بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 أبريل 2010

الثلاثاء 16 فبراير 2010م.



مختبر السرديات يناقش أسباب تراجع مصر فى الساحة الثقافية العربية

اللغة العامية هى السبب فى وجود فجوة بين مثقفى مصر والعالم العربى
كتب: إسلام ممدوح
أثارت ندوة "الأدب والصحافة جدلية عطاء" التى أقامها مختبر السرديات الثلاثاء 16 فبراير
2010 العديد من القضايا الهامة على الساحة من اليمين : الأستاذ نصر عراق , الأستاذمنير عتيبة , الأستاذ مصطفى عبد الله
الثقافية العربية أهمها التراجع الملحوظ لدور
مصر فى الساحة الثقافية العربية، وجهل المثقفين المصريين بإبداعات الأدباء العرب من مختلف الجنسيات مما أدى إلى وجود فجوة ثقافية كبيرة بين الطرفين، نتج عنها العديد من المشاكل يعانى منها المثقفون المصريون حالياً.
تحدث فى الندوة كل من: الكاتب الصحفى مصطفى عبد الله مساعد رئيس تحرير جريدة الأخبار والمشرف على صفحة الأدب والثقافة بها، والروائى الصحفى الفنان التشكيلى ناصر عراق مدير تحرير مجلة دبى الثقافية وأحد مؤسسيها، وأدار اللقاء الأديب م
نير عتيبة مدير المختبر.
وكانت قضية اللغة العربية هى القضية الثانية التى أثارها الكاتبان حيث تحدثا عن مشكلة انتشار الألفاظ المبتذلة والسوقية فى الكتابة الأدبية والصحفية على السواء، والمشكلة لم تعد فى استخدام العامية أم لا، ولكن فى طبيعة اللغة المستخدمة التى تسئ للمعنى وتقلل من قيمة العمل الأدبى أو الصحفى.
كما أكد ناصر عراق أن عدد سكان الوطن العربى 340 مليون تقريباً بينهم 100 مليون أمى، فإذا أردنا أن نخاطب 240 مليون مواطن عربى وأن يكون بيننا لغة مشتركة فلابد أن نستخدم اللغة العربية الفصحى وليست العامية وهذا ليس فى مصر

الأستاذ مصطفى عبد الله
فقط بل فى كل البلاد العربية، حتى يحدث تواصل وتفاعل بين الشعوب العربية ثقافيا واجتماعياً.
وأضاف مصطفى عبد الله أنه رغم أهمية الإنترنت ودوره الهائل فى نشر الإبداعات على مستوى العالم، إلا أن له العديد من السلبيات على مستوى اللغة منها: الأثر السيئ للمدونات على الأدب، وفوضى النشر الورقى والإلكترونى، وغياب حركة نقدية حقيقية وجادة، ومؤكداً على الدور السلبى الذى تتسبب فيه معظم الجوائز الأدبية والثقافية فى مصر والعالم العربى حيث تخرج نتائجها بشكل غير متوقع مما يسبب الإحباط لمعظم الأدباء.
وعلى جانب آخر تحدث ناصر عراق عن رحلته الصحفية فى مصر والعالم العربى، والتى كان من أهم معالمها مشاركته فى إصدار مجلة الصدى وإشرافه على ملحقها الثقافى ثم إصداره لمجلة دبى الثقافية كمدير تحرير لها لمدة 11 عاما، وقدم الشكر للأستاذ مصطفى عبد الله لأنه كان دائما بجانبه فى كل مشوار حياته الصحفى، وأعلن سرا لأول مرة أنه يكتب القصة القصيرة، ولديه أكثر من ثلاثين قصة لم ينشرها لأنه يجد القصة فنا مراوغا لا يسهل الإمساك به، كما أنه يرى نفسه روائيا أكثر لذلك نشر روايتين هما أزمنة من غبار ومن فرط الغرام. ثم بادر بتوجيه سؤالين للجمهور ليشاركه فى التفكير والحيرة أحدهما حول اللهجة المحلية فى الأدب والصحافة وآثارها غير الحميدة، والثانى حول مخاصمة المصريين أو عدم درايتهم بالثقافات العربية الأخرى مما يخلق فجوة بينهم وبين العرب.
كما تحدث مصطفى عبد الله عن رحلة تجاوزت الثلاثين عاما مارس خلالها الصحافة الأدبية كما يجب أن تكون فى خدمة الأدب الجميل العميق، تكتشفه، وتنبه إليه، وتدفعه للأمام، وتساعد على خلق حركة أدبية قوية، وحركة نقدية تساندها. وأشاد بفكرة مختبر السرديات مؤكدا على وجوب دعمه وتوثيقه ومساعدته على الاستمرار لما تحمله الفكرة من قيمة مهمة تحتاجها حياتنا الثقافية من جدية وتعمق واهتمام بالأدب الحقيقى، خصوصا أن المختبر يتم فى قلعة ثقافية عالمية هى مكتبة الإسكندرية.
كما أشار منير عتيبة مدير مختبر السرديات إلى الصلة الكبيرة بين الأدب والصحافة، وكيف أعطى كل منهما للآخر وأخذ منه، وجدلية التأثير والتأثر المتبادل بينهما، وشكر الأديب المبدع الشربينى المهندس لإصداره عددا خاصا من نشرة فاروسيات التى يتحمل كافة أعباء تحريرها وطبعها بنفسه بمناسبة الندوة.
شارك فى المداخلات من الأدباء والشعراء والنقاد أحمد حميدة وأحمد فضل شبلول وسهير شكرى ومنى عارف وحسنى الجنكورى ووسيم المغربى ومحمد أبو عوف ود.نادية البرعى وعزة رشاد قطورة وأمينة عبد الله ورشاد بلال ومحمد العبادى وغيرهم.




الأحد، 11 أبريل 2010

26 يناير2010م

فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.. حوار النقد والإبداع

فى لقاء مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 26 يناير 2010 النقدى الإبداعى. تبادل أديبات وأدباء الإسكندرية مقاعد النقد والإبداع. قرأ الأديب منير عتيبة مدير المختبر مقالا نقدى بعنوان " غزو المجهول.. حول التجريب وسماته في الأدب" كتبه د.هيثم الحاج على عضو المختبر المراسل. وتم قراءة خمس قصص قصيرة قصتان لأديبتان ووثلاث لأدباء، أما القراءات النقدية لهذه القصص فقدمها أيضا أديبتان وأربع أدباء. فقصة صلاح بكر "قط الليل" قرأتها نقديا منى عارف. وقصة انتصار عبد المنعم "عندما تستيقظ الأنثى" قرأتها نقديا سهير شكرى وأحمد سماحة عضو المختبر المراسل من السعودية. أما د.عبد البارى خطاب فقدم قراءة نقدية لقصة محمد عباس على "الإفلات من إطار مذهب" وقدم رشاد بلال قراءة نقدية لقصة مروة الحمامصى "أول يوم". كما قدم يحيى فضل سليم قراءة نقدية لقصة "انطلاقة" للشربينى المهندس. وقد فجرت القصص والقراءات النقدية المقدمة لها، بالإضافة غلى المقال النقدى للدكتور هيثم الحاج على، الموضوعات الأساسية التى دار حولها نقاش أعضاء المختبر والتى تمثلت فى التجريب وأهميته وتطوره كمصطلح وعلاقته بالحداثة، والعلاقة بين شكل العمل الأدبى وموضوعه مع إعلاء دور زاوية تناول الكاتب للموضوع وأسلوب عرضه له كنقاط التميز لدى كل كاتب بصرف النظر عن الموضوع، وكذلك نادى الناقد د.محمد عبد الحميد بضرورة توسيع المعنى عند التعامل مع مصطلح المهمشين، وأكد الناقد شوقى بدر يوسف والأديبان أحمد حميدة وإسلام على حسن على أهمية التقنية التى يستخدمها المبدع عند تناول العمل الأدبى أو تقييمه، كذلك أشار الأديب حسنى الجنكورى إلى نوع جديد من الواقعية السحرية المصرية يستخدمه الكاتب محمد عباس على، وأشار الأديب منير عتيبة إلى احتياجنا لمصطلح جديد عند تناول بعض الأعمال مثل قصة صلاح بكر فبدلا من أن نقول (أنسنة الحيوان) نقول (حيونة الإنسان)، كما أثار الأديب حسام حسن قضية استخدام العامية فى القصة والرواية حيث انقسم الأعضاء ما بين مؤيد ومعارض ومقتصر على استخدامها فى الحوار. حضر اللقاء أيضا من الشعراء أيمن صادق وعصام عبد الوهاب آدم، والسيناريست فيفيان محمود والسيناريست محمد الدخاخنى، والأدباء محمد عطية محمود ورمزى بهى الدين وسراج النيل الصاوى الذى أهدى نسخا من إحدى رواياته إلى أعضاء المختبر بمناسبة عيد الشرطة ومن الصحفيين أحمد عصمت من ألكس أجندة وأحمد جابر من المصرى اليوم بالإضافة إلى بعض الأدباء الشباب.


من مجلة أمواج
كتب اسلام ممدوح


غزو المجهول.. حول التجريب وسماته في الأدب
د. هيثم الحاج علي

يرتبط التجريب في أذهان الكثيرين من متابعي حركة الفنون - عموماً - بالمسرح، وعروضه التي تغيب فيها إلي حد كبير سلطة النص لتخضع لسلطة المخرج ورؤية الممثلين، غير أن التجريب - المصطلح له من العلاقات بالفنون والأجناس الأدبية الأخري ما يجعله أشد ارتباطاً بالأدب، وهو الأمر الذي جعل العديد من نقاد الأدب ومؤرخيه يحاولون النظر إلي محاولات التطوير الأدبي بوصفها تجريباً، وليس ببعيد ملف «التجريب الشعري في مصر منذ السبعينيات»(1)، الذي خصص له عدد كامل من مجلة ألف، والذي عالج تجربة شعر الحداثة في مصر، في سبيل ضبط مصطلح التجريب. غير أنه من المهم الوقوف بصدد هذا المصطلح الذي شاع، وعده الكثيرون تياراً إبداعياً للتعرف علي القيم التي تسهم في ضبطه، وعلي فعاليته الحقيقية التي يسهم بها في دفع عجلة تطور الفنون.
تتخذ التجربة - بدلالتها اللغوية بعداً مهماً في صدد تعريف التجريب، حيث ورد في لسان العرب : «جرب الرجل تجربة : اختبره، والرجل المجرب : قد بلي ما عنده، ودراهم مجربة : موزونة»(2)، حيث يعد الاختبار هو المعني الأساسي الذي عرفه العرب عن التجربة، وهو اختبار يستهدف معرفة يقينية هي الهدف النهائي للتجربة.
غير أنه علي مستوي المصطلح نجد إنه كان معنياً في المقام الأول بالعلوم الطبيعية، التي اقتصر عليها التجريب لفترات طويلة، لتصير «التجريبيات في اصطلاح العلماء هي القضايا التي يحتاج العقل في جزم الحكم بها إلي تكرار المشاهدة.. من غير علاقة عقلية لكن مع وجود قياس خفي»(3) مما يجعل من التجريب مجالاً خصباً لاكتشاف ظواهر جديدة في تمهيد واضح لإقرار القواعد التي تتحكم في هذه الظواهر. وهو الأمر الذي يردنا إلي ذلك الجزء الهلامي في طبيعة الإبداع، حيث يجد المبدع نفسه مسيراً في بعض خطواته نحو إنشاء نصه، لكنه في النهاية يكون واعياً بوجود سبب ما منطقي أو غير منطقي، مؤد إلي صيرورة نصه علي هذا النحو المخصوص، الذي يختبر أداة جديدة، أو محاولاً إرساء تقاليد جديدة، وهو الأمر الذي تزداد فيه فعالية المجرب وتعمده في إطار تجريبه الفني، حيث تكون خطوات التجربة عرضة للتعديل والتبديل تبعاً لسير تجربته، كما تتراجع الرغبة في المعرفة، تاركة المجال للرغبة في التجريب في حد ذاتها.
ومن هنا يمكن لنا الإقرار بأن التجريب الأدبي أداة لتطوير فنون الأدب، وربما سيكون علينا مجابهة من يحاول إسباغ سمة التيار علي فكرة التجريب، فهو مجرد أداة يستخدمها الأديب الواعي من أجل إزاحة منظومة التقاليد السابقة عليه، لصالح قيم جمالية أو أدائية يستحدثها. وليست محاولات جعل التجريب تياراً، إلا نتاجاً لخلط واضح بين قيم الحداثة - التيار - وآليات التطوير التي يستعملها المؤلف من أجل تجريبه، وهو خلط طالما عانت الساحة الأدبية من تبعاته.
سمات التجريبي:
إذا كان چيمس روس إيفانز يعرف التجريب بأنه: غزو المجهول.. فأن تكون تجريبياً يعني أن تقوم بغزو المجهول، وهذا شيء لا يمكن التحقق منه إلا بعد حدوثه»(4)، فإن هذا - بدوره - يعني أن التجريب مغامرة غير مأمونة العواقب، يقوم بها المبدع من أجل إحداث ما يشبه الطفرة الچينية في النوع الذي يتصدي له. وهو الأمر الذي ينتج عن إحساس ما لدي المبدع بعقم الأشكال السائدة ويمكن لنا أن نحدد السمات التي يجب توافرها في هذا المبدع لكي يمكنه أن يكون هكذا، ومن هذه السمات:
أ - رفض المألوف والمستقر: وهي السمة التي تتوفر للمبدع الحقيقي عموماً، إذا أخذنا في الاعتبار أن أحد معاني الإبداع هو الإنشاء علي غير مثال، وهذا الرفض يحدد منذ البداية ما يرفضه، من خلال استقرار منظومة التقاليد والقواعد التي يسير الأدب وفقاً لها. ويكون المنطلق الأول لهذا الرفض هو حالة الألفة التي تنشأ بين المتلقي والشكل التقليدي، فالأشكال القديمة «تصل إلي درجة من التشبع لا مزيد بعدها، ولا يكون معني ذلك أن الوقت قد حان للارتداد إلي أشكال أكثر قدماً، بل معناه أن الوقت قد حان للتقدم إلي شكل أكثر مسايرة لما جد من أوضاع»(5)، علي مستوي الذائقة الأدبية، وعلي المستوي الاجتماعي والسياسي والتاريخي... إلخ، غير أن هذه السمة تحديداً يمكنها أن تتوفر في العديد من المبدعين في الظروف التاريخية كافة، وهو الأمر الذي يدعونا إلي نعت أبي تمام في خروجه علي عمود الشعر العربي بالتجريبية، حيث رفضه للتقاليد الشعرية القديمة وخروجه عليها محاولاً استحداث أشكال للقصيدة تتواءم مع الظرف التاريخي العباسي.
ب - الوعي والممارسة: ولا يمكن نعت المبدع بأنه تجريبي بناءً علي تجربة واحدة أتت له في صورة النزوة، فالتجريب يعتمد علي وعي المبدع بكونه تجريبياً، كما يعتمد علي محاولاته الدءوبة لاستحداث تجربة جديدة، وهو الأمر الذي يجعل البعض يعرف التجريب بأنه «البحث عن الأدوات والآليات لإحداث التغيير المطلوب»(6) حدوثه لكي يتواءم الفن المجرب فيه مع تلك الظروف المحيطة، وهو ما يؤدي إلي وجود تعمد لهذا المبدع للتجريب، ذلك التعمد المستمر الذي يمكن أن يتوازي مع ممارسة مستمرة لمفارقة المستقر، وهو ما أدي بالبعض إلي تعريف التجريب - كذلك - بأنه الإفراط في ممارسة التجاوز(7) وهو الأمر الذي يجعل من التجريب عملية متعمدة لا تتدخل فيها الصدفة، علي العكس مما قد يحدث أحيانا في العلوم الطبيعية. أسباب التحول:
غير أن هذا الوعي يفتح الباب للنظر إلي الأسباب المؤدية إلي وجود أدب تجريبي وهي الأسباب التي يمكن عدها في:
أ – الأزمة: وتكون الأزمات دائماً شرطاً ضرورياً لانبثاق نظريات جديدة، وتكون الأزمة في الغالب أزمة مجتمعية، يحس فيها المجتمع بما يمكن أن نسميه «سوء الأداء»، حيث يسود إحساس ما أن الطريقة - الرؤية التي يعالج بها هذا المجتمع وجوده وحياته وأفراده قد أصبحت غير ملائمة كواقع جديد يحيا فيه ويتطور، وهو ما يردنا إلي وجود صراع داخل هذا المجتمع بين من يدينون للطريقة القديمة، وبين من يتبنون الشكل الجديد. وفي الغالب ينتج عن مثل هذه الأزمات فترة تعايش بين الاثنين حين لا يستطيع أحدهما القضاء تماماً علي الآخر، إلي أن تبدأ الطريقة القديمة في التراجع والتلاشي تدريجياً، ليسود الشكل الجديد، إلي أن يصبح هو الآخر قديماً في مرحلة ما تالية، وتعود الدورة نفسها مرة أخري لتكون شرطاً مهماً من شروط تطور المجتمعات البشرية. غير أنه من الممكن ملاحظة أن كلا النموذجين يستفيد من الآخر ويحاول أن يأخذ منه ما يصلح لإمداده بأمر جديد من البقاء، فالنموذج القديم يحاول أن يطور من نفسه في محاولة أخيرة للبقاء، والنموذج الجديد يعتمد في انطلاقه علي إنجازات النموذج القديم الناجحة، وعلي نفي عناصره السلبية - كذلك - لتأكيد ضرورة وجوده.. وهو ما يمكن التمثيل عليه بوضوح في الصراع الواضح في النصف الثاني من القرن العشرين بين نمط الشعر الخليلي وشعر التفعيلة.
ب - أزمة التلقي: وتبدأ هذه الأزمة عند الإحساس بعقم الأشكال الفنية المألوفة، حيث يصدق توقع المتلقي لما تحتويه هذه الأشكال، ومن ثم يتراخي رد فعله الانفعالي، وهو الأمر الذي يجعل من عملية تلقي الفنون مجرد عملية قياس للنصوص علي نموذج معياري، وإصدار حكم عليها، وهو ما يفرغ هذه العملية من محتواها الذي يهدف - في الأساس - إلي التأثير بشكل ما، في هذا المتلقي. ومن ناحية أخري فإن المبدع يجد نفسه -في ظل هذه الظروف- مضطراً إلي الخضوع لهذه المقاييس المعيارية لكي يلاقي إقبالاً من ناحية المتلقي وهو ما يسهم في تقييد حركته، وغياب منطق الإدهاش عن أعماله، لتأتي صوراً مكررة من ذلك النموذج المقاس عليه.
جـ - الإحباط والتعبير عنه: يؤدي رفض الواقع بصوره كافة إلي ظهور شكل من أشكال الإحباط الذي يتجلي في الرغبة في التعبير، ومن ثم تغيير هذا الواقع المحبط، وبالنظر إلي فترات الأزمات التي تحيط بالمجتمعات سنجد أن هذه الفترات تنتج - غالباً - أشكالاً وتصورات جديدة للتعبير الفني، في شكل من أشكال رفض الواقع المحبط، ومن ثم رفض الواقع الأدبي، وهو ما يبدو في صورة أدب متمرد خارج علي الأعراف القديمة والتقليدية، وقد كانت هذه الفكرة تحديداً من أهم محركات التيارات التجديدية والتجريبية في الأدب المصري، بداية من أزمة الطبقة الوسطي في أعقاب ثورة 1919 التي أفرزت إنتاج جماعة الفن الحديث، ثم في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث ظهرت جماعة الفن والحرية، والتي كان شعارها «نحن أبناء ضالون»، إلي تلك الأزمة التي أعقبت هزيمة 1967 وأنتجت تياراً جديداً في القصة المصرية تجلي في جماعة الأدباء الشباب الذي نشر إنتاجه في مجلة جاليري 68، وأزمة تخلخل قيم الطبقة الوسطي في أعقاب الانفتاح الاقتصادي منتصف السبعينيات التي أنتجت شعر الحداثة المصري المتمثلة أهم تياراته في جماعة إضاءة.
د - الدور الفردي للمبدع/الطفرة: إذا كان تطوير الفن والأدب يتم بالموازاة مع التطور التاريخي للمجتمع، فإن التجريب يعتمد في الأساس علي وعي الفرد المبدع بوجود أزمة، أو بطء ما في حلقات هذا التطور ومن ثم يقوم - واعياً - باستحداث تجارب تعالج تطويراً متعمداً يشبه في بعض صوره فكرة الطفرة الچينية. فمن الضروري - إذن - البحث عن الأسباب المباشرة للتغير، دون إغفال الجوانب الذاتية للمبدعين أنفسهم، ورغبتهم في كون إبداعاتهم أكثر جدة، وإضافة إلي ما سبق عليهم، ناهيك عن رغبتهم في كون إبداعاتهم أكثر مسايرة للواقع الاجتماعي والخيالي، فالتغيرات الاجتماعية والتاريخية لا تقوم بالعمل وحدها، بل يجب أن تلقي صدي لدي وعي فرد مبدع يحاول - متعمداً - استحداث ما يساير هذه التغيرات، هذا الوعي والتعمد هما ما يمكن أن نسم المبدع من خلالهما أنه : تجريبي.
الموقف من التراث:
إن التجريب - إذن - ناتج عن وعي المبدع، وممارسته، وهو نمط فكري ينتج موقفاً رافضاً للأشكال التقليدية، ومن ثم فمن الضروري النظر إليه بوصفه أداة الكاتب الواعي لتطوير أدبه، وهو عملية تتخذ من رفض المستقر والمألوف حافزاً لها، وتعتمد علي محاولات الأديب المستمرة لإزاحة منظومة التقاليد الأدبية، كما تعتمد علي رغبته في عدم التوقف عند حد معين من التجديد، ويهدف فيها إلي اختبار أدوات جديدة في التعبير الأدبي، ويكون موقفه من التراث موقف وعي لا يهدف إلي نفي التراث نفياً كاملاً، وإن كان يحاول هدم أشكاله، غير أنه يعتبر هذا التراث نقطة انطلاقه، وأرضيته التي يثبت فيها جذوره، وإن حاول نفيه، لكنه في الأساس يحاوره محاولاً الكشف عن الجوانب الخفية فيه، وعما هو متوار خلف النصوص التراثية.
إن التجريب - إذن - ليس تياراً، وإن أنتج تيارات جديدة يمكن وسمها بالتجريب وربما يكون في هذا المعني ما يحل إشكالية كبري سادت في الفترة السابقة حيث شيوع المصطلح والتداخل بينه وبين الحداثة، علي اعتبار أنها إحدي منتجاته.
غير أنه من المهم توضيح أن الفترة الحالية التي يمر بها الأدب المصري هي فترة مثالية لشيوع المفاهيم التجريبية من حيث تحقق قيم الأزمة التاريخية، ومن حيث الانعزال الواضح الذي يعيشه الأدب نتيجة لعوامل سياسية وثقافية واقتصادية، وهي الأمور التي تستوجب إحداث العديد من الهزات علي مستوي مجالات الإبداع كافة.

هوامش وإحالات
(1) مجلة ألف - مجلة البلاغة المقارتة - ع 11 - الجامعة الأمريكية بالقاهرة – 1991
(2) ابن منظور : لسان العرب - جـ1 - مادة (جرب).
(3) محمد علي الفاروقي التهانوي : كشاف اصطلاحات الفنون - ت : د. لطفـي عبد البديع - المؤسسة المصرية العامة للتأليف والطباعة والنشر - القاهرة - 3691 - جـ1 - مادة جرب.
(4) چيمس روسي إيفانز : المسرح التجريبي من ستانسلافسكي إلي اليوم - ت : فاروق عبد القادر - دار الفكر المعاصر - القاهرة - طـ1 - يناير 9791 - صـ7 .
(5) يوسف الشاروني : مع التراث - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 6991 - صـ 11.
(6) عبد الكريم برشيد : المسرح والتجريب والمأثور الشعبي بين الفن والصناعة والعلم والأيديولوجية - مجلة فصول - مجلة النقد الأدبي - الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة - م 31 - ع 4 - شتاء 5991 - صـ 02
(7) د/ سعيد يقطين : القراءة والتجربة، حول التجريب في الخطاب الروائي المغربي - دار الثقافة - الدار البيضاء - طـ1 - 5891 - صـ 782
(مختبر السرديات- مكتبة الإسكندرية- 26 يناير2010م)



**************

انطلاقة

قصة: الشربينى
المهندس
حملته أقدامه المرتعشة خارج البوابة .... كان فارع الطول .. بدا ذابل الوجه حاسر الرأس كليل النظرات وقـد أنهكه الشوق للأحفـاد .. لم يجد أحدا في انتظاره حتى ابنته ابتسام ..تسارعت أنفاسه وهمساتهم تقول الكثير عن المال والبنون ..تراوده الخواطر .. لقد فضل هذا مقابل حريتهم .. .. إنك لا تدري ماذا أحـدثوا من بعـدك .. ؟..صدقهم لحظة فلعـن الحياة ..عندما دعاه صديقه ابن المزاج كما يحب أن يدعوه يوما وذلك لموعد خاص توقف مع نفسه ورفع رأسه للسماء ساعتها هامسا لقد سترتني كثيرا وهذه المرة لا اجتهاد ولا اختيار إلاوسبقته زفراته .. رب السحن أحب إلي مما يدعوني إليه عادت الخواطر تراوده من جديد .. وكيف ستعيش الآن ..؟أدار رأسه ببطء وحاولت عيناه تخطي الأكتاف العريضة لذلك الرجل الرابض علي يمين البوابة ،بينما منعته بقوة تكشيرة واضحة من الحارس الآخر.. تشكك في وساوسه برهة فشعر بخيوط الماضي تشده والجدران تناديه .. تراجع .. نصف استدارة ثم حرك رأسه ببـطء من جديد وهو يرفع يده ليداري أشعة الشمس المنطلقة بلا قيـود ..أعاد فتح عينيه ليتأكد أنها الشمس التي افتقدها طويلا وقد شعر بتغير رائحة الهواء من حوله .. هز رأسه وتابع أشعتها الممتدة وقد ساد السكون ..من خلف نظرات الحراس الفاحصة تسللت نظراته تستكشف المكان ، كان العصفور هناك يرفرف بجناحيه فوق البوابة .. حاول إخراج الدهشة ..أرخي يديه فسقطت أشياء كثيرة من بينها .. كتم صفيرا راوده .. حرك شفتيه ولم يسمع همسا ..تجاهل نظرات الحراس ، وطرقع أصابعه ، وأصاخ السمع عبر الفضاء الرحب ، واستنشق الهواء بقوة ..تابع نبضات القلب ، والتقط أنفاسه بسرعة مع حركة الحارس ..أدار ظهره وسري النبض حتى أخمص قدميه ، والصق شوقه بخفقات القلب التي تهتف .... أنطلق وراء العصفور ..

تعقيب نقدى بقلم/ يحيى فضل سليم
هى انطلاقة الإنسان من حالة إلى حالة أخرى مغايرة، تصاحبه خلالها العديد من مشاعر التجاهل، الجمود، التردد، القلق، التوتر، عدم الاتزان وعدم الإحساس بقيمة هذا التغيير.
فهى انطلاقة من قيد الماضى, عبوراً بحاضر يمنحه زمن السرد وصولاً إلى فضاء الحرية، فى لحظة فارقة للانتقال من حياة إلى أخرى الحد الفاصل بينهما هو بوابة السجن.
بدأ بتكريس الضعف الانسانى فى سنين القيد بصبغه على الشخصية المنطلقة وهو دلالة عكسية لمعنى الانطلاق الذى ينبثق من القوة، بعكس استهلاله للقصة.
يقول " حملته أقدامه المرتعشة خارج البوابة"
فالارتعاش يكون من الضعف أو من الخوف الذى يولد الضعف وهو استهلال يؤسس لحالة التوجس والتردد والقلق, ثم يعمق ضعف الشخصية بوصفها من الخارج " ذابل الوجه حاسر الرأس كليل النظرات " ليحقق الضعف الداخلى الوجدانى الذى أنهكه الشوق فى مواجهة الحرية كقيمة اجتماعية ومطلب إنسانى فردى / جماعى.
فتكون الضربة القوية التى تهدد حريته هى عدم وجود أحد فى انتظاره, والتى تسلمه إلى تداعى الذكريات التى أحدثت التوتر المأمول.
ثم يأتى سؤاله لنفسه " وكيف ستعيش الآن ؟ " كتحول دلالى لفقد قيمة الحرية يصيبه بالخلل النفسى الذى يجعله يفضل القيد والحبس ليعيد تفاعله مع الطبيعة إليه توازنه فينطلق إلى فضاء الحرية وراء العصفور.
أفرد الكاتب دلالات كثيرة احتفاء بحريته رغم ما يعتمله من حيرة وتردد وقلق, دلالة اسم ابنته "ابتسام" وما يأمل المنطلق من القيد إلى القبض على لحظة فرح وابتسام احتفاءً بحريته، ودلالة الشمس المنطلقة بلا قيود، ثم محاولة التأكد من أنها هى الشمس التى فقدها أثناء حبسه، وشعوره بتغيير رائحة الهواء، فالهواء المحبوس غير الهواء الطلق، هواء الحرية الذى اقبل عليه يستنشقه بقوة، ودلالة العصفور الذى ينطلق وراءه فى نهاية القصة، وهى كلها دلالات تحمل معانى الحرية، والبعد الإيمانى فى لجوئه للسماء وقت أزمته، وكذلك تضمينه للآية القرآنية من سورة يوسف وما يتضمنه من تناص دلالى بالشعور بالظلم.



وتبقى الإشكالية لدى الكاتب فى الاقتباس والتضمين من النص القرآنى هى المحاذير التى لا يراعيها عند اقتباسه من القرآن .
فإذا كان الاقتباس والتضمين يعدّا شكلاً من أشكال التناص، يستخدمها الكاتب بغرض أداء وظيفة فنية أو فكرية، سواء أكان هذا التناص تناصاً تاريخياً أو أدبياً أو دينياً، وهذا ما يدعوه التناص المباشر إذ يقتبس النص بلغته التى ورد فيا مثل الآيات والأحاديث والقصص، أما التناص غير المباشر فهو تناص يستنتج ويستنبط من النص وهو تناص الأفكار والرؤى أو الثقافة تناصاً روحياً لا حرفياً، فالنص يفهم من خلال تلميحاته وإيماءاته وترميزاته.
فلا يجوز للكاتب أن يأتى بجزء من آية قرآنية ويحذف منها نون النسوة لتلاءم ذكورة النص.

***********************************




أول يوم

قصة: مروة الحمامصي



غاصت يده في يد المربية الضخمة , كادت أن تتعثر قدماه , أمرته أن ينظر أمامه وهو سائر , أحس بأن فرحته تلاشت , امتدت يده خلف ظهره تتحسس حقيبته الجديدة , التي اشترتها له أمه ,
يومها سألها : متى سيولد أخي ؟ أجابته : قريبا , ثم لمح يدها تمسح دمعة فرت من عينها , فصمت .
**************
اقتربت أصوات الموسيقى من أذنه , أراد أن يطير ليدخل ذلك الفصل , إلا أن المربية تخطته . التزم بالنظر أمامه كما أمرته , وقعت عيناه على رسوم لشخصيات كرتونية على الحائط تشبه تلك المرسومة على حذائه , الذي بمجرد أن ألبسته أمه إياه قفز على فراشه ليغرق أخته الوليدة بالقبلات فاستيقظت من نومها صارخة , فحمله خاله بعيدا عنها , توبخه أمه تعاتبه جدته وهو لا يدري ما السبب ! .

**************
توقفت به المربية أمام فصله الجديد لتسلمه لمدرسته التي استقبلته بابتسامة عريضة . دارت عيناه في الفصل الصغير الممتلئ بالألعاب المختلفة, وأولاد في مثل سنه منهمكين في لعبهم , إلا أن زميله الجديد بدأ معه الحديث وسأله عن اسمه , وبدأ يومه الجديد يلهو فيه ويمرح ويتعرف على أصدقاء جدد .

*************
انتهى اليوم الدراسي سريعا , أتى الآباء والأمهات لاصطحاب أبناءهم , وبقى هو . تسأله المدرسة عمن سيأخذه , فقال لها : ماما في البيت مع أختي الصغيرة وخالو قال أنه سيأتي ليأخذني . سألته : وهل بابا مسافر ؟ طأطأ رأسه في حزن ليجد الشخصيات الكرتونية قد اختفت من على حذائه . فيقول : بابا فوق عند ربنا .

تعقيب نقدى بقلم/ رشاد بلال
تناولت الكاتبة فى قصتها أول يوم دراسى لطفل يتيم الأب، فى مقاطع أربعة، وفى أسلوب مركز منساب فى نقلات محسوبة جيدا. نرى الطفل فى بيته يسأل أمه متى يأتى أخوه الأصغر، فتمسح الأم دمعة انسابت من عينيها، كما نراه يداعب أخته الصغيرة فى فراشها ويقبلها، فيوقظها من نومها، فتغضب منه أمه، وتعاتبه جدته، وينهاه خاله. ثم نراه فى الطريق مع المربية ويده فى يدها الضخمة دلالة على حجم يده الصغيرة، وهى تأمره أن ينظر أمامه وهو يسير. وفى المدرسة يمر بحجرة فيها أصوات موسيقية تجذب سمعه، ثم يدخلونه حجرة أخرى على جدرانها رسوم كرتونية تجذب بصره، ومن حوله أطفال فى مثل سنه يتعرف إلى بعضهم مكونا صداقات جديدة، بينما فى آخر اليوم الدراسى يأتى الآباء أخذ أبنائهم، وتسأله المدرسة من سيأتى ليعيده إلى البيت؟ فيقول لها خاله، وتعود تسأله هل أبوه مسافر؟ فيجيب إنه فوق عند ربنا.
القصة جيدة المغزى والتناول، واللغة مناسبة للقصة، والفكرة واضحة، والنهاية موفقة، وإن كنت أرى أن الكاتبة لو جعلت للطفل اسما لكان أوقع من وجهة نظرى.

**********************









ِالإفلات من إطار مذهب

قصة: محمد عباس على



1
-
فى ليلة زفافه، بعد أن أغلق الباب عليهما، رأى زوجته تطير من حوله.. تتسلق الجدران، وتمشى على السقف، تتجه إلى النافذة المفتوحة، لاتبالى به.. أسرع بإغلاق كل النوافذ وعاد إليها.. ابتعدت عنه.. تناثرت حروفه طيورا تغرد فى المكان.. نظرت عيناها جيدا.. أعجبتها أجنحة العبارات.. فتحت فمها وتكلمت.. انتهز الفرصة وسحبها من لسانها إلى الأرض من جديد.

2-
فى الصباحية أتت أمها بصحبة ميكروفون.. وضعته أعلى الشرفة وبدأت الحديث.. انزعج من الضجيج ، من نظرات المارة فى السماء، وعلى الأرض، وما بينهما.. انطلق سريعا حيث صب الشاى الساخن فى الميكروفون.. التزمت الصمت.

3-
نصحه أحد الأصدقاء أن يذبح لها القطة.. عرف قطة بالطريق.. دخل بها إلى البيت.. رأتها معه.. أدركت غرضه.. تحولت إلى كلب عظيم الهامة.. ضخم الصوت.. انطلق نباحه فاضطرب نظام الاتصالات.. هجم على القطة.. استدارت القطة إلى الزوج.. تحول إلى فأر وجرى.. جرت القطة وراءه، والكلب وراء القطة.. صنع الثلاثة دائرة فى المكان المغلق ظلت مكتملة مدة طويلة.

4-
قالت امرأته إن الأرض ستنبت لحما.. استطالت رقبته.. نظر إلى الفرع الريان.. رأى الخضرة وشّم رائحة الطين.. قال إن الأرض روحها الماء.
وقام يرويها.


5-
حينما نزل ولده لم يبك مثل بقية المواليد.. أدار عينيه حوله حتى رآه.. سأله أى العالمين أوسع، الذى أتى منه، أم الذى استقبله؟
قبل أن ينفرج فمه بجواب رأى امرأته تحمله من ياقة قميصه وتعلقه على الجدار، وتضع حوله إطارا مذهبا وتلصق لافته أعلاه مكتوبه بخط مذهب.. (للزينة)
حاول الإفلات.. لم يستطع.. من خلال النافذة تواصل مع إطارات مذهبة كثيرة عند الجيران.. اتفقوا على كسر الإطارات ونزع اللافتات.

6-
الليلة نفذوا خطتهم.
كسروا الإطارات.
ونزعوا اللافتات.
بعدها أمطرت السماء آذانا وعيونا وألسنة ملأت المنطقة بكلمة (لا)
الغريب أن النساء أطلقن الزغاريد.

تعقيب نقدى بقلم/د.عبد البارى خطاب

القصة عبارة عن متوالية قصصية تعبر عن علاقة الرجل بالمرأة بعد الزواج، واختار الكاتب أسلوب الفانتازيا، بالاضافة لبعض الموروثات الشعبية الخاصة بليلة الزفاف "اذبح لها القطة" وبيوم الصباحية "أتت أمها بصحبة ميكروفون" ولقد صور الكاتب سيطرة الرجل على المواقف فى البداية:
أولا مع الزوجة: هى غير منطقية "تمشى على السقف".. هو منطقى "أسرع بإغلاق النوافذ " وهو يفهم كيف يصطاد المرأة "تناثرت حروفه طيورا تغرد " هى "أعجبتها أجنحة العبارات " فوقعت فى الفخ " .. "انتهز الفرصة وسحبها من لسانها إلى الأرض"
ثانيا مع أمها : " صب الشاى الساخن فى الميكروفون فسكتت
إلى أن أراد أن يذبح القطة " فتحول إلى فأر " وبعدها ظهرت سيطرة الزوجة ... أرادت هى الخلفة " استطالت رقبته وقام يروى الأرض " ... وبعد أن جاء المولود فقدت الاهتمام به "وضعته فى إطار مذهب للزينة" وهو حال الكثير من الأزواج .... إلى أن استطاع التخلص من هذا الوضع بمساعدة باقى الأزواج .... وهنا ترك الكاتب مساحة للقارىء ليخمن معنى إطلاق الزوجات للزغاريد حين قال الأزواج " لا " هل هو استسلام للرجل القوى.. أم استهزاء, أو للمهادنة؟!
أسلوب الكاتب موظف بشكل جيد وإن كانت هناك بعض التعبيرات يمكن الاستغناء عنها مثل "نظرت عيناها جيدا"
"انتهز الفرصة " و" عرف قطة بالطريق "دخل بها البيت" و "عظيم الهامة" و"ظلت مكتملة مدة طويلة" و"أدار عينيه حوله"
أخيرا لا أدرى غن كان الكاتب حين سأل المولود الغريب "أى العالمين أوسع" يعنى المفهوم الدينى فى أن خلق الأرواح كان قبل خلق الإنسان؟ ... أو يعنى المفهوم البوذى "الكارما" والذى يتحدث عن عودة التجسد ... أم غير ذالك؟




***************












عندما تستيقظ الأنثى!
قصة: انتصار عبد المنعم
وقفت تتأمل واجهات المحلات الزجاجية المخضبة باللون الأحمر وقد اختفت كل الأشياء . لم يعد في عالم الأسواق سوى دببة حمراء دموية ، وقمصان نوم تفترس الناظر إليها . تشعل فيه ثورة ، تسافر في جسده ، تلهو به ، تعبر به ساحة موسكو الحمراء ، تصعد به جبال النشوة المتقدة ، ثم تهبط به إلى سرير تنتظره عليه جيشا أو غانية لعوب ، تغرقه في بحارها العذبة ، تغيبه في كهفها الأسطوري ، تسقيه خمر رضابها ، فيراها أرض عجائب لا تنتهي و يضيع فيها.
ترقص الطفلة بداخلها تناجيها لتشتري دبا . تنهرها . فالدببة الحمراء ليست للأطفال . تشاكسها ، لمن هي إذن ؟ تنظر بعيدا ، ترى حلماً لم يتحقق . يحمل إليها دباً كبيرأ بلون دمه الفائر . تضمه إلى صدرها وترتدي قميص نوم أحمر وما هي إلا لحظات ويأخذ هو مكان الدب ويطوف بها كل حلبات المصارعة .
تقع عيناها على قميص حريري مكون من قطعتين مثل " مايوه" . تشعر بالحرج . ترقص المرأة بداخلها تغريها لتشتريه . ترى حمرة الخجل على وجهها . تسخر منها المرأة وتذكرها بأن من تتزوج تلبس مثل هذه الملابس . تغيب في فراغها الكوني اللامتناهي . تريد أن تشتري ملابس جديدة وقمصان نوم كأي فتاة ستتزوج . تسمعه يطلب منها ألا تشتري شيئا الآن فعما قريب ستلحق به ويشتري لها ماتريد من البلد البعيد . وتذهب إلى البلد البعيد ، ويخبرها أن قمصان النوم ليس لها فائدة طالما سينزعها في النهاية . وتكتفي بتخيل شكلها عندما تلبس قميصاً حريريا يكشف جزءأ من صدرها وعشر سنتيمترات من ساقيها . تستيقظ فيها المرأة مرة أخرى . تجذبها من يدها وتدفعها دفعاً لتدخل المحل . تقف مبهورة الأنفاس بين تلال اللون الأحمر . تختار لها قميصاً ما إن رأته بين يديها حتى كاد يغشى عليها فهو يحتاج مزيدا من القماش ليصبح منديلاً لا قميصاً . تسخر منها المرأة وتناولها آخر فترفضه . تشعر المرأة باليأس منها فتجلس وتتركها تختار بنفسها . تريها واحدا فتنظر إليها مستنكرة ويتكرر الأمر فتخرج المرأة وتتركها بالمحل بمفردها . تشعر بنظرات النساء مُصَوبة نحوها مقترنة بهمسات في أذن حاملي الدببة الحمراء . تضطرب وتستغيث بالمرأة في داخلها لتختار وتعدها بأنها ستقبل ما تختاره هذه المرة دون نقاش . تجلس هي وتتركها تتجول . تراها تضع شيئا في كيس وتدفع ثمنه وتخرج من المحل . تجذبها وراءها . تريد معرفة ما اختارته لها فتطلب منها الإنتظار . في البيت ، تعطيها ما في الكيس وتطلب منها أن ترتديه دون النظر في المرآة . تجلس على السرير تراقبها وهي تنزع ملابسها الشتوية . تأمرها بالتخلي عن كل شيء يغلفها . ترتدي القطعة الأولى . تقفز المرأة على السرير فرحة وتأمرها بالنظر في المرآة قبل إرتداء القطعة الثانية . لا تصدق ما ترى . خيطان رفيعان ينزلقان على كتفيها المنحوتين من لحم وردي خال من العظام . ومن أسفلهما تكاد ثمرتا الشوق تقفزان من فتحتين طوليتين محاطتين بريش أسود . ويكمل القميص الحريري رحلته العابثة بجسدها لينتهي أعلى ركبتيها لتظهر ساقاها تدعوان الناظر للنزال . تضع لها بعض المساحيق وتساعدها في لبس روب القميص لتبدو مثل وردة محاطة بأوراق الزهور. تجلس بجوارها على السرير. تنظر إلى المرأة . تسألها ، ماذا بعد؟ فتهرب منها المرأة متعللة بانشغالها بأولادها والمسئولية التي تحملتها بعد وفاة والدهم ، وتختفي. ...
تنهض . تنظر لنفسها في المرآة . ترى المرأة فيها . دبيب النمل يسري في سائر جسدها يشعرها بقشعريرة برد الرغبة المقبورة . تلملم أنوثتها الفائرة بين ذراعيها . تحتاج دبا لتضمه إليها . تقاوم زحف جيوش النمل . تنزع الروب . تتحسس قميص النوم الحريري . تشعر بالخدر من فرط نعومته . تلف نفسها بذراعيها . يشتد دبيب النمل . لا تستطيع جيوش سليمان وقف الزحف . تنزع القميص الأحمر . تجتاحها عاصفة قطبية . ترتدي ملابسها الشتوية مرة أخرى. تضع قميص النوم في خزانة ملابسها . تغلق عليه حتى تستيقظ فيها الأنثى مرة أخرى.

تعقيب نقدى بقلم/ سهير شكرى

تستعرض الكاتبة مجموعة من المشاعر المختلفة ما بين معاناة عامة وانعكاسها على مشاعرها الخاصة فى زمن جولتها أمام الفترينات الزجاجية . إنه مزج بين العام والخاص والمفارقات الكبرى والصغرى من خلال ترميز اللون الأحمر ما بين الرمز السياسى فى موسكو واللون الأحمر فى مطاردة الثور . ورمز الدب الذى يرمز للطفولة وأصبح يرمز بلونه الأحمر الى الحب .
وقد نجحت القاصة فى أن تتناول كل هذه الدلالات فى زمن محدود من خلال مونولوج داخلى تناول كل أدوار الأنثى ومعاناتها فى مجتمع حرمها من أنوثتها وجعلها خجلة من الإفصاح عنها (من خلال شرائها لقميص النوم)
ودون مباشرة عبرت عن انهيار اقتصادى واجتماعى جعلها تؤجل أنوثتها واحتياجتها لأجل غير مسمى (فى زمن العنوسة والبطالة) سواء احتياجتها النفسية أو الجسدية مما جعلها تجنح بخيالها وتهيؤاتها .
وهذا أمر طبيعى فى المجتمعات الخانقة الضابطة فالقاهر مقهور إلى أن يصل الى أضعف من فى المجتمع الذكورى وهو المرأة وعدم إعطائها الحق فى أنوثتها بل قتلها تحت دعوى المسؤلية والأولاد بعد وفاة الأب فى حين لا يطلب المجتمع الذكورى هذا من الرجل .
وقد تعرضت الكاتبة لكل هذة الانفعلات والانعكاسات فى أسلوب قصصى بعيد عن الصراخ والمباشرة فى تعبيرات رمزية ودلالات متعددة مثل (دبيب النمل يسرى فى جسدها يشعرها بقشعريرة برد الرغبة المقبورة) (تلملم أنوثتها الفائرة دليل الوحدة)
(وتحتاج لدب تضمه إليها) (تجتاحها عاصفة قطبية) رمز للبرودة وتجسد معنى هروب المرأة من شعورها بالحرج من أنوثتها فى شرائها لقميص النوم العارى وأنها لن تجد إلا السخرية إن حاولت أن تعيش أنوثتها .
نحن أمام امرأة تتنازعها يدان . يد تحاول أن تحنو عليها وتلملم أشلاءها وتنفض التراب عنها ويد تردم التراب وتحاول كبح جماحها وقبر أحاسيسها .
وظفت اللون الأحمر توظيفا جيدا ما بين السياسة والدم والجنس . لقد جالت وصالت بجدارة بكثير من الدلالات والرموز فى زمن تأملها لواجهات المحلات الزجاجية المخضبة باللون الأحمر بأسلوب رشيق فى قصة قصيرة ناجحة .
تعقيب نقدى بقلم/ أحمد سماحة (عضو مراسل- السعودية)

منذ العنوان تهيئنا القاصة إلى حالة ترقب وانتظار.. ترقب فيما ستفعله الأنثى عندما تستيقظ وانتظار كيف سيحدث ولماذا؟
فالعنوان ليس عتبه نعبرها إلي النص بل هو هنا جمله ناقصة يكملها السرد محاولا الإجابة على ما يدور بذهن المتلقي من أسئلة.. ويأتي السرد عبر سارد عليم يرقب ويتلصص ويرصد قابضا على الشخصية في أوج ضعفها ورغبتها ..
حالة من الترصد والمباغتة تكشف أو تعري عبر النسيج النصي تلك الرغبة المتأججة في صراعها مع الذات المنقسمة على نفسها بين طفولة مستلبة وأنوثة مقهورة..بين الطفلة والمرأة/المرأة.. رغبة عضوية يمكننا تمثيلها بخط مستقيم يصل الذات بالموضوع وعلى هذا الخط هناك الوسيط الذي يضيء الشخص الراغب والغرض المرغوب في آن ..والاستعارة المكانية التي تعبر عن هذه العلاقة الثلاثية هي المثلث.. ويتغير الموضوع مع كل تغير ويبقى المثلث ثابتا.. فالدمى تحل محل قميص النوم وقميص النوم يتغير وفق الحالة والمرأة تتخلى للطفلة عن رغبتها وتتخلى الطفلة عن الامتياز الأساس للمرأة وهو الأنوثة، والأنثى لم تعد تعرف كيف تختار موضوع رغبتها..
مواجهة مستمرة أدارتها القاصة بذكاء وبلغة شاعرية انفلتت من اسر الغنائية عبر الرصد والعرض والإيقاع الفاعل الذي أثرته الجمل الفعلية القصيرة ..(وقفت، ترخص، تنظر، تقع، تكتفي، تتحيل، مشخر، تشعر، تذهب.. الخ...)
وعبر تجريد للشخصيات التي جاءت دون أسماء بل أوصاف موحية (المرأة/الطفلة/الأنثى) وعبر تجريد للزمن.. والمكان (الذي أوهنت تجريده القاصة.. بذكر المكان العلم(موسكو)..
(2)
قدمت القاصة عبر الجمل القصيرة ذات الدلالات المزدحمة قصة كبيرة.. قصة الأنثى.. كل أنثى انتزعت من طفولتها لتدخل عالم المرأة وانتزعت من أنوثتها لتدخل عالم الحرمان، تصارع رغبتها، لترضى هذه العوالم التي تشكنها، عوالم الآخرين لاعوالمها هي.. حلم عاشته لحظات الاستيقاظ بدأ وانتهي كومضة ليسكن خزانة ملابسها مع قميص النوم الحريري..
تسجل لحظة يقظتها عبر المرآة، حين ترى المرأة تجتاثها جيوش النمل ..ان الحرمان المترسب في مناطق اللاوعي يفجر تلك الرغبة المقبورة، ليتحول الى إحساس ملتاع يمتلك كل حواس الشخصية لحظة يقظتها..
صراع حقيقي ليس خارجيا وإنما صراع داخلي شرس أكثر تعقيدا من العالم الخارجي ..
(لا تستطيع جيوش سليمان وقف الزحف) لنا أن نتخيل هذه الصورة وهذا الربط بين دبيب النمل (الرغبة) وبين جيوش سليمان إحالات ترميزية.. موحية أضمرها السرد.. أضاءت المسكوت عنه، (احالة الى عوالم النشوة المتقدة، وعوالم الطفولة المؤودة، وعوالم كذب الآخر (الزوج – الأب) وعوالم الإغراء في واجهات المحلات وعوالم الخارج بكل أبعادها).


****************************





قــــــــــــط الليل

قصة: صلاح بكر

الطبيعة جعلتني قطا.. أبحث عن أليف يشاركني وحدتي. الليليون مثلي يخافون ضوء الشمس ويحضنون القمر. بجوار صندوق القمامة نلتقي سويا.. ننقض زبالتنا.. نبحث داخل أحشائها عن علب أغذية، رؤوس أسماك، أجنحة .. أتلقفها بيدي أشم رائحتها..
هذه رائحة (برفان) عندما جاءت للمرة الأولى، ملأت القصر، ومازلت أشمها. صديقي يهيم بقطة سيامي أنا أعشقها، وأدور حولها.. نتسحب على السلم نقتفي خطواتها حتى نصل إلى القاعة .. الرجل الأشيب يتكلم بوقار كشهريار، وحوله حريم القصر. أسمع كلمات لا أفهم منها شيئا.. يتكلمون عن أشياء كثيرة.. عن الأرواح التي تسير على هيئة قطط . لا نعرف من اللغة سوى (ناو .. ناو) تعني حبيبي .. (واووو) تعني حبيبتي، نطلقها عندما نبحث عن أليف.. نتمسح بأقدام النساء الفاتنات. حولي غابة من السيقان.
الرجل الأشيب يخرج من حقيبته بعض الكتب ويعلن على الملأ :
ـ إن الزمن عصر الرواية النسائية، وإن النساء قادمات، لا وجود للرجال بالساحة.. سيسقطون بالضربة القاضية.
نختبيء نحن الثلاثة تحت المقاعد السوداء، تصرخ إحداهن بصوت عال :
ـ امشي
ـ مالك يا مونّـة ؟
ـ قط يا أستاذ
يعود إلى قصة عاشق الحي، كيف خطف القط امرأة الرجل الذي عرضها عليه قائلا :
ـ لو كانت عاجباك خذها
فأخذها واختفى
النساء أصابهن الفزع .. ينكمشن بداخل مقاعدهن، أما نحن نعيش بهدوء. سمعنا الكثير عن تخاريف البشر. أخذ الأول يلعق شعره بلسانه، والثاني يبحث عن لقمة يمضغها، وأخذت أقترب من مقاعدهن أسمع أحاديثهن. أنا القط البائس جئت إلى هذا القصر ولم أملك قوت يومي، لم أنخرط مع النساء، قابلت الكثير من القطط بالحواري. سأحكي لهن حكاياتي البسيطة التي أحفظها عن ظهر قلب، حكايات سمعتها من أمي، حكاية الثلاث قطط (قطة تنباس، وقطة تتحط على الراس، وقطة تنداس)، حكاية القطة التي أكلت وليدها، والقطة التي خانت الأمانة وأكلت فرخة، والقطة التي تنام خارج المنزل.
ـ القطة بتاعتي أجمل ما فيها عينيها، قلت لها أحبك، قالت لي "حبك برص.."، وسابتني ودمعتي على خدي .

تعقيب نقدى بقلم/ منى عارف

أعجبنى فى القصة طرافة الفكرة وبساطتها وحسن تناولها.... وبعيدا عن النقد الانطباعى الأول نجد أنها من نوعية القصص القصيرة الخارجة عن الإطار والمفهوم التقليدى. يصنع المبدع القاص: صلاح بكر عالمه الخاص بمفرداته البسيطة وتشبيهاته الموجهة مقدما لها عنوانا ممعنا فى الرمزية وبعيدا عن التعقيدات: قط..مفرد مذكر يصفه بأنه قط ليل. والليليون يخافون ضوء الشمس ويحضنون القمر.
وتعتبر القطط حيوانات ليلية انعزالية أحيانا كثيرا بوسع القط أن يقتحم عالمنا ويعبث فيه كما يشاء دون أن نعرفه أو يعرفنا.
قط الليلة من النوع الأليف الدى يبحث عن الصحبة ويستأنس بوجود عدد من الأشخاص تجمعوا تحت سقف واحد فى مكان هو قصر الشبان المسلمين فى واحد من أطرف المواقف أسعدنى أن أكون شاهدة على جزء منه.......
وبعيدا عن القط الأسود للكاتب "ادجار آلان بو" نجد أن القط يبحث عن أليف يشاركه وحدته: أنا القط البائس جئت إلى هدا القصر ولم أملك قوت يومى. يستطيع أن يميز بين رائحة ورائحة. رائحة رؤوس الأسماك والعلب الفارغة ورائحة البرفان. بل ويستطيع أن يصف لنا أشخاصا بعينهم يراهم بعيونه هو ويحكم عليهم بطريقته أيضا.
يسمع كلمات لا يفهم منها شيئا. ويفسر حتى مواء القطط كما تترائ له الحالة ويكرر ما يقولونه: هدا الرجل الأشيب يخرج من حقيبته بعض الكتب ويعلن على الملأ أن الزمن عصر الرواية النسائية وأن النساء قادمات لا وجود للرجال بالساحة فنختبئ نحن الثلاثة تحت المقاعد. تشبيه رائع وجناس ليس ناقصا مراده القط أيضا.
ويدهب بنا إلى عالم السحر والتخاريف أصبحت فيه النساء شبيهات القطط: قطة سيامى أنا أعشقها وأدور حولها ونقتفى أثر خطواتها. يخط بقلمه أغوار البشر ويحكى حكاية بسيطة. حكايات سمعها من أمه وينهيها بأن صاحبة العيون الجميلة التى خصها: القطة بتاعتى سابتنى ودمعتى على خدى .....
نكتشف أن كل ذلك كان مجرد تهويمات وتخيلات تنسحب هى الأخرى إلى عالم الكوابيس إلى عالم الأرواح التى تسير على هيئة قطط يهرب بنا فيها من الواقع اليومى المعاش تاركا للعقل التصور وللاوعى حرية الحركة دون قيود أو شروط.








*********************