بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 يونيو 2011

أصغر روائى مصرى فى مختبر السرديات









أصغر روائى مصرى فى مختبر السرديات

عقد مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 31 مايو ندوة لمناقشة رواية (أنا لست شريف) للكاتب إسماعيل وهدان، والصادرة عن مشروع النشر الخاص لجماعة التكية الأدبية. الكاتب الصغير ـ والذي قدمه القاص منير عتيبة مدير المختبر، كأصغر روائي مصري ـ من مواليد أغسطس عام 1996، وهذه الرواية الصادرة في عام 2009، كتبها وهو لم يبلغ بعد الثالثة عشر.

وبرغم أن الناقد الكبير د.محمد عبد الحميد ـ ضيف الندوة ـ أكد على سعادته بالسن الصغير للكاتب.. إلا أنه أكد كذلك على أن تناوله للرواية بالنقد لا يجب أن يتأثر سوى بالنص، دون النظر لأي اعتبارات أخرى متعلقة بالكاتب. وقد وصف الرواية بأنها تتكئ على اتجاهين أساسيين، الرواية النفسية التي تقوم حبكتها على الحالة المرضية لبطلها، ورواية البوح أو الاعتراف. مؤكدا أن الكاتب نجح في نسج عمل أدبي مشوق ومثير على هذين النهجين، معتمدا على تقنيات حديثة في السرد، امتزج فيها الواقعي بالسحري، والإنساني بالبوليسي. ولغة موجزة مبتورة لتناسب الحالة العقلية للراوي. والتلاعب بالبناء الزمني لخلق المزيد من الإثارة، وخلط الداخل المضطرب للبطل، بالخارج. واستخدام الأساليب السينيمائية، بإدخال صورة فوق صورة، أو صوت فوق صوت.

مداخلات الحضور اتسمت بالحماس لتجربة الكاتب الصغير، والرغبة في ابداء النصح والإرشاد له. والفضول لمعرفة المزيد عن حياته وكتاباته. وهو ما دفع والدة الكاتب، د.إيمان الدواخلي، وهي كاتبة أيضا، لأن تتحدث عن الدور الذي لعبته نشأة إسماعيل خارج مصر، في تقوية علاقته بالقراءة منذ صغره، وهو ما انعكس على شغفه لتجربة الكتابة منذ سن صغير. وبرغم الخجل البادي على وجهه وصوته، إلا أن إسماعيل وهدان أجاب على جميع الأسئلة التي وجهت له، واصفا الرواية بالعمل البسيط، الذي لم يأخذ منه الكثير من الجهد في كتابته، فهو قد ترك قلمه للورق، وترك الرواية تكتب نفسها، موضحا أنه عندما بدأ في كتابتها لم يكن يعرف ماذا سوف يحدث بعد، أو كيف ستكون نهايتها. وعن مشاريعه القادمة، قال أنه مازال مضطربا منذ نشر الرواية، وغير راض عن كل ما كتبه بعدها، شاعرا بصعوبة شديدة في الوصول للخطوة الثانية.

السبت، 14 مايو 2011

الفصل الأول من رواية أسد القفقاس




























منير عتيبة






أسد القفقاس
رواية

كريمة..
العالم فى حجرة أبى

تأخر أبى اليوم أكثر من المعتاد. يزداد تأخره يوما بعد آخر فى الفترة الأخيرة. ويزداد قلقى عليه. أعلم ما يشعر به، وما يفكر فيه. لكنى لا أملك له شيئا.
هل أذهب إليه الآن؟
أحيانا يسعده أن أذهب إليه. نتحدث. نضحك، أو أضحك أنا بينما هو يبتسم بوقار وشجن. لكنى أحيانا أشعر أنه يتضايق من وجودى معه هناك. كأننى شاركته فى عالم يملكه وحده. أو كأننى ضيعت عليه شيئا كاد يمسكه بيديه أو يتيقنه بروحه.
يميل إلى الانفراد بنفسه. يزهد فى الحديث. يستبطن مشاعره الداخلية. يعيد تقييم حياته الطويلة. يحاسب نفسه بشدة على كل ما فعله. وبشدة أكبر على ما لم يفعله.
أنا وإخوتى وكل من رافقوه فى رحلته إلى الحج؛ لم نشعر بغربة فى المدينة المنورة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لهذه المدينة سر ما. سر يجعلها تحل فى نفسك محل بلدك الأصلى بمجرد مقامك فيها. لا تقوم بدور البديل. لكنها تمثل سلوى عظيمة. لعله هو نفسه السر الذى به احتضنت رسول الله وصحبه ودعوته.
أفتح شباك حجرته. أطل منه بأمل أن أراه قادما. الشارع شبه خال من المارة. الجو بعد صلاة العصر شديد الحرارة. لكنه هناك. أعرف أنه هناك. وبالتالى فهو لا يشعر بحرارة الجو من حوله.
ها هو قادم من بعيد. ها هو يقترب.
لا.. لا أحد.
ما بك يا كريمة؟ القلق سيجعلك تخرفين وترين خيالات خارجة من رأسك أنت فقط.
لن أدع نفسى نهبا لقلقى عليه. صحته فى الأيام الأخيرة غير مطمئنة. سأرتدى ملابسى وأذهب إليه حالا.
***
ألتقى فى طريقى بالسيدة زهيرة؛ جارتى، قادمة من السوق. أسلم عليها. نتحادث قليلا. تعرض علىّ إرسال خادمتها معى. أشكرها. أواصل طريقى إليه.
ترف على شفتي ابتسامة. عندما أخبرته بما حكته لى السيدة زهيرة؛ ضحك. كانت من المرات القليلة التى أسمع فيها لضحكته صوتا. الأميرة الهندية التى أسلمت رغما عن أهلها، ثم ماتت وهى تصلى. ودفنت فى الهند. ثم وجدوا جثمانها فى البقيع بالمدينة مكان جثمان رجل غير صالح دفن بالبقيع. لأن أرض البقيع لا تحتضن إلا أجساد الصالحين.
- إنها حكايات الجهل يا ابنتى!
ثم يبتسم. ويخبرنى عما يروجه أحد حراس مقابر البقيع. يقول إنه يرى فى كل ليلة قوافل إبل من نور أبيض، وقوافل إبل من قطران أسود. على الأولى أكفان بيضاء تفوح منها رائحة مسك فردوسية. وعلى الأخرى مزق سوداء نتنة الرائحة. تجلب الأولى كل ليلة أرواح وأجساد المؤمنين الصالحين الذين ماتوا فى أى مكان فى الدنيا. وتدفنهم فى البقيع. وتأخذ الأخرى أرواح وأجساد من دفنوا بالبقيع من غير الصالحين.
عندما سأله أبى:
- ومن يقود تلك القوافل؟
- يقود قوافل النور ملائكة من نور، وجوههم مبتسمة. ويقود قوافل الإبل السوداء ملائكة غلاظ شداد، متجهمى الوجوه.
- وأين يذهبون بأرواح وأجساد غير الصالحين؟
- يذهبون بها بعيدا.
- بعيدا أين؟
- والله يا شيخ هذا لا أراه. أنا أصف لك ما أراه بعيني فقط (!!) ربما يلقونها فى أعماق الجحيم.
ويضحك من جديد..
- العامة يخترعون الحكايات. ويضيفون إليها. ويصدقونها حتى لو كانت منافية للعقل. فاحذرى أن تصدقى أى شئ دون أن تعرضيه على إيمانك وعقلك.
- لكننى أعلم أن مقابر البقيع مباركة.
- إنها أكثر من مباركة يا ابنتى. إن بها أكثر من عشرة آلاف صحابى ومعظم أمهات المؤمنين، وإبراهيم ابن النبى، وبنات النبى، والعباس عمه، والحسن حفيده. وغيرهم وغيرهم. وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها مقبرة بين سيلين غربية، يضيء نورها يوم القيامة ما بين السماء إلى الأرض، وقال لأم قيس : ترين هذه المقبرة، يبعث منها سبعون ألفاً، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يدخلون الجنة بغير حساب.
***
أراه من بعيد. واقفا يتأمل مقابر البقيع. أقترب منه. تجاوز الثانية والسبعين من عمره. يتوكأ على عصا سوداء ذات مقبض فضى. لكنه ما زال مشدود القامة كفارس أمضى عمره كله فوق حصان. لم يشعر بوجودى بجانبه. وقفت صامتة.
داعب ذقنه الطويلة ثلجية البياض. تأمل بعينيه الحادتين القبور المنثورة أمامه بخشوع ومحبة:
- يا سادتى! هل يتحقق حلمى وأدفن معكم؟ أغسل بدموعى أقدامكم الطاهرة.
تلوح ابتسامة وليدة على شفتيه وهو يتخيل نفسه مدفونا بجوارهم. ثم يمسحها بسرعة كذنب يكفر عنه:
- لا يا فتى! لا تستحق كل هذا النعيم!
رفع عصاه. وضعها بمحاذاة كتفه الأيمن. أغلق عينه اليسرى. أطلق بفمه صوت فرقعة كأنه يطلق رصاصة من بندقية. ضحك بشدة:
- رائع! ضربة صائبة!
عاد يجعد ملامحه غير راض عن نفسه:
- بل طائشة! ضربة طائشة يا فتى!
ألقى العصا على الأرض. تأمل قبور صحابة رسول الله بالبقيع. هطلت دموعه:
- السلام عليكم يا سادتى! لا أستطيع أن أمنع نفسى من الحلم بأن أدفن معكم. لكنني أعلم علم يقين أننى أقل من أن أحلم بذلك. لطالما تمنيت أن أموت شهيدا. تنطلق روحى من عقال هذا الجسد الفانى وهو يسقط من فوق حصان منطلق بين الغابات الكثيفة، ككثير من صجبى وأتباعى. أو تغادره وهو راكع أو ساجد قبيل معركة يستمد العون من الله. أو بعيد معركة يسجد لله شكرا على النصر. يا سادتى! وها أنتم ترون، ما زالت روحى سجينة الجسد الذى يعمل فيه الزمن بمعاوله، لم أرزق الشهادة. وفى النهاية استسلمت. نعم استسلمت.. استسلمت.
ألقى بجسده على الأرض بجوار العصا. مسح دموعه بكمه. أمسك العصا. أشار بها إلى شئ فى الفضاء لا يراه إلا هو:
- لماذا استسلمت يا فتى؟ لماذا لم تقاتل حتى النهاية؟
- لكن أية نهاية؟ نهايتى أم نهاية من كانوا معى؟ وهل ألقى بهم إلى هلاك محقق بعد أن تخلى عنا الجميع؟
- كان يجب أن تحاول. لا تستسلم.
- أنا لم أستسلم بسهولة، لم أستسلم بسهولة.
- لكنك فى النهاية استسلمت. هل خفت من الموت؟ هل حرصت على الحياة لدرجة أن تلقى سلاحك وتمد يديك إلى العدو يكبلهما، وتضع مصيرك بين يدي رحمة عدوك؟
- لم أخف الموت. ولم أختر الحياة لأجل نفسى. بل لأجل من كانوا معى. كنت مسئولا عنهم. ولم يكن يحق لى أن ألقى بهم إلى التهلكة.
- خمسة وعشرون عاما تخوض غمار حروب مهلكة، فلماذا لم تكن تفكر فى التهلكة، هل ضعفت فاستسلمت؟ أم يئست من النصر فألقيت السلاح؟
- نصر؟ أى نصر؟
- النصر النهائى على العدو.
- ومن قال أننى كنت أبحث عن النصر النهائى أو أنتظره؟
- فلماذا يا فتى؟ لماذا إذن؟
- يا أبى! يا أبى!
اقتربت منه. أفاق. لاحظ أنه ما يزال يرفع العصا فى الفضاء تجاه الآخر الذى كان يحاسبه. نظر إلىّ. ابتسم.
- ألن تعود إلى البيت يا أبى؟
ينظر إلى تربة البقيع الرمادية، والقانية. يرفع يديه أمام وجهه. ينظر إلى السماء:
- السلام عليكم دار قوم مؤمنين. أتاكم ما توعدون. غداً مأجورون. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. اللهم اغفر لأهل البقيع. السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين. ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.
يمسح على صدره بيديه. يلتفت إلىّ:
- هيا يا ابنتى!
***
- ناولينى شربة ماء يا كريمة.
كان وجهه متغير اللون كمن عاد من سفر طويل. جسده الممدد فوق السرير ينتفض انتفاضات خفيفة. ناولته الماء. شرب وحمد الله. تعلقت عيناه بسقف الحجرة. اتسعت عيناه. همهم بشئ لم أسمعه. عيناه تتحركان فى كل أرجاء الغرفة. يبتسم. يكشر عن أسنانه. يتهلل وجهه. تنزل من عينه دمعة. تنضغط ملامحه بألم. تنفرج أساريره.. قرأت على صفحة وجهه كل ما يمكن أن يمر به إنسان من مشاعر فى حياته كلها. رأيت فى عينيه انعكاسا غريبا لجبال داغستان الشامخة يكسو قممها الجليد، إنه يحب هذه الجبال. يعشق الغابات التى أرى ظلال فروع أشجارها الآن تتحرك فى بؤبؤي عينيه. أسمع صوته بصعوبة:
- يا كريمة! يا كريمة!
أقترب بأذنى من فمه:
- ما الذى أتى بكل هؤلاء إلى حجرتى؟ كيف تسعهم الحجرة؟
نظرت حولى. لم أر أحدا. لكنه كان يراهم بالفعل. كانوا يقينا معه.


السيرة الذاتية لمنير عتيبة

الاسم: منير السيد محمد عتيبة (منير عتيبة)
مواليد: 8 فبراير 1969
ماجستير إدارة الأعمال MBA - الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا 2009
دبلومة فى إدارة الموارد البشرية 2010م
ليسانس آداب- قسم الاجتماع- جامعة الإسكندرية 1992
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو لجنة الإنترنت باتحاد كتاب مصر (2008- 2010 )
رئيس لجنة الإنترنت بفرع اتحاد الكتاب بالإسكندرية (2004-2006)
عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب الإنترنت العرب (2003- 2011)
عضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية
عضو لجنة تضامن الشعوب الأفروآسيوية
مؤلف دراما معتمد بالإذاعة المصرية
يحرر مجلة "أمواج سكندرية" بالاشتراك مع الصحفى حسام عبد القادر، وهى الموقع الثقافى للإسكندرية على الإنترنت وعنوانها:
http://www.amwague.com/ (1999م- )
مستشار ثقافى لموقع الإسلام على الإنترنت
http://www.islamonline.net/ (2000م- 2007م)
يدير منتدى الثقافة الرقمية بقصر ثقافة التذوق بالإسكندرية بالاشتراك مع الصحفى حسام عبد القادر (2007م-2009م)
مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. (2009م- )
مؤسس ومدير دار الصديقان للنشر والإعلان بالاشتراك مع الصحفى حسام عبد القادر (1996م-2002م)
العمل:مدير الموارد البشرية بمصانع برج العرب شركات ليسيكو مصر للأدوات الصحية والسيراميك
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ثلاث بنات.
دورات تدريبية: Business report writing- Time management
Effective managerial skills
صدر له :
1-الإسكندرية مهد السينما المصرية – دراسات(مشترك) الهيئة العامة لقصور الثقافة. سنة 1995
2-يا فراخ العالم اتحدوا – قصص – دار "الصديقان" للنشر والإعلان. سنة 1998
3-حكايات آل الغنيمى- رواية- الهيئة العامة للكتاب - سلسلة كتابات جديدة. سنة 2001
4-حكايات البيبانى-قصص- الهيئة العامة للكتاب- سلسلة إشراقات جديدة سنة 2002
5-عمر بن الخطاب فى عيون مفكرى العصر- دراسات- سلسلة كتاب الجمهورية. سنة 2002
6-الأمير الذى يطارده الموت- قصص- الهيئة العامة لقصور الثقافة. سنة 2000
7- مرج الكحل- متوالية قصصية- سلسلة ندوة الاثنين سنة 2005
8-كسر الحزن-مجموعة قصصية سنة 2007
9- أسد القفقاس- رواية- دار الكتاب العربى- بيروت- لبنان- سنة 2010
10- حاوى عروس- مجموعة قصصية- الهيئة المصرية العامة للكتاب- سلسلة كتابات جديدة- سنة 2010

فى مجال الطفل:
1-تعال نلعب ونقرأ- مسرحية للأطفال- الهيئة العامة لقصور الثقافة. سنة 2003
2 - "شقاوة أوشا" – سلسلة كتاب الهلال للأولاد والبنات. سنة 2006
تحت الطبع:
بقعة دم على شجرة- قصص- اتحاد كتاب مصر

* تم تدريس بعض أعماله: بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية- كلية التربية جامعة المنوفية-كلية الآداب جامعة حلوان-كلية التربية جامعة الإسكندرية.
الجوائز والتكريم:
1-جائزة مجلة هاى الأمريكية فى مسابقة القصة القصيرة العربية 2005.
2-جائزة إحسان عبد القدوس فى مسابقة القصة القصيرة عامى 2006 و2008
3-جائزة ساقية الصاوى فى مسابقة القصة القصيرة العربية 2006
4-جائزة جمعية الأدباء فى القصة القصيرة 2006
5-تم اختياره ممثلا لمحافظة الإسكندرية (شخصية عامة) بمؤتمر أدباء مصر بالغردقة 2007
6-كرمته الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب (واتا) 2008
7-
أمين عام مؤتمر الإسكندرية الأول للثقافة الرقمية أكتوبر 2009

العنوان: الإسكندرية- قسم المنتزة- خورشيد- شارع السوق- فوق صيدلية عزب نوبار
تليفون: 5184591/03 – 0122496625
E-mail: sardeyat@yahoo.com
amwague @ amwague.com
motaiba@lecico.com

منير عتيبة يلتقى أسد القفقاس!


فى روايته الجديدة "أسد القفقاس" الصادرة عن دار الكتاب العربى ببيروت يخوض الكاتب المصرى منير عتيبة مغامرة متعددة الأبعاد، فتاريخيا يذهب بروايته إلى فترة تاريخية قليلة هى الأعمال الروائية المعاصرة التى تدور أحداثها فيها، وجغرافيا ينتقل إلى منطقة تندر جدا الأعمال الروائية التى تدور فى أجوائها، غالبا هى الرواية العربية الأولى التى تدور أحداثها فى بلاد القوقاز، فى بلاد الداغستان والشيشان فى نهاية القرن الثامن عشر وثلاثة أرباع القرن التاسع عشر، كما أنه يستخدم تقنية رواية الأصوات، وهى تقنية لا تستخدم كثيرا فى الروايات التاريخية، أما على المستوى الأعمق؛ قيبدو أن الكاتب يحاول أن يقف فى تلك المنطقة الجغرافية البعيدة وفى تلك الفترة التاريخية الأكثر بعدا، لكى يستطيع رؤية واقعنا الآن بصورة أوضح وأكثر عمقا، وهو ما تحسه أثناء قراءة فصول الرواية، حيث ابتعد الكاتب جدا ليكون أكثر قربا وأكثر قدرة على الفهم.
تتناول الرواية حياة الإمام شامل بن ذكاو إمام المريدين فى الشيشان وداغستان، المولود سنة 1799م، وتتلمذه على يد الشيخ سعيد الهركانى أكبر علماء عصره، ثم أخذه الطريقة الصوفية النقشبندية؛ التى كانت تحمل لواء العلم والجهاد فى كل بلاد القوقاز، على يد الشيخ محمد أفندى اليراغى النقشبندى الذى أجازه، وجهاده ضد الروس طيلة 25 عاما، ووقوعه أسيرا فى قبضة القيصر اسكندر الثانى، إلى وفاته سنة 1871 فى المدينة المنورة ودفنه بجوار قبة العباس رضى الله عنه عم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. لم يكن شامل مجرد زعيم عصابة جبلى كما يحاول أعداؤه أن يصوروه، كان حاكما يعمل فى ظروف غير مؤاتية فى سبيل وحدة القفقاس، وهو شخصية خلافية جدا، هو المجاهد الصوفى الإسلامى الكبير، وهو خارج على القانون وإرهابى. هو سادس الخلفاء الراشدين، وهو متسلط باسم الدين. حارب الروس لمدة ربع قرن، حقق انتصارات مبهرة بقوات قليلة، بنى دولة، ثم وقع فى الأسر لعوامل كثيرة أهمها الخيانة وعدم قدرة الأتباع على مواصلة النضال. يبدو الواقع القبلى الممزق المتخلف الذى عاشه وحاربه شامل أشبه بعالمنا العربى والإسلامى اليومى، لذلك حرص عتيبة على تناول حياة شامل بما يلقى الضوء على ما نعيشه الآن. وذلك من خلال رواية أصوات يتحدث فيها من أحاطوا بشامل من الأهل والأصدقاء والمنشقين والأعداء، ليس فقط ليوضحوا جوانب حياته المختلفة، بل ليكون الكاتب محايدا بقدر الإمكان؛ ظاهريا على الأقل، وهو يشير إلى ما سننتهى إليه الآن، كما انتهى شامل من قبل، الهزيمة والأسر وتشتيت شمل شعبه بددا.
ساعد استخدام تقنية رواية الأصوات الكاتب لدراسة شامل وعصره كحالة مشابهة لعصرنا الحالى، دون أن يدع للعاطفة الرخيصة فرصة للتدخل فى مسار الحكى، حيث لم يتحدث شامل عن نفسه فى الرواية التى اتخذت شكل الدائرة المغلقة، بل تحدث عنه من عرفوه من أصدقاء وأعداء، بداية من الفصل الأول (كريمة.. العالم فى حجرة أبى) والتى تصف فيه ابنة شامل حياته فى مدينة رسول الله بعد النفى، وحبه لقضاء أوقاته بمقابر البقيع، حتى الفصل الأخير (كريمة.. مجاور قبة العباس) والتى تغلق به كريمة دائرة الرواية بوصفها لحياة أبيها بالمدينة ووفاته، وعلى مدى فصول الرواية نستمع إلى رأى مريدى الإمام، وأصدقائه، وأعدائه من قومه ومن الروس، وحكاياتهم معه، حيث يبدو لنا شامل رومانتيكيا كبيرا مقارنة بمعاونه الكبير؛ ثم عدوه الكبير بعد ذلك، الحاج مراد الذى كان سياسيا عمليا لا يحلم بأكثر مما يستطيع الحصول عليه من مكاسب قريبة (كتب عنه تولستوى واحدة من أجمل رواياته)، أما شامل فهو يحلم بالمستحيل، توحيد أمة ممزقة، وقيادتها لمحاربة دولة كبيرة جدا هى روسيا، وهنا تتجلى الفكرة الكبرى فى حياة شامل، فكرة النصر النهائى الذى يحقق الأحلام (ومن قال إننى كنت أبحث عن النصر النهائى أو أنتظره؟!) هكذا يقول شامل مؤكدا أن الرومانتيكيين الكبار؛ الحالمين الكبار أو الثوار الكبار، هم من يعملون، ويهبون حياتهم من أجل ما يؤمنون به، حتى ولو كانت كل دلائل الواقع تشير إلى أن ما يسعون إليه لن يتحقق، لذا نجد الكاتب يحرص على تأطير العلاقة بين شامل والأمير عبد القادر الجزائرى، وبينه وبين محمد على باشا، مشيرا إلى موسى بن غسان آخر الشهداء المدافعين عن غرناطة، جميع هؤلاء تجمعهم فكرة واحدة هى ما عبر عنه الأمير عبد القادر الجزائرى فى الرواية (تعلم مقدورك لكنك لا تستطيع تغييره. تذهب بنفسك إلى حتفك لأنك لا تستطيع أن تتخلى عن واجبك) ثم هذا الحوار بين شامل والأمير:
- إننا الآن كالأندلس وقتها يا داغستانى! نفس التفكك والتنابذ والوهن والضعف. وعدونا يضرب بعضنا ببعض ويستقوى بنا علينا. زد على ذلك الفقر والجهل الذى نحن الآن فيه.
- فهى حرب بلا أمل إذا.
- بل جهاد يحدوه أمل لا نهائى يا داغستانى. أمل فى ألا تموت روح أمتنا. أن تبقى الجذوة مشتعلة وإن تحت رماد كثيف.
يربط الكاتب فى روايته بين الأندلس المحتضرة، وحال الشعوب الإسلامية فى أوائل القرن التاسع عشر، وحال أمتنا الآن، فالأسباب واحدة والنتائج واحدة، وإذا لم نستيقظ فورا سنضيع للأبد.
أسد القفقاس هى الرواية الثانية لمنير عتيبة، الذى صدر له من قبل رواية "حكايات آل الغنيمى" وله خمس مجموعات قصصية منشور هى "يا فراخ العالم اتحدوا" "حكايات البيبانى" "الأمير الذى يطارده الموت" "مرج الكحل" "كسر الحزن" بالإضافة إلى كتابين فى النقد الفنى والأدبى هما "اسكندرية مهد السينما المصرية" و"عمر بن الخطاب فى عيون مفكرى العصر" ومجموعة قصصية للأطفال "شقاوة أوشا" ومسرحية للأطفال "تعال نلعب ونقرأ"، كتب الدراما الإذاعية والسيناريو، ويشرف على مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.

من أجواء الرواية:

[لم أحب المريدين يوما. ولم أحب شامل أبدا.
يحيرنى هؤلاء القوم الذين يحتكرون الإيمان!
إننى مثلهم مسلم. سنى. أعرف ربى ودينى. أؤدى الفروض كلها. فلماذا يعتبرون أنفسهم أفضل منى لمجرد أن خياراتى الدنيوية والسياسية مختلفة عنهم؟!]
الحاج مراد أهم رجال شامل وأهم المنشقين عنه.

[يا لها من مصيبة مفجعة! إن الرجال الذين تناثرت أشلاؤهم هنا كان بمقدورهم فتح بلاد تمتد من اليابان في الشرق إلى أوكرانيا في الغرب!]
جنرال روسى

[شاركته الأسر فى كالوكه. شاركته الرحلة إلى اسطنبول، فمكة، ثم المدينة. وعندما أغادر الدنيا ستكون وصيتى أن أدفن بجواره. الفارس الذى زرعه أبى بداخلى؛ قلب الأسد وجرأة الصقر وبهاء قمر وحنان عصفورى الجبلى.]

شعينات إحدى زوجات شامل

الأحد، 8 مايو 2011

الثلاثاء 29 مارس 2011م.










من اليمين الأستاذ الدكتور فورزي عيسى , الأديب منير عتيبة , الأديبة منى سالم .
أوراق لم تسقط فى مختبر السرديات

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 29 مارس الساعة السابعة مساء ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "أوراق لم تسقط" للأديبة منى سالم، ناقشها كل من الدكتور فوزى عيسى . صرح الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر أن الأديبة منى سالم قاصة وروائية سكندرية وإحدى عضوات مختبر السرديات، تهتم أعمالها بالبيئة الشعبية عموما والسكندرية على وجه الخصوص.
من قصص " أوراق لم تسقط " .

فقاقيع و رغاو
******
بدأت أنفاسه تلاحقني , وأنا في خلوتي , أحس بشئ يلامسني , يقشعر جسدي , أحسست بالإجهاد..

لا أدري لماذا تذكرت الرجل العطار الذي كانت عينه ترمقني باشتهاء .. قررت أن آخذ حماما وأدخل للنوم قليلا .د خلت الحمام وبدأت في خلع ملابسي , اقشعر جسمي .. لم أبال بهذا الاحساس . فتحت الدش وبدأ الماء يتساقط على جسدي , أغلقت عيني حتى لا تنزلق رغاوي الصابون فيهما ..دائما تدمع عيناي من دخول هذه الرغاوي فيهما .. لكن في هذه المرة بدأت الرغاوي تنزلق بعيدا عن عيني ..

كانت رغوة تزحف ببطء شديد على جسمي إلى أن أحسست ببروة , دفقات المياه من خلال الدش تنفع بقوة حتى تزيل هذه الرغوة الملتصقة . لم تمت يدي هذه المرة الى اللوفة , بل اكتفيت بالصابونة التي مررتها على شعري , انسالت الرغاوي على جسمي .. مع قطرات الماء الساخنة المندفعة من الدش .

أغلقت الدش , امتدت يدي الى الروب لأضعه على أكتافي , لكنه كاد ينزلق ويسقط في ماء " البانيو " , اقشعر جسمي وأحسست أن عينا تشاهدني ..

كاد الخجل يقتلني , تلفت حولي وأنا أداري أعضائي بيدي ..
ولكن فجأة ضحكت .. بسرعة وأنا أرتدي ملابسي لملمت شعري وجهزت كوب شاي الساخن , وبدأ جسمي يسترخي .. تمددت مع إحساس بالراحة , وبدأ النوم يغزو جفوني .. وفجأة ؟ بدأ الغغطاء يرتفع , وأحسست بشئ يختفي داخل الغطاء .
تظاهرت بالهوء والاستغراق في النوم , ولكن شيئا مايريد أن يتملكني ويعبث بجسمي .. اقشعر جسدي .. بدأت أقاوم ,, انطلق لساني ير الآيات القرآنية , وبأ لي كل شئ من حولي يخيفني قد تبخر .

ولكني عندما صحوت من نومي كان جسمي كله منهكا ..
صادفني في الصباح الرجل العطار سألني ::

- هل ضحكت في الحمام أمس ....؟

*********************

ليلة ذابت فيها الشموع
*******

قبل أن تمتد يدي للمدفأة لأضغط على زرها الأحمر بحثا عن الدفء , انقطعت الكهرباء , ازداد الجو برودة , امتدت يدي وأشعلت شمعة الزفاف الكبيرة , ليتسع حجم الضوء في الغرفة , لم ألحظ سرعة ذوبانها وهطول دموعها , فجأة انطفأت , تحسست المكان للوصول اليها حتى أشعلها مرة أخرى , اكتشفت أن الخيط الذي بداخلها قصير , أخرجت من درجي شمعة " سبوع " , أشعلتها , دوي صوت رنين " الهون " من حولي من دق باب الشقة , فتحت الباب , دخلت ابنتي تحمل في يدها تورتة عيد الميلاد , أطفأت شمعة السبوع الملونة وأشعلت شمعة عيد الميلاد .

















الأربعاء، 4 مايو 2011

الثلاثاء 19 ابريل 2011






من اليمين : الدكتور السعيد الورقي , الأستاذ منير عتيبة , الأستاذة علية أبو شنب

رواية التباريح فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم

الثلاثاء 19 ابريل الساعة السابعة مساءً ندوة لمناقشة الرواية الأولى للأديبة عليه أبو شنب "آنذاك.. تباريح عشق وجوى"، يناقش الرواية الناقد الدكتور السعيد الورقى بدراسة عنوانها ("آنـــذاك" رواية علية أبو شنب ودورة الزمن الوجدانى). يشرف على المختبر الأديب منير عتيبة.


أحلام الأفق الغائم.. قراءة في تقنيات التعبير القصصي بقلم: د.أحمد المصري

إن العلاقة بين الإبداع الكتابي والفن التشكيلي علاقة وثيقة فكلاهما يقف منذ وجد عند نقاط التقاء كثيرة فالأديب يرسم لوحاته بلغة منظورة ، وأهمية أي أديب قديماً كان أم حديثاً تقاس بمقدار ما يضيفه في نتاجه الأدبي من الصور الجديدة المبتكرة غير المسبوقة وغير المكرورة التي تضاف إلى عالم الإبداع، وقد بين الشاعر الكبير نزار قباني الصلة الوثيقة بين الشعر والرسم حين قال :-

"الشعر والرسم توأمان سياميان ملتصقان ببعضهما التصاقاً عضوياً ، ومن الصعب علىَّ أن أتصور شاعراً لا يرسم أو رساماً لا يحب الشعر"

وقد قال في موضع آخر :-

" أنا بالأصل رسام انتصر الخيار الشعري لديه على الخيارات الأخرى " (2)

وما قاله نزار عن الإبداع الشعري ينطبق تماماً على الإبداع القصصي وخاصة في إبداع الكاتبة المتميزة سهير شكري التي تترك ألوانها وفرشاتها لتمسك بقلمها "لترسم إحباطات أبطالها وآمالهم وما يحدث في حياتنا المعاصرة من وقائع أقرب للفنتازيا ، لكن إذا دققنا النظر فسنرى عالماً ذاخراً بالأحداث والمواقف سطر في لغة بارعة موحية بالمعاني والصور".(3)الدالة المعبرة ، ولأن سهير شكري فنانة تشكيلية متميزة فقد حرصت على توظيف لوحاتها لخدمة إبداعها القصصي بداية من تصميم الغلاف لمجموعتها القصصية بالإضافة إلى قيامها برسم لوحات كثيرة معبرة عن كل قصة على حدة وحتى آخر قصة في هذه المجموعة لتتعانق اللوحات مع الكلمات لتعبر ببراعة عن إحساس الكاتبة فلا نميز هل ترسم بالكلمة أم تكتب باللوحة.

وقد سبق لسهير شكري أن قدمت للقراء مجموعتها القصصية الأولى وعنوانها:(وما زلت أنام جالسة)وهي مجموعة قصصية اشتملت على أربع وثلاثين قصة يسيطر عليها إحساس حاد بالفقد تنوعت صوره وتعددت اتجاهاته ،كما غلب عليها الاعتماد على المفارقة الصارخة، والانحياز إلى الصوت الأنثوي كما وكيفا،بالإضافة إلى التأثر الواضح بالفن التشكيلي ومفرداته الخاصة التي ظهرت في أكثر من قصة لعبت الألوان واللوحات فيها دور البطولة.

أما المجموعة القصصية الثانية لسهير شكري وعنوانها:أحلام الأفق الغائم فقد حملت بين دفتيها ثلاثا وعشرين قصة وقد جاءت امتدادا لمجموعتها الأولى تحمل كثيرا من سماتها إلا أنها أكثر نضجا وأقل وقوعا في الأخطاء اللغوية التي لم تسلم منها مجموعتها الأولى.

وإذا توقفنا أمام عنوان هذه المجموعة القصصية(أحلام الأفق الغائم) فإننا نجده عميق المغزى يوحي بدلالات كثيرة حول طبيعة هذه الأحلام،وسبب إضافتها لهذا الأفق الغائم دون غيره،كما يدل على ضبابية الرؤية وصعوبة الوصول إلى الغاية المرجوة والهدف المنشود.

وفي سبيل حرص الكاتبة على إيصال خطابها الفني إلى المتلقي اعتمدت على بعض التقنيات التعبيرية التي أسهمت إسهاما واضحا في بلورة هذا الخطاب وإيضاح مضامينه الفنية بمهارة فائقة وقدرة واضحة تدل على موهبة حقيقية تميزت بها الكاتبة.

ومن أبرز التقنيات الفنية التي اعتمدت عليها الكاتبة:-

1- فن البورتريه

تطل سهير شكري الفنانة التشكيلية علينا من حين إلى آخر في أكثر من قصة مستوحاة من عالم الألوان واللوحات،مثلما نرى في قصص: (صورة،كروكيات،قاتل،فنانة) في مجموعتها القصصية الأولى،وقصص:(اللون الأحمر،حمامة بيضاء،صندوق أسود)في مجموعتها القصصية الثانية،وكلها قصص تحمل روح الإبداع التشكيلي وتدل عليه بوضوح وليس هذا بمستغرب على مبدعة جمعت بين الإبداعين الكتابي والتصويري غير أن الأثر الأكبر للفن التشكيلي في إبداع سهير شكري القصصي يكمن في توظيفها لفن البورتيريه لترسم بكلماتها شخصياتها في قصصها المختلفة رسماً بارعاً رائعاً فجاءت شخصياتها نابضة بالحياة تمردت على طبيعتها الورقية لتكتسب حياة حقيقية مفعمة بالحيوية والطبيعية التي اكتسبتها من ريشة فنانة مبدعة ترسم بمفرداتها حركة وحيوية ربما تعجز عن تحقيقها بعض اللوحات التشكيلية .

وقد حرصت سهير شكري في رسم شخصياتها على التركيز على عدة عناصر منها:

أ- المظهر الخارجي من ملامح شكلية وجسمية تمثل الهيئة الخارجية للشخصية.

ب- التكوين النفسي والصفات الداخلية والخبرات المكتسبة.

جـ- البيئة المحيطة بالشخصية مثل الجذور العائلية والمحصلة الثقافية .. وغيرها.

د- التحولات التي قد تطرأ على الشخصيات مع تطور الحياة وتغير الظروف.

ونستطيع أن نرى شيئا من هذه العناصر بوضوح في قصة (قاتلا أو مقتولا)حيث قدمت الكاتبة وصفا تصويريا لشخصياتها فهذه فتاة جميلة تتباهى بجمالها فتقول:" أنا طويلة ممشوقة القوام لي عينان عسليتان واسعتان ..رموشهم معقوفة ..أنفي دقيق شفتاي مكتنزتان..لوني خمري شعري طويل مموج يصل إلى ركبتي لونه مثل الليل."

وهذا شاب وسيم نراه بعيون الفتاة الجميلة السابقة حين تقول:

"جلس على يمين طاولتنا شاب وسيم حليق الشعر..متورد الوجه..عيناه خضراوان أبيض البشرة كالأجانب"

في حين تصف نفس الفتاة والدة هذا الشاب وصفاً يعطينا انطباعاً قوياً عن شخصيتها فتقول :-

امرأة عجوز متصابية .. مواد التجميل الثقيلة تصنع قناعاً فوق وجهها .. أظافرها طويلة مطلية بلون أحمر قان .. ترتدي فستاناً قصيراً أظهر ساقيها الممتلئتين .. صدر مفتوح .. أكمام عارية تكشف عن ذراعين مترهلتين شعرها قصير مصبوغ بلون أصفر صارخ .

ونلاحظ من هذا الوصف الدقة الشديدة في رسم صورة تفصيلية لشخصيات القصة يغلب عليها التصوير الفوتوغرافي والتركيز على المظهر الخارجي والملامح الجسدية والشكلية للشخصيات وإن كان هذا المظهر الخارجي يعطي صورة واضحة لدواخل هذه الشخصيات وتكوينها النفسي.

2- اعتماد الحلم والخرافة

كثيراً ما تعتمد سهير شكري في قصصها على الحلم تارة ، والخرافة تارة ، واللامعقول تارة ثالثة ، وهي أمور خارجة عن المنطق العقلي تعطي الحركة السردية حرية كبيرة للتنقل في كل الاتجاهات ، مما يمنحها القدرة على تشكيل وقائع تعلو على الواقع ذاته ، وهو أمر قريب مما تتيحه الأحاديث النفسية بطاقاتها التخيلية الواسعة وقد ظهر هذا الأمر بوضوح في مجموعتها القصصية الأولى في غير قصة مثل : دراجة بثلاث عجلات ، أحلام ، خطيب ، أنيسة ، وغيرها . أما في مجموعتها القصصية الثانية فقد اتسعت مساحة الأحلام التي تحاول أن تشق هذا الأفق الغائم الذي يضع العقبات في طريقها فيحولها في كثير من الأحيان إلى أحلام مهيضة .

ومن أبرز هذه الأحلام الضائعة: حلم الثراء والارتقاء الطبقي الذي نراه في قصة عيد ميلاد التي تحكي قصة أمل الفتاة الفقيرة التي تدرس بكلية الآداب وتتطلع إلى تغيير واقعها والتمرد على طبقتها فتتقمص شخصية فتاة غنية وتحلم بالثراء والرفاهية إلا أنها سرعان ما تصحو من أحلامها على صوت أمها التي تطالبها بعدم الذهاب لكليتها ومساعدتها في تنظيف فيلا الهانم التي تعمل عندها ليتحطم حلم الثراء الجميل على صخرة الواقع المرير .

وهناك حلم الزواج والاستقرار الذي يتحطم هو الآخر تحت وطأة ظروف اجتماعية قاسية مثلما نرى في قصة فريدة التي وجدت نفسها مضطرة إلى بيع شبكة خطوبتها لعلاج والدتها المصابة بمرض خطير لكن خطيبها اتهمها بالنصب وأصر على استرداد ثمن الشبكة وتركها ليتزوج غيرها ، وما لبثت والدتها أن فارقت الحياة وتركتها تسدد دينها ليتحول حلمها بالزواج إلى كابوس مزعج يطاردها كل ليلة .

وهناك حلم الهجرة إلى أمريكا وهو حلم مبهر بالثراء والاستقرار ورغد العيش يدفع فتاة جميلة للزواج من شاب وسيم يقنعها بالسفر معه إلى أمريكا ، وبالفعل ينجح في إقناعها واصطحابها معه إلى أمريكا لتكتشف بعد سفرها أنها قد تعرضت لخدعة كبيرة تخسر فيها كل شيء لتعود مرة أخرى إلى مصر دون أدنى نجاح في الوصول إلى ما كانت تحلم به وتتمناه .

وهناك حلم الحب والحنان الذي نراه في قصة أنقاض يراود فتاة طالما استعصى عليها تحقيق هذا الحلم ، وعندما يقترب الحلم من التحقق وتعثر على فارسها الذي طال انتظاره تتحطم البناية التي يقطن بها لتنجو هي بأعجوبة وتفقد الحب والحلم والحبيب تحت الأنقاض .

وكثيراً ما يتحول إلى الأسطورة أو الخرافة مثلما نرى في قصتي : أسطورة لحفيدتي ، وعلامات ، فالأولى تتحدث عن أميرة تصدت لملك ظالم فانتهى الأمر بقطع رأسها ، ولكن سرعان ما زال الظلم وجاء الطوفان الذي لم ينج منه إلا القليل الذين أعادوا إعمار البلاد وظلوا يحتفلون بهذه الأميرة الشجاعة في كل عرس من أعراسهم . أما الثانية فهي تتحدث عن قدرة خاصة تمتلكها عرافة جزائرية عجوز تمكنها من التعرف على بعض الأسرار الخاصة حتى ولو كانت بعض العلامات الجسدية المستورة عن أعين الناس .

3- تقنية المفارقة

من أبرز السمات الواضحة في هذه المجموعة القصصية المفارقة الصارخة التي تظهر من آن إلى آخر لتبرز التناقض بين حالين متقابلين بينهما نوع من التناقض ، وتقوم فكرة المفارقة هنا على استنكار الاختلاف والتفاوت بين وضعين من شأنهما التماثل أو التجانس وتظهر هذه المفارقة بوضوح من خلال هذه النهايات الصادمة وغير المتوقعة في كثير من قصص هذه المجموعة مثل :-

الخليفة المنتظر التي تحكي عن مرض الخليفة وكبر سنه مما يدفع أنصاره إلى استدعاء وريثه من الخارج ليحل محله لكنهم يفاجئون بأن الوريث لا تنطبق عليه صفات الخلافة شكلاً ولا مضموناً لكن المفاجأة الأكبر تكمن في وفاة الوريث وبقاء المريض.

وفي قصتها : عيد ميلاد تحكي لنا قصة فتاة مدللة منعمة تستعد للاحتفال بعيد ميلادها بصورة تتفق مع طبقتها الاجتماعية الراقية ولكي تضمن سرعة إنجاز مهامها التي حددتها بعناية تطلب من خادمتها أم محمود أن تنبه على ابنتها أمل بعدم الذهاب إلى كليتها للمساعدة في الإعداد لعيد الميلاد لكن تسلسل الأحداث ينقطع فجأة لنكتشف أن محدثتنا منذ بداية القصة هي أمل التي تحلم بأن تكون مكان هذه الفتاة المدللة . كذلك تطل المقابلات والمفارقات بوجهها علينا في أكثر من قصة مثل : القهر هماً ، نذر أنقاض وغيرها .

4- تقنية الرسائل

لجأت سهير شكري إلى استخدام تقنية الرسائل في قصتها سليم وليلى فقدمت لنا قصة في شكل رسائل متبادلة بين سليم وليلى بلغة رقيقة تفيض شاعرية وجمالاً عن طريق استخدامها لمستويات لغوية متعددة لا يشعر المتلقي فيها بأي خلل وإنما يشعر أنه أمام لغتين : لغة كتبها سليم ولغة كتبتها ليلى لا لغة واحدة كتبتها سهير شكري ، وقد لجأ عدد من الكتاب في العصر الحديث إلى توظيف فن الرسائل في سردهم القصصي أو الروائي لعل من أبرزهم واسيني الأعرج الذي قامت رواية أنثى السراب على هذا الفن وقد علل توظيفه للرسائل في روايته بقوله :-

فن الرسائل فن عربي جميل تقول من خلاله كل ما تريد أن تقوله الذات والأشواق والحب والعلم والثقافة والفكر ، فمن هذه الزاوية قررت الاستفادة منه بعين معاصرة وقلت إنني أستطيع من خلال هذا الفن أن أوصل شجوني الداخلية أولاً ، وأوصل أحلامي وانكساراتي وعلاقاتي بالأدب وحبي ورؤيتي للأدب وللحب في الحياة ووجدت أن هذا الفن أعطاني أشياء كثيرة .

ولو طبقنا ما قاله واسيني عن الرسائل على ما كتبته سهير شكري في قصتها سليم وليلى فإننا سنجد تطابقاً كبيراً في الهدف والغاية وبراعة التوظيف .

5- الانحياز إلى الصوت الأنثوي

ثمة علاقة وثيقة بين المرأة والإبداع السردي هذه العلاقة شهدت أطواراً مختلفة ومراحل متعددة ، بدأت هذه المراحل بمرحلة الإلهام وهي مرحلة كانت المرأة فيها موضوعاً للإبداع السردي ومحركاً له وسبباً في وجوده ، وتلت هذه المرحلة أو تزامنت معها مرحلة أخرى هي مرحلة التلقي وفيها تكتفي المرأة بقراءة هذا الإبداع والتفاعل معه ، ثم جاءت المرحلة الثالثة التي شهدت انتقال المرأة من التلقي إلى الإنتاج ومن الاستقبال إلى المشاركة والإبداع ، وقد شهدت هذه المرحلة بزوغ نجم عدد كبير من المبدعات الرائعات اللائي أثرين الإبداع السردي بأعمال متميزة استحوذت على اهتمام النقاد فكثرت الدراسات ، وتعددت الرؤى وظهرت مصطلحات جديدة يأتي في مقدمتها الأدب النسوي وهو مصطلح أثار جدلاً كبيراً ولقى استجابات متفاوتة بين مؤيد ومعارض ، فهناك من يراه مصطلحاً دقيقاً للتعبير عن لون إبداعي ينتمي إلى المرأة ويعبر عنها ، وهناك بعض المبدعين والمبدعات الذين يتحفظون على هذا المصطلح ويرون أن هناك سرداً واحداً ، دون نظر إلى من أنتجه ، بل ذهب بعضهم أنه ليس صواباً أن نعد كل ما تكتبه المرأة إبداعاً نسائياً فقد تكتب المرأة مثل الرجل .

وبغض النظر عن هذه الاختلافات فإننا نرى بعض السمات الواضحة في كتابات المرأة يأتي في مقدمتها الانحياز إلى الصوت الأنثوي ، وقد ظهر هذا بوضوح عند سهير شكري حيث أفسحت أكبر مساحة نصية للصوت الأنثوي سواء احتل هذا الصوت منطقة الراوي ، أم منطقة الشخوص الفاعلة أم المنفعلة ، إن متابعة كتابات سهير شكري كماً وكيفاً يوثق هذه التقنية فمجمل الوقائع كانت تتفجر من الشخصية النسوية ، سواء أكانت الشخصية حاضرة حضوراً مباشراً أم كانت حاضرة تقديرياً ، ومن حيث الكم فإن كم الشخوص الذكورية قليل جداً ، بل إنها قد تستبعد تماماً من السرد لتتحول علاقة الأنثى بالذكر إلى علاقة الأنثى بالأنثى ، وكأن الاستبعاد إشارة إلى الاستغناء وبالتالي فإنها تعتمد على الشخوص النسائية وتعلي من شأنها كماً وكيفاً مدافعة عنها أحياناً ومبررة لأخطائها أحياناً أخرى ، وربما سعت لتحميل الذكر مسئولية هذه الأخطاء ، وكثيراً ما تتحول مواجهتها للسلطة الذكورية إلى تقديم صورة شائهة لصاحب هذه السلطة حتى لو كان أقرب الناس إليها مثل الأب أو الزوج أو الحبيب أو الأخ أو الأبناء .

ظهر هذا بوضوح في مجموعتها الأولى ( وما زلت أنام جالسة ) التي قدمت صورة سلبية للرجل أباً وزوجاً وابناً ، فالزوج بخيل أو هارب أو عاجز أو قاس أو انتهازي ويظهر هذا بوضوح في قصص : هروب ، عهد قديم ، بخيل ، العشاء الأخير .

والابن يمثل العقوق في أبشع صوره ويظهر هذا جلياً في قصة : ونيس .، والأب يمثل القسوة والعنف والقهر مثلما نرى في قصتي : أبوة ، قطرات ماء . وقد استمرت هذه الصورة السلبية مسيطرة على سهير شكري في مجموعتها القصصية الثانية فالرجل يمثل السلطة الغاشمة المستبدة كما نراه في قصة أسطورة لحفيدتي يمارس كل صنوف القهر ولا يردعه إلا فتاة رقيقة تكشف له ظلمه وتفضحه أمام الناس فيقتلها ليتخلص منها لتحل عليه اللعنات ويثور عليه الناس وينتهي ملكه .

وهناك الحبيب الذي يتخلى عن حبيبته عندما تواجه ظروفاً صعبة ويتركها بكل نذالة بعد أن يحصل منها على ثمن الشبكة ليتزوج من غيرها ويتركها لديونها مثلما نرى في قصة فريدة .

وهناك الحبيب المخادع الذي يوحي لحبيبته أنها أغلى شيء في حياته وأنه لا يستطيع الحياة بدونها ثم تكتشف خيانته وهروبه منها ليتزوج غيرها ويسافر بعيداً تاركا هذه المخدوعة لآلامها وأحزانها مثلما نرى في قصة بريق الهوى .

وأمام هذه الصورة السلبية للرجل تأتي الصورة المشرقة للمرأة التي تتحدى القهر والظلم مثلما نرى في قصة أسطورة لحفيدتي ، وكذلك المرأة التي ترفض التخلي عن أمها في مرضها فتخسر خطيبها من أجل بر أمها كما نرى في قصة فريدة ، وتتجلى صورة المرأة في أبهى صورها عندما نرى الأم في قصة حمامة بيضاء حيث تمثل الأم كل معاني الحب والحنان والطهر والبراءة التي لم يمنعها الرحيل من الحلول الدائم في حياة ابنتها ليمتد العطاء بعد الموت .

6- رمزية اللغة

تلجأ سهير شكري كثيرا إلى اللغة المكثفة الموحية التي يستأثر الرمز بنصيب وافر منها ليختصر كلمات كثيرة في إشارات دالة تشع في كل جانب من جوانب هذه المجموعة القصصية،ومن أبرز القصص التي لجأت الكاتبة فيها إلى توظيف الرمز:قصتها الأولى في هذه المجموعة:(أبراج الصمت) حيث يلعب الرمز دورا ملحوظا في إبراز القهر وفضح السلطة الغاشمة المتمثلة في العنتيل وجنوده، كما يبرز ضحايا هذه السلطة المنسحقين تحت وطأتها ويرمز لهم هذا الرجل الذي يحمل جثة ولده على ظهره ولا يجد مكانا لدفنها،بل إن هذه الجثة قد ترمز بدورها إلى الأحلام الضائعة والآمال المتبددة.

ويمتزج الرمز بالسخرية في قصة (صندوق أسود)حيث يعبر الرمز عن فضائح السلطة وسعيها الدؤوب في إلهاء الناس بتوافه الأمور، بالإضافة إلى تدمير صحتهم بأطعمتها المسرطنة ومياهها الملوثة

وهكذا استطاعت سهير شكري في مجموعتها القصصية الثانية أن توظف قلمها وريشتها معاً في رسم لوحة رائعة تموج بالحياة والصدق والإبداع .

وأخيراً فهذه قراءة محدودة لمجموعة قصصية متميزة ، وهي قراءة لا تدعي لنفسها الإحاطة الكاملة بتجربة الكاتبة في مجموعتها ، ولكنها تلقي الضوء على بعض التقنيات التعبيرية التي تميزت الكاتبة في توظيفها وأفسحت المجال للمتلقي للتفاعل مع هذه التجربة والحكم عليها .

أحلام الأفق الغائم فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية







من اليمين : الدكتور أحمد المصري , الأستاذ منير عتيبة , الكاتبة سهير شكري


أحلام الأفق الغائم فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية


ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 26 ابريل الساعة السابعة مساءً ندوة لمناقشة المجموعة القصصية

"أحلام الأفق الغائم" للأديبة سهير شكرى. يناقش الرواية الناقد الدكتور أحمد المصرى بدراسة عنوانها "تقنيات التعبير

القصصى فى مجموعة أحلام الأفق الغائم لسهير شكرى" . صرح الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر أن الأديبة

سهير شكرى فنانة تشكيلية اقتحمت عالم القصة القصيرة مؤخرا، ولها مجموعة قصصية بعنوان "ومازلت أنام جالسة"،

وقصصها تهتم بالبعد الاجتماعى والسياسى فى حياة المواطن المصرى من خلال أعمال قصصية تتسم بالتكثيف والنهايات

غير المتوقعة إضافة إلى الجانب الفنتازى فى بعض هذه الأعمال.















أحلام الأفق الغائم.. قراءة في تقنيات التعبير القصصي

بقلم: د.أحمد المصري








حفريات الأمومة فى (نريد أن نتحدث عن كيفين)ليونيل شرايفر

حفريات الأمومة فى (نريد أن نتحدث عن كيفين)ليونيل شرايفر

قراءة: فاطمة عبد الله

مختبر السرديات بمكتبة الأسكندرية الأربعاء 5-4-2011

فى كتابة تتوسل الرسائل قالبا تتسرب منه الأحداث,أو بالأحرى منمنمات الحدث, تأتينا رواية(نريدأن نتحدث عن كيفين) للروائيةالامريكية ليونيل شرايفر,وبترجمةالشاعرالمصرى مفرح كريم.عارضة لموضوع يبدو صادما للمتلقى, لتعارضه مع ما جبلت عليه النفس – فيما يتصل بالأمومة والبنوة- ولعدم توافقه فى صراحة الكشف عن علاقة الأم بالأمومة, والابن بمسألة البنوة ذاتها,وثقافتناالإنسانية,عموما,والمصرية خاصة.إضافةلعدم تقبل أو استساغة فكرة القتل

والتوسل بشكل الرسائل قالبا لتقديم الحدث المحور/ المفصلى,وللأحداث الداعمة له والمحيطةبه,هذا التوسل ليس جديدا, فقد عرضت به الرواية العظيمة(كرسى الرئاسة) لكارلوس يوفنتيس, والتى كان المبرر فيها لاتخاذ الرسائل وسيلة هو غضب الولايات المتحدة على احدى دول أمريكا اللاتينية, وعقابها بقطع كافة وسائل الاتصال عنها- الكهرباء والانترنت والبريد الجوى- ما اضطر البطلة لاتخاذ الرسائل اليدوية- بشكلها البدائى- وسيلة جاءتنا عبرها الأحداث والرواية. وفى نفس السياق– مع اختلاف التفاصيل والدواعى, تأتى الرسائل بين البطلة ايفا وزوجها المنفصلة عنه- فرانكلين- لتحادثه بشأن ابنهما كيفين,الشخصيةالتى تبدو محورية, وتدورالرسائل حول شأنها, وتداعيات تصرفاتها, وخاصة الجريمة الكبرى التى ارتكبها الابن فى مدرسته, والتى راح ضحيتها سبعة من أصحابه, واثنين من زملاء دراسته, فإن كان الداعى فى كرسى الرئاسة موجبا لاستخدام الرسائل إلا انه غير موجب فى رواية شرايفر, فإن كان المبرر سفر البطلة أو انفصال الزوج فكافة سبل التواصل الأخرى تبدو متاحة, ولكن ليس لى التدخل فيما اتخذته الكاتبة من سبل العرض, لكن ما لفتنى هو التوظيف الفنى للرسائل فى سياق السرد , فلو لم تورد إشارة لكون الكتابة تتخذ الرسائل مركبة – عزيزى فرانكلين...- لتقبلتها كخواطر مسجلة, أو يوميات راصدة ومدونة. لا سيما أن ذاكرة الرسائل لدينا طالما ارتبطت بالشوق وتبادل المشاعر الخاصة فيها وخصوصية الحكى– لوحظ خلو رسائل إيفا لفرانكلين من التشوق, فى مقابل تحميلها لابنها السبب الرئيس فى فشل زيجتها السعيدة, وعليه يفقد إيراد ذلك كمبرر لنفورها من الابن حرارة الإقناع به وقوة الحجة المنبنية عليه, سيما وأن هذا النفور من أم لابنها حد الكراهية, أمرغريب وقد لا يتسق والفطرة الإنسانية فيما له علاقة ووشيجة بغريزة الأمومة, فالسائد إنسانيا, وليس شرقيا فقط ,أن الزوج مبدول والابن مفقود- ولكن الرواية بشكل كبير تستكشف الطبيعة عن طريق تغذية النقاش الذى تورده ايفا/ الأم / البطلة فى الرسائل من ناحية, والذى تولده فى نفوسنا من ناحية أخرى.

ولعل هذا الخلل والاضطراب التى تعرضه الرواية فى علاقة الأم/ايفا بالابن, يدفعنا للبحث فى حفريات تلك الأم , إن جاز لى التعبير, فالحفريات, فى أبسط تعريف لها,هى بقايا آثار الكائنات الحية, والمحفوظة فى الصخور الرسوبية, ولأن هذا الشكل أو النوع من المشاعر غير مألوف على من ينتسبن للأمومة, فانثى العقرب, بما لها من موروثات ترتبط بكونها أشرس الحشرات, تبلغ أمومتها كل مبلغ حين تمنح أبناءها عصارة روحها كأول طعمة حياة لهم, ولتموت الأم بعدها مباشرة, فما بالنا بأم من بنى الإنسان تنفر من ابنها حد الكراهية! هذا ما يدفع للبحث فى حفريات الأمومة لديها, ولدى الكاتبة أيضا, فايفا /المرأة لا تعكس اهتماما ببنات الصديقة كما يبديه فرانكلين/الرجل, وبينما الرجل يسعد بطفلات الجار, ويلاعبهن, ويعكس اهتمامه بهن, ويخاطب زوجته فى رغبته فى طفل, نجد ايفا /المرأة لا تعكس اهتماما ببنات الصديقة, ولا تبدى انعكاسا للسعادة الفطرية للمرأة, إذا ما رغب زوجها فى استولادها أطفاله, ليكونوا قاسما مشتركا بين روحيهما, كما لا تعكس ابتهاجا تلقائيا بما يتوافق والغريزة المجبولة عليها بنات جنسها –لاحظ أن البنات كافة دائما ما يصنعن أو يقتنين عرائس يتخذنها أولادا لهن, وفى ألعابهن الطفولية المبكرة, فالأمومة فطرة والأبوة اكتساب– لكن الوضع هنا معكوس فالرجل يشتهى الأطفال والمرأة تناقش الفكرة!

الكاتبة أيضا, وإن وصفت بالشجاعة لتناولها هذا الشكل غير المألوف من المشاعر الإنسانية, وتضمينه الرواية, حتى يستحيل الهدف من العمل الأدبى, هذه الكاتبة لم تستمع بكونها أنثى - فحسب ما ورد عن سيرتها الذاتية- كانت تسمى مارجريت آن وحين بلغت الخامسة عشر, أوج استمتاع البنت بما تكتشفه مما اعترى جسدها وبالتالى روحها من مظاهر أنوثة طارئة طازجة, وهى فى الخامسة عشر تغير اسمها إلى ليونيل, اسم مذكر يتلبس جسدا وروحا من المفترض أنوثته, لأنها كانت تعتقد أن الرجال يتمتعون بحياة أسهل،ولعل هذا ما أحالنا للتنقيب فى حفريات الأنثى لدى الكاتبة التى اكتشفت, بعد كل تلك السنين من تغيير أنوثة اسمها الي رجل, أن خوفها علي أنوثتها غير مسوغ، فبدأت تنتقي ملابس غاية في الأنوثة، تنورات قصيرة ,وقمصان شفافة .وعلى هذا يمكننا فهم أن شرايفر تكتب وكأنها تسرد سيرة واقعية مفعمة بالخيال الحقيقي, العصي علي التصديق, وتركز فى الروايةعلى الأهمية النسبية للخصائص الفطرية والخبرات الشخصية, التى تسهم في تحديد الشخصية والسلوك ، وبخاصة إمكانية وجود تناقض لدى إيفا نحو الأمومة, والتى بالطبع أثرت على كيفن, وجعلته الوارث للكراهية فيما لا توجد فيه بالفطرة كراهية/إحساس الأم الدائم والمطرد بحب أبنائها, ما أدى لنفوره من المجتمع, وميله للأفعال المتعارضة مع براءة السن, فقط تذكر ما فعله مع الفتاة الصغيرة المصابة بالأكزيما الجلدية, لعل إرجاع تفسير أفعال وتصرفات كيفن إلى أنه انعكاس طبيعى لعلاقة مشوهة بين أمه وبينه, يجعلنا, ولو لبعض الوقت, نتعاطف معه, ونجد له عذرا مقبولا, لبعض الوقت أيضا, فى قيامه بقتل أصحابه وزملاء دراسته, وربما يكون ما نعزو إليه تعاطفنا, هو مدى ما عاناه كيفين من إهمال أمه عاطفيا له, وتكبيله بوزر لم يكن مرتكبه, وهو فشل ايفا/الزوج والموظفة فى حياتها بسبب كيفين, لعل كيفين كان, نتيجة الوضع غير المألوف لمشاعر أمه تجاهه , لعله حاول هو الآخر عكس الوضع المألوف داخله تجاه من مال بالفطرة والاعتياد لهم, فانقلب عليهم ليتخلص من ازدواجية ترهقه : كيف يحب من هم أقل وجوبا للمحبة من أمه, لذلك انقلب عليهم, قتلا ليس لهم فى ظاهر الأمر, وإنما قضاء على رموز للارتباط التلقائى, فى مقابل ارتباط مستحيل مع أمه. إن ليونيل شرايفر في هذا العمل الأدبي أرادت أن تفجر, حسب قولها, الأسطورة التي تقول: "إن كلّ أمّ تحب طفلها بدون شرط ", الفكرة ليس أساسها عن حب أم لطفلها علي حساب تخويف الناس، بل أرادت شرايفر الكتابة عن امرأة, لا تواجه أمومة كما هي مفترضة.

وإن كانت الكاتبة, حين تسلمها جائزة الأورانج عام 2007,ذكرت أنها كانت تعود للأحداث لتقرأها من جديد لتتمكن من إكمال الرواية, فإن انعكاس ذلك يتضح أو يفسر من جهة الالتباس فى جمل كثيرة بالرواية, وهو ما يجعلنا نبحث عن دور كل من الكاتب والمترجم فى دمج القارئ فى الحدث أو إرهاقه فى المتابعة , فرغم تسليمنا بأهمية أن يكون القارئ مشاركا الأديب فى إنتاج الدلالة, إلا أنّا لا نغفل ضرورة أن يدعم الكاتب قارءه بوسائط لغوية وسردية تعينه على تفعيل هذه المشاركة.

وأخيرا الشكر واجب للكاتبة, على جرأة ارتياد مناطق شائكة, كذلك الشكر واجب للمترجم على ما بذله من جهد ملحوظ فى ترجمة رواية يتشارك بترجمته لها مع الكاتبة فى جرأة التقديم, وكذلك لجهده فى ملاحقة لغة الكتابة بلغة ترجمة مناسبة وعاكسه لجو العمل .فالأعمال المترجمة دائما ما تفرض أسئلة : هل الترجمة حرفية, بفتح الحاء, أم حرفية , بكسر الحاء؟ وأين تكمن البلاغة: فى اللغة الوسيطة أم فى الأحداث؟ وحين نجد ملحظا إيجابيا أو سلبيا إلام و إلى من نعزيه؟ غير أن هذا الجهد المبذول إبداعا منِشأ أو مترجما يدفعنا إلى الاحتفاء به, وتثمينه, وتقدير ما إضافه للمكتبة العربية من ذخيرة مضافة, والاحتفاء بما أضافه لمعرفتنا الخاصة من إضافات. كما يحدونى الجهد المشكور للقائمين على المكان لتقديم وافر الشكر والاعتزاز إلى مكان بأهله ينتصر للفن والإبداع لا لغيرهما .

**

رواية تعكس مشاعر مغايرة للفطرة الانسانية وتكشف انتشار العدوانية بالمجتمع الامريكى


دوما ما تثير النصوص الادبية المترجمة حزمة انتقادات وتساؤلات غالبيتها يدور فى فلك الحيرة بين اسناد ادواتها الابداعية الرصينة لمؤلف العمل الاصلى أو ناقله للغة الوسيطة ومدى قدرته على تقديم قيمتها الادبية فى قالب تشوبه المصداقية بواسطة مفردات تتناسب مع روح المجتمع الذى تتُطرح فيه.

حول هذه الفكرة نظم مختبر السرديات التابع لمكتبة الاسكندرية جلسة نقاشية حول رواية " نريد ان نتحدث عن كيفين" للروائية الامريكية " ليونيل شرايفر" باعتبارها واحدة من أكثر الاعمال التى لاقت صيتا ذائعا بالاوساط الادبية العالمية و صدرت نسخة مترجمة عنها مؤخرا ضمن سلسة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب.

من جانبها أوضحت الناقدة الادبية فاطمة عبدالله ,ان اسباب شهرة الرواية موضوع النقاش تنبع من اتخاذها مسار صادم مفعم بالمفاجأت الكاشفة لافكار تتعارض مع البديهيات والثوابت الانسانية المدونة بصورة فطرية بالمخيلة الانسانية بغض النظر عن البنية الثقافية للمجتمع الذى تعرض فيه, حيث ان قالبها يصيغ علاقة انسانية راقية طالما اتسمت بالعطاء والتضحية الا وهى عاطفة الامومة لتبدو ضمن احداث الرواية علاقة قائمة على العنف والعدوانية الامرالذى جعل الموضوع صادم بالنسبة للمتلقى.

وتابعت قائلة: ان قارىء الرواية يجد انها تعتمد على صيغة المتكلم من خلال الزوجة " ايفا" التى تكتب مجموعة رسائل لزوجها المنفصل عنها " فرانكلين", الا ان المدقق فى أسلوب صياغتها سوف يلحظ افتقارها للتوظيف الفنى المتعارف عليه للرسائل والمتضمن تبادل لمشاعر الشوق الخاصة بين الازواج فظهرت أقرب للخواطر المحملة الابن " كيفين" اسباب فشل زيجة والديه.

ونعتت الكاتبة الامريكية " ليونيل شرايفر" الحائزة على جائزة الاورنج البريطانية للكتابات النسائية, بالشجاعة الكبيرة لتطرقها فى روايتها " نريد ان نتحدث عن كيفين" الى حيز شائك غير نمطى بالروايات المتاحة فضلا عن عدم تجاهلها فى الصياغة محاولة استجداء مشاعر التعاطف مع المرأة رغم القسوة التى اعترت علاقتها بابنها ودفعت به لقتل 7 من زملائه بالمدرسة الثانونية مؤكدة حاجة النص لدراسة سيكولوجية تفسر مسببات السلوك الغريب الذى انتهجته الام أكثر من حاجتها لدراسة ادبية تتبع ابعادها السردية وانتماءات الكاتبة الثقافية بشكل يستدعى سبر أغوار حفريات تلك الام مفسرة مصطلح الحفريات ببقايا آثار الكائنات الحية المحفورة فى الصخور الرسوبية.

وضربت الناقدة فاطمة عبدالله مثال بأنثى العقرب أشرس الحشرات التى تبلغ ذروة أمومتها عندما تمنح أبنائها عصارة روحها كأول طعمة حياة لتلفظ روحها بعدها, وتساءلت متعجبة: اذا كان هذا حال الحيوان فكيف يكون حال الام من بنى الانسان؟!

وأضافت مبرزة ان قراءتها لموضوع هذه الرواية الغير مألوف دفعها للتفتيش بمكامن الانثى بالشخصية الاصلية للكاتبة, فاكتشفت بحسب ما جاء فى سيرتها الذاتية بأنها كانت تسمى – مارجريت آن- وحينما بلغت الخامسة عشر من عمرها وهى الفترة المعروفة ببزوغ رغبة داخلية لدى الفتاة للاستمتاع بتوهجها الانثوى قامت بتغيير اسمها الى ليونيل- اسم مذكر- ظنا منها ان حياة الرجال تتمتع بقدر من السهولة ومن ثم وبعد مرور عدة سنوات ادركت الكاتبة ان خوفها على انوثتها لم يكن مسوغ فبدأت بانتقاء ما يبرز مفاتنها من الملابس كما ان سيرتها تكشف عدم خوضها غمار تجربة الامومة رغم زواجها من عازف جاز شهير.

واستطردت قائلة : ان الرواية تمثل سرد واقعى مليىء بالخيال الحقيقى.

ووصفت فى كلمتها الاعمال المترجمة بالخيانات المشروعة لانها تشكل ابداع مضاف لابداع فضلا عن طرحها لجملة تساؤلات حول المصدر الرئيسى للبلاغة اللغوية واتساقها بالرواية الاصلية أو اللغة الوسيطة المنقول اليها النص الروائى.

فيما أشار الاديب منير عتيبة المشرف على مختبر السرديات فى مداخلة مقتضبة الى انه للمرة الاولى منذ انطلاق نشاط المختبر الثقافى منذ ما يزيد عن عام, يتم استعراض عمل ادبى مترجم.

وطرح عدة تساؤلات هى : هل المشاعر الانسانية التى نعيشها ملتصقة بنا منذ الميلاد أم انها مخترعة؟ وهل المرأة العصرية تغيرت عن فطرتها؟

بدوره قدم الناقد شوقى بدر قراءة نقدية بعنوان " تشظى العلاقات فى الرواية الامريكية المعاصرة.. نريد ان نتحدث عن كيفين نموذجا", أكد خلالها تضمن الرواية لااشارات جزئية وأخرى تفصيلية تحمل دلالات مفسرة لطبيعة الواقع الامريكى فى العصر الراهن, حيث تهشمت العلاقات الانسانية وانتشرت نزعة العنف المواكبة لعصر التكنولوجيا مما انعكس بصورة واضحة على النصوص الادبية.

مبرزا انطباق ما يسمى برواية العدوان على هذه الرواية الحاملة لرؤية ذاتية مريضة عمدت الاستهانة بادق المشاعر الانسانية المتوارثة.

وفيما يتعلق بما احدثته رواية " نريد ان نتحدث عن كيفين" داخل المجتمع الامريكى قال بدر: انها قسمت القراء لفريقين احداهما حاول التماس النوايا الطيبة للام وعجزها عن انضاج البذرة الشريفة بشخصية الابن بينما ذهب الفريق الاخر الى وصف مشاعرالام بالجمود مما دفع لتنامى مكونات الشر بتركيبة الابن القاتل.

واستدرك قائلا: رغم برود شخصية بطلة الرواية طوال الاحداث الا انها حاولت مواربة باب التواصل مع زوجها باستخدام عبارة شديدة العاطفة فى ختام اخر رسالة سطرتها له بامضائها - زوجتك المحبة للابد ايفا - .

وفى كلمته شدد الشاعر مفرح كريم مترجم الرواية للعربية, على دور القراءة فى دفع الافراد نحو استقراء العالم بشكل أفضل , وتحدث عن الرواية التى عكف على ترجمتها عبر 650 صفحة من القطع الكبير مؤكدا صعوبتها نظرا لحجمها الكبير وتعاملها مع موضوع يبدو الى حد كبير معقد فضلا عن اندراجها ضمن ما يعرف بالادب السوسيولوجى .

مقارنا بين الترجمة بالعصر الحديث والزمن الماضى حيث ان الاخير قدم كلاسيكيات ادبية وقانونية واجتماعية تمتعت بانعومة والانسيابية بخلاف الترجمة الان, ذلك لان عدد كبير من الروائيين الذين يكتبون بالانجليزية لاينتمون بالاصل للمجتمعات الغربية بل ان غالبيتهم شرق أوسطيين أو قادمين من آسيا وأمريكا اللاتينية الامر الذى يضفى على كتاباتهم بصمة مغايرة تعبر عن حضارتهم وثقافتهم, تعمل على تعقيد عملية اللترجمة بعض الشيىء.

وأعطى مثال بهذا الاطار الى لهجة الكوكنى المنتشرة فى جنوب لندن الان وما تتمتع به من خصائص لغوية يصعب على مختلف أطياف الشعب االانجليزى فهمها وكذا اللهجة الصعيدة التى يجهل كثير من المصريين التعامل مع ناطقيها- فى اشارة لانتشار لهجات داخل البلد الواحد يكون من العسير على مختلف السكان ادراكها- مما يعزز اقتحام لهجات متجددة على عالمنا.

واانهى كلمته بالتأكيد على ان الترجمة تندرج فى عداد الابداع وليس النقل مفرقا بين الترجمة العلمية المعتمدة على تقديم حقائق مجردة بخلاف الترجمة الادبية التى تحتاج اضفاء لمسات المترجم .

سهى طارق

**************************************************

كيفين فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية















من اليمين الأستاذة فاطمة عبد الله , الأستاذ شوقي بدر يوسف , الأستاذ منيرعتيبة .








الأستاذ مفرح كريم



كيفين فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 5 إبريل الساعة 7 مساءً ندوة لمناقشة رواية "نريد أن نتحدث عن كيفين" للروائية الأمريكية ليونيل شرايفر والتى فازت بجائزة الأورانج البريطانية للكتابة النسائية، صدرت الرواية عن سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب، من ترجمة الشاعر مفرح كريم الذى حضر المناقشة مع الناقدين شوقى بدر يوسف الذى قدم دراسة بعنوان "تشظى العلاقات فى الرواية الأمريكية المعاصرة نريد أن نتحدث عن كيفين للروائية الأمريكية ليونيل شرايفر نموذجا"، والناقدة فاطمة عبد الله قدمت دراسة بعنوان "حفريات الأمومة" يشرف على المختبر الأديب منير عتيبة.


مقال الأستاذة سهى طارق عن الندوة .

مقال الأستاذة فاطمة عبد الله .