفي مواجهته يقف مدير الفندق بجواره رجل ضخم، عندما رفع الطبيب رأسه تبينت ملامح الشخص الراقد على السرير.انه الوسيم الأنيق.أتراه مريضا؟.. لكن الطبيب ألتفت إليهما قائلا:- "هذا يحسم الأمر.. لقد انتحر.."وسقطت المفاتيح من يدي وأحدثت دويا شديدا على الأرض.


الثانى قصة "الخِبــاء"للكاتب علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم.من القاهرة3والجائزة آلاف جنيه وشهادة تقدير.



الثالث قصة "كأنه حى"للكاتب أحمد سعيد عيد محمد من القاهرةوالجائزة ألفا جنيه وشهادة تقدير.

الرابع قصة "ستائر المطر"للكاتبة دعاء صابر على من سوهاج والجائزة شهادة تقدير.



الخامس قصة "خمارة الشيخ"للكاتب خالدأحمد ثروت السعيد الإسكندريةوالجائزة شهادة تقدير.


أعضاء لجنة التحكيم
الأديب الكبير الأستاذ إبراهيم عبد المجيد رئيسا
الأديب الأستاذ سعيد سالم عضوا
الناقد الأستاذ شوقى بدر يوسف عضوا
الناقد الدكتور محمد عبد الحميد عضوا
الأديب منير عتيبة عضوا




وفي اطار مهرجان القراءة الكبرى لمكتبة الاسكندرية حصلت عضو مختبر السرديات مروة الحمامصي على شهادة تقدير لمشاركتها في مقال عن كتاب "مغامرات هكلبيري فن "للكاتب الأمريكي "مارك توين" وتظهر معها في الصورة الأستاذة الدكتورة" نازك فهمي "أستاذ الأدب الأمريكي بقسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب جامعة الاسكندرية وذلك يوم 22 نوفمبر 2010م .








ليست هناك تعليقات: