بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 نوفمبر 2010

الثلاثاء 23/11/2010م.


نخبة من المثقفين المصريين في ندوة واسيني الأعرج بمكتبة الإسكندرية
نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية
مساء الثلاثاء 23نوفمبر ندوة للأديب الجزائري
واسيني الأعرج للحديث عن مشواره الأدبي
وأهم أعماله ورؤيته وتجربته الأدبية، بحضور عدد كبير من المثقفين المصريين؛ ومنهم: الأديب إبراهيم عبد المجيد، والكاتب الصحفي حلمي النمنم؛ نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور محمد زكريا عناني؛ الأستاذ بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية. وعقد على هامش الندوة حفل توزيع جوائز مسابقة مختبر السرديات في القصة القصيرة.
وقال الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، إن استضافة مختبر السرديات للأديب الجزائري واسيني الأعرج تأتي على رأس سلسلة من الندوات التي تعرض للتجارب الأدبية العربية، مشيرا إلى أن المختبر سيستضيف الأديب العراقي الدكتور عبد الإله عبد القادر في شهر ديسمبر المقبل للحديث عن المسرح والرواية في العراق وتطورهما منذ أوائل القرن العشرين إلى الوقت الراهن.
وأكد عزب أن أكثر ما يميز الأعرج استدعائه الدائم للتاريخ في الأعمال الأدبية؛ حيث قدم الأمير عبد القادر في صورة شيقة من خلال رواية "كتاب الأمير"، كما أنه يستدعي ذاكرة الموريسكيين في العديد من أعماله.
من جانبه، أعرب واسيني الأعرج عن سعادته بدعوة مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية له وبالجمهور الكبير الذي حضر الندوة من المثقفين والطلاب والمهتمين بالأدب. واستنكر الأزمة التي تسببت فيها مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر؛ قائلا: "المشكلة التي حدثت مخجلة وخيبة كبيرة، وكنت أرجو ألا يتركها المثقفون لتستفحل".
ونوّه إلى أنه ينتمي إلى جيل تشرب الثقافة واللغة الفرنسية على حساب العربية، إلا أنه درس العربية تنفيذا لوصية جدته له بدراسة لغة أجداده؛ حيث تعلمها في إحدى المدارس القرآنية "الكتاتيب" الصغيرة بالجزائر. وروى الأعرج قصة ولعه بالعربية، موضحا أنه أثناء دراسته بالمدرسة القرآنية، أطّلع صدفة على نسخة من كتاب ألف ليلة وليلة؛ إذ تركه أحدهم بطريق الخطأ، ومن هنا كان هذا الكتاب مدخلا له إلى الاهتمام بالأدب وباللغة العربية ليس فقط إرضاء لجدته، وإنما أيضا لجمال النص. وألمح إلى أن عشقه للعربية جعلته يتخلى عن الدراسة بالقسم العلمي في الثانوية العامة ليتجه إلى القسم الأدبي.
وأضاف أن رواية "كتاب الأمير" التي حصل من خلالها على جائزة الشيخ زايد لعام 2007، جاءت في إطار رده على نظرية صدام الحضارات التي روج لها الكاتب الأمريكي صامويل هنتنجتون؛ حيث تبرز الرواية جوانب إنسانية رائعة في حياة الأمير عبد القادر وفي تعامله مع العدو الفرنسي الذي كان يستعمر الجزائر آنذاك. وتدور أحداث الرواية حول الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري في منتصف القرن التاسع عشر، إلا أنها تربط الماضي بالحاضر.
وأوضح الأعرج أن المعلومات والمواقف التاريخية التي ضمّنها في روايته مؤكدة؛ إذ استقاها من مراجع تاريخية، إلا أنه نفى عن نفسه أن يكون مؤرخا، أو أن تكون رواية "كتاب الأمير" تأريخا لحياة الأمير عبد القادر؛ قائلا: "كتبت عن لحظة منسية في أفق روائي، وإذا اعتبر الروائي نفسه مؤرخا عُدّ فاشلا". ولفت إلى أنه رفض العديد من الدعوات للمشاركة في ندوات حول الأمير عبد القادر نظرا لكونه غير متخصص في التاريخ.
وأشار الأعرج، في تعليقه على رواية "أنثى السراب"، إلى أنه يحمل في عمقه شيء من المرأة؛ حيث تربى في وسط نسائي نظرا لاستشهاد والده في القتال ضد المستعمر الفرنسي. كما نوّه إلى أن الإرهاب الذي شهدته الجزائر في تسعينات القرن الماضي كان له أثر في الكثير من أعماله مثل رواية "ذاكرة الماء".
وفي سياق متصل، قدّم عدد من المثقفين دراسات حول أدب واسيني الأعرج؛ وهم: الناقد شوقي بدر يوسف "واسيني الأعرج أيقونة.. الرواية العربية الجزائرية"، والدكتور أحمد محمود المصري "بين الحضور والغياب.. شاعرية اللغة في أنثى السراب"، والأديب منير عتيبة "في روايته كتاب الأمير.. واسيني الأعرج يطرق أبواب الحديد"، والأديبة منى عارف "إيقاعات متفردة للروائي الجزائري واسيني الأعرج".
وقال الناقد شوقي بدر يوسف إن الأعرج يعد من الأسماء الروائية التي لمعت وطالت بأعمالها السردية المتميزة واقع المشهد العربي وشكلت حالة وظاهرة من ظواهر السرد العربي في حداثته الآنية. وأضاف: "لا شك أن واسيني الأعرج الذي يقول عن نفسه إنه حفيد أولئك المورسيكيين الذين قدموا من الأندلس عشية سقوطها سنة 1492 وأن انتماءه إلى هذا التاريخ الوسيط قد شكل له عمقا ثقافيا، وبعدا إنسانيا متميزا انعكست ملامحه وتأثيراته الفاعلة على عالمه الروائي".
وشدد على أن الأعرج كتب أعماله الروائية والقصصية وهاجسه الذاتي في كل إبداعه السردي هو وطنه الجزائر بكل ما يحتويه من هموم وتاريخ وقضايا وإشكاليات، مؤكدا أنه يعد من المبدعين القلائل الذين نجحوا في أن يتجاوزوا حدود الوطن، وأن يفرضوا إنتاجهم الروائي المتميز الغزير على مستوى الوطن العربي والعالم الآخر بكل ثقله وتنوعه.
من جانبه، لفت الدكتور أحمد محمود المصري إلى أن واسيني الأعرج قدم إبداعه الروائي باللغتين: العربية والفرنسية؛ مما منحها انتشارا واسعا على الصعيدين: العربي والعالمي، وجعله نموذجا للأديب المبدع والمفكر الشامل الذي تتمثل في كتاباته وفي ثقافاته وحدة المعارف والحضارات والثقافات وتمر عبر وجدانه لتقطر فنا أدبيا روائيا بالغ الإبداع والعذوبة والحداثة والأصالة والمعاصرة معا.
وأضاف أن المتابع لأعمال الأعرج يكتشف بسهولة أنها تنتمي إلى المدرسة الجديدة التي تحترف التجدد والتنوع؛ فلا تقف عند القوالب الجامدة المتكررة، وإنما تبحث دائما عن الإبداع والتجديد وأهم وسائلها لتحقيق ما تصبو إليه هي اللغة بنسيجها الساحر والمبهر.
وأكد أن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في رائعته المميزة "الليلة السابعة بعد الألف" بجزأيها (رمل الماية) و(المخطوطة الشرقية)؛ حيث حاور فيها ألف ليلة وليلة لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة، وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها.
إلا أنه أشار إلى أن رواية "أثنى السراب" هي من أروع ما أبدعته قريحة واسيني الروائية، مضيفا أن عنوان الرواية يوحي بدلالات كثيرة يأتي في مقدمتها أن الرواية تتحدث عن امرأة بين الواقع والخيال، أو بين الحقيقة والسراب، كما أن السراب يشير إلى ضبابية الرؤية وما تحتوي عليه من خداع بصري وعدم القدرة على رؤية الأشياء بشكل صحيح.

واسيني الأعرج يهدي أعماله الكاملة لمكتبة الإسكندرية
كما أهدى الأديب الجزائري واسيني الأعرج مكتبة الإسكندرية أعماله الكاملة، لما تمثله المكتبة من منارة ثقافية عربية ودولية.
وقال الأعرج: "تعد مكتبة الإسكندرية بحق مفخرة عربية وعالمية"، معربا عن سعادته لزيارة المكتبة والإطلاع على المشروعات التي تقوم بها في كافة المجالات العلمية والثقافية، والتي تفتح آفاقا رحبة للعالم العربي، وتربطه بما يحدث من تطورات تكنولوجية وعلمية وفكرية في العالم.
من جانبه، أشار الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، إلى إن هذا الإهداء يمثل إضافة كبيرة للمكتبة نظرا للمكانة الدولية الكبيرة لواسيني الأعرج، كما أنه يدعم التواصل بين المشرق والمغرب العربي ويفتح نوافذ جديدة بين الثقافتين المصرية والجزائرية كرافدين للثقافة العربية.
وتتضمن مجموعة الأعمال المهداة للمكتبة كتاب "على خطى سرفانتس في الجزائر"، ورواية "البيت الأندلسي" التي تمثل استعارة لما يحدث في الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة استيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الانكسارات. كما تشمل المجموعة رواية "كتاب الأمير" التي حصل من خلالها الأعرج على جائزة المكتبيين الكبرى عام 2006؛ وهي تلك التي تمنح عادة لأكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا في السنة.
وفي سياق متصل، أهدت الأديبة الجزائرية زينب الأعوج مكتبة الإسكندرية عددا من أعمالها الشعرية؛ ومنها: "مرثية لقارئ بغداد"، و"رباعيات نوارة لهبيلة"، إضافة إلى مجموعة من الأعمال الشعرية باللغة الفرنسية.
يذكر أن واسيني الأعرج من مواليد عام 1954 في تلمسان بالجزائر، وهو روائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، ويعتبر أحد أهم الأصوات الروائيّة في الوطن العربي. تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة.
وفي عام 1997، اختيرت روايته حارسة الظلال (دون كيشوت في الجزائر) ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، ونشرت في أكثر من خمس طبعات متتالية بما فيها طبعة الجيب الشعبية، قبل أن تنشر في طبعة خاصة ضمت الأعمال الخمسة. وحصل الأعرج في سنة 2001 على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، كما حصل على جائزة الشيخ زايد للآداب في سنة 2007. تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية؛ من بينها: الفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والسويدية، والدنمركية، والإنجليزية، والإسبانية
.


















من أعمال الكاتب واسيني الأعرج :






ليست هناك تعليقات: