بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

الثلاثاء 9 نوفمبر 2010م.

مبدعون سكندريون وناقد شاب فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 9 نوفمبر لقاءً أدبيا بعنوان "مبدعون سكندريون وناقد شاب" حيث يقدم الناقد السكندرى الشاب محمد العبادى قراءة نقدية فى عدد من قصص مبدعى الإسكندرية هم؛ إبراهيم رفاعى "مشروع كاتب"، إيمان السباعى "سليمة"، سحر الأشقر "عاملة إيه؟"، سهير شكرى "نذر"، منى سالم "السوبر يكسب"، منى عارف "الزائرة"، هبة خميس "أشياء تخصك". صرح الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر أن تنظيم هذه الندوة يأتى فى إطار حرص المختبر على اكتشاف أصوات نقدية جيدة بمدينة الإسكندرية ودعم الجاد منها.
يقول محمد العبادى عن قصة إبراهيم رفاعى "مشروع كاتب": نص بسيط وخفيف الظل عن نائم قرر أن يكون كاتبًا, منبع خفة الظل في هذا النص هو عرض الكاتب لطريقة تفكير شخصيته, تذكرنا بمقولة ابن المقفع عن الأحمق الذي يظن في سهولة كتابة الأدب, وكان اختيار "إبراهيم أصلان" صاحب الكتابة السهلة الممتنعة ملائما , ليعطي الإيحاء لصاحبنا النائم أن الكتابة أسهل مما يمكن, و من أظرف ما دار في رأسه تقسيمه الكتاب إلى مستويات أقرب إلى ألعاب الفيديو, حيث يضع أصلان كمرحلة أولى, يليه إدريس .. وهكذا... جاءت لغة النص مناسبة جدا لطبيعة الشخصية, كذلك إختيار جملة تقليدية للغاية كجملة افتتاح قصته المزعومة "ذات مساء", وينتهى القصة باكتشاف المؤلف الناشئ طريقة جديدة للهروب من الأرق, هي الكتابة وليس القراءة!
ويعلق على قصة إيمان السباعى "سليمة" بقوله: يطالعنا النص بشخصيته الرئيسية و هي غارقة حتى أذنيها في عالم كابوسي. هي المثقفة الغريبة عن المدينة الكبيرة, و المغتربة عن كل ما يحيط بها, مغتربة حتى عن جنين بداخلها. لغة السرد المستخدمة في النص وطريقة تقسيم المقاطع غلفا النص بغموض يوازي غموض العلاقة بين صائدة الحكايات وبين سليمة ذات الملامح البدوية والطباع الغامضه, هي علاقة أقرب الى التماهي أو توارد الخواطر, مثال على تماهي الشخصيتين هو الفقرة الوسطى "أصل إلى البئر..." التي قد تحيرالمتلقي حين يحاول أن ينسبها إلى أي من الشخصيتين. من اللافت للنظر الغياب الكامل – ربما المتعمد – للرجل عن تفكير الراوية, حتى حين يقودها تيار الوعي لتذكر الحمل والجنين لا نجد أي إشارة للأب, وربما كان فقدان الرغبة في الأمومة هو انعكاس لمرارة قديمة تجاه الأب, وربما تجاه الرجل بشكل عام. رغم أن الغموض هو عنصر أساسي في النص, إلا أنه وصل في بعض المقاطع إلى حد التعمية والإبهام, خصوصا في النهاية المباغته, وفي المقاطع المنسوبة الى أغاني الرحى و البحث عن دلالتها.
ويعلق على قصة سحر الأشقر "عاملة إيه؟" بقوله: "عاملة إيه؟" في العادة هو سؤال تقليدي وبسيط, لكنه في هذا النص ليس بهذه البساطة, استطاعت الكاتبة أن تحول "عاملة أيه" هنا الي ما يشبه الزناد الذي استجاب لأبسط ضغطه ليطلق تيار الذكريات في عقل الشخصية الرئيسية.
وفى قصة سهير شكرى "نذر" يقول محمد العبادى: من الخصائص الأساسية للقصة القصيرة الكشف الخارق والمفاجئ في الخاتمة, نشعر في هذا النص أن الخاتمة الصادمة هي النقطة الأساسية . عبر وصفها لتفاصيل الرحلة, والتناقض الواضح بين حال السياح و ابناء البلد تقودنا الكاتبة لفخ معد جيدا وهو الخاتمة المتفجره غير المتوقعة, ومع القراءة الثانية تشعر أن بناء النص مجهز خصيصا ليتجه إلى هذه الصدمة, تبقى المشكلة التي تواجهنا في بعض الفقرات هي بطء الإيقاع ,ربما بسبب كثرة التفاصيل التي اعتمدت عليها الكاتبة لرسم حالة الكآبة المنذرة, سواء في الحالة المتردية لعائلة صاحب "النذر", أو في حالة أهل القاهرة.
أما عن قصة منى سالم "السوبر يكسب" فيقول: اعتمد بناء النص على خطين أساسيين .. بالأصح مجالين للاهتمام, الأول للفتيات المنفردات بالمولد, بينما الآخر للشباب المتجمعين على المقهى المجاور يشاهدون مبارة كأس السوبر. بدأ النص بتحديد المكان و الزمان, مولد أبو النور بالظاهرية من جهة, و الملعب الممتلئ بجماهير الكرة, ينقله تلفاز المقهى إلى قلب المولد , و بين هتافات البائعين من جهة, وشباب الكرة من جهة أخرى, تدخلنا الكاتبة في الجو العام لتلك اللحظة, معتمدة على الأصوات في البداية لتجذبنا الى قلب القصة. سرعان ما تنقلنا الكاتبة من وصفها للصوت الذي يبدو محايدا, الى وصف الصورة التي تشعر أنها تعمدت جعله أقل حيادية , يتضح ذلك تحديدا في وصفها للفتيات بشكل يحتوى على كثير من الاستهجان المختفي خلف تشبيهات بريئة, رغم ملابسهن المثيرة إلا أنهن بَدَوْن للراوي أقرب لخشونة "الصاعقة" منهن إلى أنوثة الفتيات المتجملات, كذا في الحوار بين الراوي وبائع الترمس الذي امتلأ بالحسرة على زمن مضى. على الرغم من قصر النص إلا أن الكاتبة نجحت في رسم صورة حيوية للمولد بتفاصيله المتعدده , لكن العنوان– رغم طرافته – بدا غير مرتبط بالنص, فلا علاقة تجمع بين العنوان والنص إلا الجملة الأخيرة, وهي جملة من غير المعتاد سماعها في سياق مباريات الكرة.
ويقول الناقد الشاب محمد العبادى عن قصة منى عارف "الزائرة": يظل الحنين إلى الماضي ( النوستالجيا ) دوما من أكثر الأراضي خصوبة لكاتب القصة, يبذر فيها كتابته بحثا عن ذاته الحقيقية في أعماق الذاكرة, تلك الذاكرة اللعوب التي تعمل دوما على إعادة تشكيل الماضي بحيث يبدو دوما بصورة أكثر جمالا و حيوية كلما استرجعناه. استطاعت الكاتبة هنا أن تكتب منطلقة من حنين الماضي لتوقع قارئها في فخ لا فكاك منه, حين يجد في النص مرآة تعكس حنينه لذكريات ماضيه الشخصي.
عنوان النص – رغم مباشرته- جاء مناسبا للنص, ليضيف للهالة الأسطورية المحيطة بالزائرة, يكمل تلك الهالة الابهام المتعمد التي تحيط به نفسها و يحيطها به الراوي الذي اغفل حتى ذكر اسمها. استخدمت الكاتبة الفعل المضارع في السرد, رغم أن الحدث في زمن الماضي, لكن مع اختيار الراوي الاول يصبح استخدام صيغة المضارع مناسب لإعطاء الإيحاء بحضور تلك الأحداث في ذهن الراوي وارتباطه العاطفي بها, حتى يبدو أن الراوي قد نسى –أو تناسي – كونها أحداث ماضية, فنجده يتعامل معها بصيغة الأحداث الحالية الممتد أثرها حتى الآن. استطاعت الكاتبة رسم طبيعة المكان بشكل ضمني , يستطيع المتلقي أن يستجمع تفاصيل البيت و محيطه من الإشارة إلى الشارع المؤدي إلى البحر, و حبات الفاكهة المجموعة من الحدائق المجاورة وغيرها كثير. في رأيي أن" مرت سنوات..." هي الجملة المفصلية – رغم عدم اعجابي باستخدام مثل هذه الصياغة المباشرة والتقليدية للتعبير عن مرور الزمن – هناك فرق بين طريقة السرد قبل وبعد هذه الجملة, كان التركيز الأكبر قبلها على الذكريات القديمة ذات الطابع الإيجابي للزائرة, أما بعدها فبدت الزائرة أقرب إلى عبء يتحمله أبناء العائلة على كره, ويظل جوهر القصة هو هذا الفارق بين الماضي بالهالة الأسطورية المحيطة به, والواقع الحالي بمرارته المفتقده للزخارف التي تضيفها الذاكرة. وتأتي خاتمة النص ملائمة لانطباعه العام, نجد أن الاختفاء المفاجئ لتلك الزائرة يعود بها مرة اخرى من دائرة العبء الى دائرة الحنين إلي الماضي, ليتململ الكل بحثا عن الذكرى المحملة بالحنين.
وأخيرا يقول عن قصة هبة خميس "أشياء تخصك": استطاعت الكاتبة- مستعينة بحرفيتها ككاتبة, وبعين الأنثى المعتادة على التقاط التفاصيل الدقيقة- أن تقدم لنا نصا عن عالم الأشياء والاحاسيس الصغيرة, التي تبقى دائما في الهامش ,حتى ننسى أهميتها خلال ركضنا المستمر عبر الحياة. اختيار الكاتبة لصيغة المخاطب في السرد أظهر النص كمناجاة داخلية تدور في عقل الشخصية الرئيسية .. ذلك الرجل الذي نتابعه عبر رحلته لاستبدال صديقته المحفظة الجلدية السوداء بتوأمتها. برعت الكاتبه في استخدام تقنية تيار الوعي لتظهر اهتمامه المكتئب بالأشياء على حساب الأشخاص, و بكل ما هو قديم على حساب اللحظة الراهنة, يظهر ذلك في العديد من التفاصيل التي صاغتها الكاتبه ببراعة , منها اصراره على نفس المحل المنزوي, ودخوله المتعجل "خوفا من الزحام", واهتمامه بعبد الوهاب الراديو و الصور, حتى اهتمامه بجمال البائعة شوهه صوتها الذي وصفه بأنه "منكر". جاءت لغة النص ملائمة في أغلب أجزاءه, ربما إلا من بعض العبارات التي تُشعر بخلل في إيقاع النص وتكثيفه , منها آخر عبارات النص, التي تشعرك أنها لم توجد إلا تبريرا للعنوان. يبقى جمال النص في وضعه للتفاصيل الدقيقه في مجال رؤيتنا, لتذكرنا بأهمية أشياء تخصنا.
أما القصص ونقدها بالتفصيل :

نـــــذر
قصة: سهير شكرى

أيقظته أمه مبكرا كى يلحق بالقطار ويوفى النذر لسيدنا الحسين كما طلب منهم شيخ القرية عند شفاء والده .
على الأرجح أنه لم ينم فعيناه مسهدتان والإرهاق باد على وجهه .
حمل السلة مملوءة بمخبوزات أمه رغم ظروفهم المالية المتصدعة فقد تخرج من الجامعة ومازال عاطلا كأمثاله من شباب القرية .
تودعه أمه .. توصيه بقراءة الفاتحة والدعاء لأخته التى تخطت الثلاثين ولم تتزوج بعد . ...
وصل القاهرة .. .. وجدها خانقة .. مكسوة بغلالة من دخان أسود ....
الناس وجوههم ساهمة..... من عيونهم يفيض حزنهم على رقابهم ... يتحركون كأن فى أيديهم الأغلال وفى أفواههم اللجام .... سيارات ملتحمة على الأسفلت فلا يبين . يجرون بعضهم بعضا كالسلاحف الكسيحة .
هرول ليركب الحافلة .... وصل حى الحسين ... شاهد الحوانيت بكل أنواعها وألوانها من السجاد والنحاس والتماثيل والمناديل والشيلان وبدل الراقصات المطرزة والشيش التى تفننوا فى زخرفتها .
السواح يتجولون ويشترون ... يأكلون ويشربون .... يسيرون فى همة ونشاط ... شحاذون ومجاذيب يتسولون حول مسجد حفيد الرسول ... هجموا عليه .... نزعوا كل ما فى السلة .. كادوا أن يمزقوه بعد أن مزقوا ملابسه.
حمل السلة فارغة ... دخل إلى الضريح .... صلى ركعتين .... دعا لأخته.. أحس بالإرهاق ... أسند رأسه على صدر الجدار يلتمس منه العطف والحنان
غفا للحظة .... استيقظ مفزوعا على صوت انفجار هائل زلزل أركان الضريح.... احتضن السلة الفارغة ... أطلق ساقية ليهرب من الهلاك . لكنه وجد حاجزا من الأمن يمنعه من الانطلاق ...... فتشوه.. وجدوا بالسلة قنبلة أخرى لم تنفجر بعد .
تعليق نقدى بقلم: محمد العبادى
من الخصائص الأساسية للقصة القصيرة الكشف الخارق والمفاجئ في الخاتمة, نشعر في هذا النص أن الخاتمة الصادمة هي النقطة الأساسية .
عبر وصفها لتفاصيل الرحلة, والتناقض الواضح بين حال السياح وأبناء البلد تقودنا الكاتبة لفخ معد جيدا وهو الخاتمة المتفجرة غير المتوقعة, ومع القراءة الثانية تشعر أن بناء النص مجهز خصيصا ليتجه إلى هذه الصدمة, تبقى المشكلة التي تواجهنا في بعض الفقرات هي بطء الإيقاع ,ربما بسبب كثرة التفاصيل التي اعتمدت عليها الكاتبة لرسم حالة الكآبة المنذرة, سواء في الحالة المتردية لعائلة صاحب "النذر", أو في حالة أهل القاهرة.

(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 9 نوفمبر2010)
**********************
الزائرة
قصة: منى عارف

ترامى في مدى الليل جلبابها ... يتهدل في أروقة الصمت.. تواري في صدرها بهدوء مريب شبه ابتسامة في حلم، كانت تأتينا قبيل الغروب بعد صلاة العصر ويهدأ في الأفق البعيد صوت الأذان ، يتأرجح ظلها في أول الشارع المؤدي إلى البحر وخلفها تتضاءل صورة تلك الصخرة المشهورة التي احتلت شرائط الأفلام القديمة منذ زمان ليس بقريب ولكنه ليس ببعيد أيضا.. كيف تنسى أشرعة السفن شطوط الأمان؟ كيف ننسى عناوين منازلنا القديمة..؟ وعند اقترابها من ممشى البيت تطير أختي الصغيرة تصعد سلالم الدرج الأحمر يداعب ضفيرتها الهواء لتخبر أمنا عن قدوم الزائرة كما أرادت هى أن نفعل كلما هلت.
بابنا كان دائما مفتوحا.. تحضر أمنا العشاء في صمت وترص لفائف بها الخبز الناشف وبقايا من طعام الأمس : برام الثريد والأرز واللحم.. تدخل إلينا بقامتها الفارعة تفرغ ما في جعبتها من جوافة وحبات السفرجل والبرتقال التي تكون قد التقطتها وجمعتها من الحدائق المجاورة.. سعيدة بحملها وكأنه كنز.. تشير لها أمي أن تجلس وتحضر لها طعام اليوم وعندما تفرغ من تناول الشاي لعدة مرات تتبادل أحاديث خاطفة عما كان وعما حل واللذين رحلوا بلا عودة، كنت أستمع إلى حكايتها بشغف كبير مثلما كان ينصت الهواء هكذا ويهدأ فجأة ، تكون هى محور الكلام ومركز الشد والجذب.. تضحك تارة وتبكي تارة أخرى.. وأمنا تشاور لنا أن ننصرف إلى ألعابنا ولهونا الطفولي ، ولكن هيهات تجذبنا بعينيها السوداوين وصوتها المرتفع وإلحاحها في تكرار كل السرد وإعادته علينا، تأسرنا بهذا الخيط ثم تنصرف فجأة كما جاءت فجأة ، تحمل لفائف الطعام .
لم نكن نعرف عنها الكثير ، وما عرفناه كان يكفي ، وكانت أمي دائما تحذرنا وتنصحنا.. علينا إكرام الضيف في أي وقت يحل ، ولكن نحذر من الغرباء ما حيينا
ـ ولكنك يا أمي ترحبين بها وتعطفين عليها
هكذا قالت اختي
ـ هذا شئ وهذا شئ آخر ، الذين يستحلون طعامنا قد يستحلون في المستقبل ما هو أكثر من ذلك
لم تشف إجابة أمي أحدا منا.
مرت سنوات وتوالت الأعياد وقل الجمع وأيام التجمع ، ما زالت تتردد علينا وكأنها تشم وقع أقدامنا في ذلك الدرج .... ستأتون غدا بعد الذبح ... ؟ ستأتون بعد الموسم ... ؟ لم نغير عادتنا حتى بعد وفاة الأب اليوم الثاني من رمضان، اليوم الثاني من العيد الصغير ، اليوم الثاني من عيد الأضحي ، يكون موعدنا.
وحقا هى ما أخلفت العهد كانت حريصة على اللقاء والود ، وفي الآونة الأخيرة كانت تفتعل البكاء وسرد المصائب ، فبتنا نشعر بذلك الشعور الكامن داخلنا بعدم الإرتياح بوجودها بيننا ، لا تربطنا بها صلة قرابة أو نسب أو رابطة دم، بل كان إلحاحها العجيب أن تختار أيام العزائم الخاصة بي وبإخوتي وأولاد خالي وخالتي للتواجد والتواجد عن كثب ، تارة تجلس في حجرة المعيشة تقلب الأوراق والجرائد وقنوات التليفزيون ، وتارة تتطلع من صالة الطعام على المفارش والأطباق ، لا تفعل شيئا سوى تحسس الأشياء وتغير أماكنها والتلصص على الكل .
تغمز لي أختي لكي أنهي الحديث الذي بدأته الزائرة وألوذ بالصمت ، والغريب أنها لا تحكي عن نفسها أي شئ ، تغمرنا بالأسئلة وتسجل إجاباتنا في صندوق الذاكرة ، لا تحكي عن أسرتها ولكن تعيد على مسامعنا تلك الحكايات القديمة عن المدرسة الداخلية وقفازاتها الحريرية وعن بيت في المندرة قدر ثمنه بمليونين من الجنيهات " لقد بعته أوائل الثمانينات ، يا ليتني أبقيته حتى اليوم "
لا يوجد في هيئتها ما يدل على ذلك .. !! ويشي جلبابها القديم بسوء الحال .. !! ولكنها ما زالت تردد أحاديث عن إرث بعيد دفنته في باطن الأرض، وعن جواهر أصلية تحمل أختاما وأراضي يزوغ فيها مرمى العين ويمتد .. !
ما زلت أتذكر آخر مرة تلحس بأصابعها بقايا الأطباق وتضع ما تبقى لدى أمي في أكياس حتى بدون أخذ الإذن ثم تتوجه إلى باب الخروج وسط دهشة الجميع وتصيح بصوت عال "لن أسلم على أحد".
مر العيد علينا بدونها تلك المرة ، الكل يتململ في مقعده ، همسات نتناقلها نتبادلها ربما ذهبت إلى غيرنا ولا يعكر ليلة الوقفة سوى مواء القطط الذي لا ينقطع خلف الأبواب المغلقة .

تعليق نقدى بقلم: محمد العبادى
يظل الحنين إلى الماضي ( النوستالجيا ) دوما من أكثر الأراضي خصوبة لكاتب القصة, يبذر فيها كتابته بحثا عن ذاته الحقيقية في أعماق الذاكرة, تلك الذاكرة اللعوب التي تعمل دوما على إعادة تشكيل الماضي بحيث يبدو دوما بصورة أكثر جمالا و حيوية كلما استرجعناه.
استطاعت الكاتبة هنا أن تكتب منطلقة من حنين الماضي لتوقع قارئها في فخ لا فكاك منه, حين يجد في النص مرآة تعكس حنينه لذكريات ماضيه الشخصي.
عنوان النص – رغم مباشرته- جاء مناسبا للنص, ليضيف للهالة الأسطورية المحيطة بالزائرة, يكمل تلك الهالة الابهام المتعمد التي تحيط به نفسها و يحيطها به الراوي الذي اغفل حتى ذكر اسمها.
استخدمت الكاتبة الفعل المضارع في السرد, رغم أن الحدث في زمن الماضي, لكن مع اختيار الراوي الأول يصبح استخدام صيغة المضارع مناسب لإعطاء الإيحاء بحضور تلك الأحداث في ذهن الراوي وارتباطه العاطفي بها, حتى يبدو أن الراوي قد نسى –أو تناسي – كونها أحداث ماضية, فنجده يتعامل معها بصيغة الأحداث الحالية الممتد أثرها حتى الآن.
استطاعت الكاتبة رسم طبيعة المكان بشكل ضمني , يستطيع المتلقي أن يستجمع تفاصيل البيت و محيطه من الإشارة إلى الشارع المؤدي إلى البحر, و حبات الفاكهة المجموعة من الحدائق المجاورة وغيرها كثير.
في رأيي أن" مرت سنوات..." هي الجملة المفصلية – رغم عدم اعجابي باستخدام مثل هذه الصياغة المباشرة والتقليدية للتعبير عن مرور الزمن – هناك فرق بين طريقة السرد قبل وبعد هذه الجملة, كان التركيز الأكبر قبلها على الذكريات القديمة ذات الطابع الإيجابي للزائرة, أما بعدها فبدت الزائرة أقرب إلى عبء يتحمله أبناء العائلة على كره, ويظل جوهر القصة هو هذا الفارق بين الماضي بالهالة الأسطورية المحيطة به, والواقع الحالي بمرارته المفتقده للزخارف التي تضيفها الذاكرة.
وتأتي خاتمة النص ملائمة لانطباعه العام, نجد أن الاختفاء المفاجئ لتلك الزائرة يعود بها مرة اخرى من دائرة العبء الى دائرة الحنين إلي الماضي, ليتململ الكل بحثا عن الذكرى المحملة بالحنين.
(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 9 نوفمبر2010)
*********************
سليمة
قصة: إيمان السباعي


*ياريتى طير وانطير..وجناحى على الأرض هافى

على مقهى بوسط البلد أتابع مشهدا أليفا للبحر ..أراقب دخان سيجارتي يرسم أجنحة بيضاء في الفراغ" تواجد المرأة الحامل مع المدخنين يضر بالجنين ويسبب الإجهاض" أضع سيجارة أخرى بين شفتيّ..أتحسس جنينا فقدته عشرات المرات ولم أعد راغبة في استعادته.. أملأ رئتي بهواء البحر..
..كل صديقاتي اللائي انتقلن للمدينة الكبيرة مثلي يمارسن التدخين ويلاحقن نوارس بيضاء خرافية..نخبيء علب السجائر في حقائب منتفخة بالكتب ونتحدث بشراهة عن قصص حب لن تكتمل ونسأل عن "المحطة القادمة" لأننا غرباء.
نتسلّى باصطياد الحواديت من شوارع لا نهتم بمعرفة أسمائها..تمضي الأيام والشباك فارغة لذا خبأت سرها عن الصديقات الجائعات للحكايا..هذا الصيد الثمين لي وحدي
..أبتسم وأنا أمد يدي إليها وألتقط علبة مناديل ولا أقوى على الكلام فقط أراقب الوشم على الذقن المدورة الصغيرة والتجاعيد المحفورة والعينين الذهبيتين..كل شيء في هذا الجسد الصغير المتكوم على الرصيف تلفه عباءة سوداء يصيبني برهبة تكاد تجعلني أفر هاربة ..
............................................................................................
أصل إلى البئر غارقة في عرقي قدماي يكاد باطنهما ينسلخ من حرارة الرمل..أغسل وجهي وأبل عروقي..البئر حدودي التي لا أستطيع تجاوزها وإلا عرضت نفسي للدفن حية في تلك الرمال، الليلة قدري معه وجهه كوجوه كل الرجال الذين يمرون على البئر، شديد السمرة والتعب..يفرغ في جوفي تأوهاته التي خبأها لأميال طويلة يريح يده المتشققه على الجسد الحار وأنا أستعد كي أواري الجسد الصغير اللدن أرض البيت
* ما يَوْجْعَك غَيْر من مات ودَانَوا عَلَيْه اللحايد.كَلاّ غَرِيْب البلادات يعَاوِد بْطُول المدَايد
............................................................................................
أغلق الكتاب مبهورة الأنفاس ..تلاحقني صورتها فأكمل قهوتي وأترك صديقاتي على المقهى دون أن أخبرهم وجهتي..تبتسم فور رؤيتها لي:
انتي اسمك ايه؟
سليمة..سليمة انشالله يا بنيتي
نضحك سويا..أمد يدي بنقودي القليلة فتمد يدها ب"لفّة" وعلبة مناديل..في حجرتي أنظر إلى لفة القماش طويلا قبل أن أفتحها تطالعني مرآة بإطار فضي، وكردان نحاسي تعلو موسيقاه عند احتكاك حلقاته المعدنية ببعضها..يطالعني وجهي في المرآة مدورا جميلا بعينين ذهبيتين واسعتين ووشم مدقوق على الذقن فأفزع وأبعد المرآة ثم أعود وأقرّبها ..أراقب وجهي ..
...........................................................................................
المزيد من رحلات البحث وعلب السجائر الفارغة والكوابيس التي أرى فيها سليمة بعباءتها السوداء المطرزة بخيوط الحرير تلفها النار.. أحيانا نتبادل الأدوار .. فتحرق النار جسدي بينما تمد لي سليمة يدها بعلب المناديل وتطلب مني أن أجفف عرقي!
..بطني المتكوّرة تجبرني على إيقاف رحلات البحث عن سليمة التي اختفت ..صديقاتي يرفضن مجاراتي في البحث عنها ويلعنون كتب الساحرات التي أكلت رأسي ويشرحون لي لماذا تبدو ملامح وجهي غريبة "البنت بتخلّلي أمها حلوة.. !
وجهي يزداد شبها بي..سليمة ذهبت إلى البئر..يهمس لي الصوت بينما أسمع أولى صرخات جنيني..!

*من أغاني الرحى
تعليق نقدى بقلم: محمد العبادى
يطالعنا النص بشخصيته الرئيسية و هي غارقة حتى أذنيها في عالم كابوسي . هي المثقفة الغريبة عن المدينة الكبيرة, و المغتربة عن كل ما يحيط بها, مغتربة حتى عن جنين بداخلها.
لغة السرد المستخدمة في النص وطريقة تقسيم المقاطع غلفا النص بغموض يوازي غموض العلاقة بين صائدة الحكايات وبين سليمة ذات الملامح البدوية والطباع الغامضه, هي علاقة أقرب الى التماهي أو توارد الخواطر, مثال على تماهي الشخصيتين هو الفقرة الوسطى "أصل إلى البئر..." التي قد تحيرالمتلقي حين يحاول أن ينسبها إلى أي من الشخصيتين.
من اللافت للنظر الغياب الكامل – ربما المتعمد – للرجل عن تفكير الراوية, حتى حين يقودها تيار الوعي لتذكر الحمل والجنين لا نجد أي إشارة للأب, وربما كان فقدان الرغبة في الأمومة هو انعكاس لمرارة قديمة تجاه الأب, وربما تجاه الرجل بشكل عام.
رغم أن الغموض هو عنصر أساسي في النص, إلا أنه وصل في بعض المقاطع إلى حد التعمية والإبهام, خصوصا في النهاية المباغته, وفي المقاطع المنسوبة الى أغاني الرحى و البحث عن دلالتها.
(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 9 نوفمبر2010)
***********************
عاملة ايه ؟
قصة: سحر الأشقر

هاتفتها ..

- عاملة ايه ؟
- الحمد لله .. لكننى أريد منحة من الله .

وقع الكلمات على قلبى , كان سبباً فى انبثاق صورة قديمة , لأولاد وبنات يمشون بحيوية ونشاط , يحملون فى

أياديهم حقيبة الأقلام وكارنيه الجامعة , كنتُ أحمل أنا الأخرى أقلامى والكرنيه , وبأحشائى نقرات تؤشر , بقرب لحظة مخاض , تشد قدمىّ للأرض بأشواك , تمنعنى من اللحاق بمن سبقونى للخيام المُجهزة للامتحانات, رغم المذاكرة والسهر والمعاناة , الأسئلة غير متوقعة , بعد طول انتظار ودعاءات تستجدى النجاح .. ظهرت النتيجة مُحملة بدور نوفمبر , ويدى تحمل طفلتى بعد ولادتها بأيام قليلة .. أضعها بجوارى.. أبدأ المذاكرة .. كأنها تغار من أوراقى .. تبدأ وصلة البكاء التى لا تنقطع .. أحملها .. أهدهدها .. أطعمها .. ترتاح بصدرى.. أتمدد بجوارها .. يغلبنى ضعف امرأة ما زالت بفترة النفاس .. يداهمنى النوم .. أغلق الكتب .. يتسرب الوقت من بين يدى .. يأتى موعد الامتحان .. فى هذه المرة .. الأسئلة كلها مما توقعته , وذاكرته بالدور الأول .. أبحث عن الإجابة .. لا أجد .. البعض مشوش , والآخر ليس له أثر .. تلحظ المراقبة دموعى .. تحدثنى برفق..
-عاملة ايه ؟
- الحمد لله .. لكننى أريد عدل الله .
تظهر النتيجة , أقدم أوراقى , أستلم عملى , فى نفس المكان الذى أجلس فيه الآن , بمكتب الإدارة , أهاتف ابنتى , أطمأن عليها وهى تستعد للإمتحان بنفس المادة , التى أبكتنى فى الماضى , ويدى الآ خرى توقع على بعض الأوراق , تحت اسم المدير العام .
تعليق نقدى بقلم: محمد العبادى
"عاملة إيه؟" في العادة هو سؤال تقليدي وبسيط, لكنه في هذا النص ليس بهذه البساطة, استطاعت الكاتبة أن تحول "عاملة أيه" هنا الي ما يشبه الزناد الذي استجاب لأبسط ضغطه ليطلق تيار الذكريات في عقل الشخصية الرئيسية.

(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 9 نوفمبر2010)
*********************
السوبر يكسب
قصة: منى سالم

مع قدوم مولد أبى النور كان بعض الباعة يزحفون ويفترشون الأرصفة على مدار اسبوعين وأنا اتفقد المنطقة يومياً.. وأرى بطول محطة الظاهرية حتى منطقة الحجر بالقرب من شركة النحاس تسير جماعات على هيئة حلقات الذكر وهى تردد مدد.. مدد.. حى.. كثر الباعة هذه الليلة.. طراطير.. صفافير قربوا يا ولاد
امتلأ الملعب عن آخره.. أضيئت الأنوار على أتم استعداد.. انطلقت الصفارة حلوه.. حلوه.. حلوه يا ولاد: خليكو مع بعضكم: إيد واحدة.. قرب شوف الساحر العجيب كده بص كده راحت.. حط إيدك فى جيبك يا استاذ تشوف العجب.. جوون.. جوون يا خسارة.. جات فى العرضة لسه يا ولاد الوقت بدرى سلاسل.. غوايش.. حاظاظه.. الخرزة الزرقاء تمنع الحسد
المولد هذه الليلة خال من الشباب.. الفتيات متجملات ملابسهن الاستريتش والبادى والجينز الملون.. (أى الدرتى) كأنهن فرسات فى الصاعقة فى أيديهن الموبايلات.. أعطينى الرنه السوبر يا جميل.. صوت يدوى.. ياه..ياه.. يا خسارة مع الشوطة الثانية.. يا واد يا لعيب.. حلوة أوى.. مع الطبلة والطار ترن الصاجات والأصوات.. الله حى.. الله حى.
قبل أن أسلك طريقاً آخر علا صوت ينادى قرب التوكه بنصف جنيه.. مسطره براية بنصف جنيه.. 2 قلم بنصف جنيه.. لوازم المدرسة كل حاجة بنصف جنيه.
والمراجيح تلف وتدور.. ريقى سال وأنا اتشمم رائحة الترمس وحب العزيز هات يا عم بنصف جنيه.. كان زمان وجبر.. الكيس بواحد "ون" أى جنيه، فين زمان.. حب العزيز الربع بقرش.. بكره تغنوا له حب العزيز.. بواحد "يورو" تركته واشتريت غزل البنات.. سكر نبات.. وكانت البنات فى المولد عرايس حلوين قوى.. طعمين قوى امتلأت القهوة على آخرها بالشبان.. والكل صاح جوون.. جوون بركلات الترجيح. السوبر يكسب.
تعليق نقدى بقلم: محمد العبادى
اعتمد بناء النص على خطين أساسيين .. بالأصح مجالين للاهتمام, الأول للفتيات المنفردات بالمولد, بينما الآخر للشباب المتجمعين على المقهى المجاور يشاهدون مبارة كأس السوبر.
بدأ النص بتحديد المكان والزمان, مولد أبو النور بالظاهرية من جهة, والملعب الممتلئ بجماهير الكرة, ينقله تلفاز المقهى إلى قلب المولد , وبين هتافات البائعين من جهة, وشباب الكرة من جهة أخرى, تدخلنا الكاتبة في الجو العام لتلك اللحظة, معتمدة على الأصوات في البداية لتجذبنا الى قلب القصة.
سرعان ما تنقلنا الكاتبة من وصفها للصوت الذي يبدو محايدا, الى وصف الصورة التي تشعر أنها تعمدت جعله أقل حيادية , يتضح ذلك تحديدا في وصفها للفتيات بشكل يحتوى على كثير من الاستهجان المختفي خلف تشبيهات بريئة, رغم ملابسهن المثيرة إلا أنهن بَدَوْن للراوي أقرب لخشونة "الصاعقة" منهن إلى أنوثة الفتيات المتجملات, كذا في الحوار بين الراوي وبائع الترمس الذي امتلأ بالحسرة على زمن مضى.
على الرغم من قصر النص إلا أن الكاتبة نجحت في رسم صورة حيوية للمولد بتفاصيله المتعدده , لكن العنوان– رغم طرافته – بدا غير مرتبط بالنص, فلا علاقة تجمع بين العنوان والنص إلا الجملة الأخيرة, وهي جملة من غير المعتاد سماعها في سياق مباريات الكرة.


(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 9 نوفمبر2010)
*****************
مشروع كاتب..
قصة: إبراهيم رفاعي
انتصف الليل .. آويت للفراش طالبا النوم دون جدوي.. اتخذت كل الأوضاع الهندسية وصولا للـــــنوم ....... أبــــــدا !!
الثانيه صباحا ..الثالثه .. لا جدوي ؟!!
قلت لنفسي: كن فطنا وخطط لتنام .. امسك بكتاب واقرأ ثم اقرأ... إلي أن تنام .
المصباح أضيء .. الكتاب لابراهيم أصلان " خلوه الغلبان " قرأت وقرأت .. قلت لنفسي: " ياه دي بسيطه خالص " ..
وراقت لي فكرة أن أكون قصاصا مثل.. إبراهيم أصلان أو يوسف إدريس .. ثم تراجعت وقلت لنفسي: خليك زي إبراهيم أصلان مبدئيا، ثم فكر في منافسة يوسف إدريس في مرحلة تالية "هيروح مني فين؟". كن فطنا! قلت لنفسي .
واستجمعت قواي متمتما: ما الفرق بينك وبين سي.. إبراهيم أصلان.. الشعر ممكن أنكشه.. ومسأله الشارب.. أمر غير جوهري , مسحت علي رأسي، راقت لي الفكرة.. القلم الرصاص أصبح له سن مدبب ليكتب معاني رقيقه محدده .. الأوراق البيضاء أمامي طرحت مستسلمة لموهبتي الوليدة.
وبدأت أكتب : "......ذات مساء ........ "
وعند أول ضوء:.. القلم .. والأوراق .. ملقاة علي أرضية الغرفة.
بينما جرس المنبه يعلن عن نهار جديد.. ومولد كاتب.. لم يكمل سطره الأول بعد...!!
تعليق نقدى بقلم: محمد العبادى
نص بسيط وخفيف الظل عن نائم قرر أن يكون كاتبًا, منبع خفة الظل في هذا النص هو عرض الكاتب لطريقة تفكير شخصيته, تذكرنا بمقولة ابن المقفع عن الأحمق الذي يظن في سهولة كتابة الأدب, وكان اختيار "إبراهيم أصلان" صاحب الكتابة السهلة الممتنعة ملائما , ليعطي الإيحاء لصاحبنا النائم أن الكتابة أسهل مما يمكن, ومن أظرف ما دار في رأسه تقسيمه الكتاب إلى مستويات أقرب إلى ألعاب الفيديو, حيث يضع أصلان كمرحلة أولى, يليه إدريس .. وهكذا... جاءت لغة النص مناسبة جدا لطبيعة الشخصية, كذلك اختيار جملة تقليدية للغاية كجملة افتتاح قصته المزعومة "ذات مساء", وينتهى القصة باكتشاف المؤلف الناشئ طريقة جديدة للهروب من الأرق, هي الكتابة وليس القراءة !
(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 9 نوفمبر2010)

********************



ليست هناك تعليقات: