بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 مارس 2011

الثلاثاء 22 فبراير 2011م.


زيوس يموت فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية

عقد مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، يوم الثلاثاء 22 فبراير، ندوة لمناقشة رواية (زيوس يجب أن يموت) للكاتب أحمد الملواني.. والرواية هي الأولى للكاتب السكندري الشاب، والتي صدرت عام 2010 ضمن مشروع النشر الخاص بمنتدى التكية الأدبي (إصدارات التكية) .
في بداية الندوة أكد المشرف على المختبر الأديب منير عتيبة على سعادته بالمصادفة التي جعلت هذه الرواية تحديدا ـ بما تتناوله من علاقة الصدام بين السلطات القمعية، وسعي الإنسان نحو الحرية والمستقبل الأفضل ـ هي أول عمل يناقشه المختبر بعد أحداث ثورة 25 يناير، معلنا أن زيوس مات بالفعل ومصر الآن فى حالة مخاض لولادة مصر الجديدة.
وقد ناقش الرواية الناقد د. أحمد محمود المصري، والذي قدم خلال الندوة، دراسة بعنوان (بحثا عن الحرية.. قراءة في رواية زيوس يجب أن يموت)، أكد فى بدايتها على العلاقة الحتمية بين الأديب المبدع والحرية.. وأشاد بموهبة الكاتب، التي اتضحت في روايته الأولى، التي جاءت على حد قول د. أحمد المصري (شاهدة على تميز الكاتب، وناطقة بموهبته الروائية الواعدة ، تغري المتلقي بقراءة صفحاتها، وتدفعه دفعا إلى التفاعل معها، والغوص في بحار معانيها، ومشاركة الكاتب تجربته الفنية). وأشار إلى أن الكاتب استخدم الأسطورة الإغريقية لمعالجة هموم وقضايا معاصرة بدهاء روائي واضح يدل على براعة كاتب الرواية وتمكنه من أدواته الفنية. فزيوس هنا وهو كبير الآلهة في معتقدات الإغريق، يتم تقديمه كرمز واضح للقهر والقمع وكبت الحريات وللسلطة الظالمة التي تقهر الضعفاء وتتفنن في تعذيبهم وإذلالهم.
كما أشار إلى انقسام الرواية إلى روايتين، أو بالأحرى رواية داخل رواية، وكل رواية منهما لها أحداثها وشخوصها ولغتها المميزة لها عن أختها؛ فإحداهما تتناول عالما أسطوريا يجسد صراع الإنسان ومعاناته ضد الظلم والقهر بأسلوب يقترب كثيرا من التراجيديات اليونانية الكلاسيكية، من خلال الفلاح الإغريقي (كرونوس) الذي يقرر تحدي كبير الآلهة ذاته، لتغيير قدره، ورفع الظلم الواقع عليه. بينما الثانية تتناول واقعنا المعاصر بكل ما فيه من سلبيات وأزمات طاحنة. وقدم د.أحمد المصري قراءة في فنيات الرواية التي برع فيها الكاتب، ومنها قدرته على الرسم المقنع للشخوص، بشكل جعلها تتحول من مجرد شخوص ورقية إلى شخوص من لحم ودم. وكذلك الاعتماد ـ الموفق ـ على بنية المفارقة والتوازي بين عالمين مختلفين، وهو التوازي الذي جسده الكاتب كذلك باختلاف الأداء اللغوي بين الروايتين.
كما أكد د. أحمد المصري على سعادته بالرواية، والتي وصفها بـأنها رواية جديرة بالقراءة ودالة على تميز صاحبها وناطقة بموهبته الواضحة ومبشرة بإبداع مستقبلي يثري السرد الروائي.
وفي نهاية الندوة تحدث الكاتب عن تجربة كتابة الرواية، مشيرا إلى أنه كتبها بانفعال، وإحساس قوي بأحداثها، ومعاناة أبطالها، وهو ما جعلها تتميز بحالة من الصدق، استشعرها كثير من القراء. وأكد على أن المشكلة الوحيدة التي واجهته أثناء الكتابة، كانت في تخوفه من أن يدفع عنوان الرواية القراء إلى تأويل مباشر وسطحي يضر بمضمون الرواية، فزيوس ليس بالضرورة يرمز لشخص بعينه، وإنما قد يكون نظاما بأكمله.

المزيد

ليست هناك تعليقات: