بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

اثلاثاء 21/9/2010م.



ناقدة تونسية ومبدعون سكندريون في مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية



نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية في السابعة والنصف مساء يوم الثلاثاء الموافق 21 سبتمبر لقاءً أدبيا بعنوان


"ناقدة تونسية ومبدعون سكندريون".
وقال الأديب منير عتيبة؛ المشرف على مختبر السرديات، إن الناقدة التونسية كوثر ملاخ ستقدم خلال اللقاء قراءة نقدية في عدد من قصص مبدعي الإسكندرية؛ وهم: خالد السروجي "الحارس"، وسامح بسيوني "فلنقبِّل جميعًا قرابين الطوفان"، وصلاح بكر "البيت الواقع"، ود. عبد الباري خطاب "القبلة الأولى ..... أما بعد".
وأشار عتيبة إلى أن القاصة والشاعرة والناقدة كوثر ملاخ ستقدم قراءتها النقدية للأعمال القصصية للمبدعين السكندريين بشكل تفاعلي عبر شبكة الإنترنت، لافتا إلى أن استضافة المختبر للأدباء العرب تأتي في إطار محاولة مد جسور التلاقي الأدبية بين النقاد والمبدعين ف
ي جميع أنحاء الوطن العربي.


























الحارس
قصة: خالد السروجي

كان حامد المتزوج حديثا , يجلس علي المقهي وفق عادته الصباحية القديمة جدا. يتناول فنجان قهوته مع شيشة المعسل . وعلي المقعد المجاور يجلس الكلب الذي لم يك
ن كلبه, بطريقة تليق بكلب مميز. ويحمل في عنقه ميدالية عليها نقش خاص . وقد عرف حامد أن القرفة باللبن تلائم مزاج الكلب أكثر في الفترة الصباحية فكان يطلبها له مع قهوته.

لم يعرف لماذا أحضروا له هذا الكلب ليقيم عنده , مصحوبا بتحذير بعدم محاولة طرده أو مضايقته. وكان منظره ذاته يغني عن هذا التحذير. واكتشف من اليوم الأول أن هذا الكلب يتمتع بذكاء لا تتمتع به زوجته نفسها.

كانوا قد حددوا بشكل آمر مكان إقامته, فوضعوا له سريرا مناسبا في غرفة النوم بحذاء السرير الكبير. وأوقفوا بحزم اعتراض زوجته علي هذا الاختيار. وعاني هو نفسه من هذا الوضع باستياء وضيق , إذ لاحظ منذ اليوم الأول أن الكلب يراقب بشغف اجتماعه الحميم بزوجته, بينما هو عاجز عن طرده من هذا المكان . ولاحظ أن الكلب كان يزمجر كلما شعر هو بضيق من وجوده..

عندما انتهي من شرب قهوته ,وقام ليلحق بموعد عمله. ركب سيارة أجرة وأجلس الكلب بجانبه . ومما أثار دهشته أيضا أنه منذ المرة الأولي التي ركب فيها الكلب معه وسيلة مواصلات , أن أحدا لم يعترض علي ركوبه. وبعد تفكير عميق أرجع ذلك إلي الميدالية ذات النقش المميز التي في عنقه.

وعند وصوله إلي مقر عمله استقر مباشرة علي مكتبه, بينما قبع الكلب علي مكتب مواجه له , كان رئيس مجلس الإدارة شخصيا قد أمر باعداده له علي وجه السرعة. وأتاح موقع المكتب المواجه تماما للكلب أن يلاحظه بشكل مريح. فكان يثبت نظره عليه دون التفات , وحتي انتهاء مواعيد العمل الرسمية ومصاحبته إلي المنزل. وفي تلك الأثناء لم يكن حامد يفكر سوي في أمور العمل .. فقد تعلم درسا هاما من بعض التجارب السابقة ..ففي أحد الاصباح , بينما يتصفح الجريدة علي المقهي أثناء احتساء قهوته , قرأ عرضا خبرا سياسيا استفزه , فطاف في ذهنه أن بلاده ليست ديموقراطية, بل ولا أمل في أن تكون كذلك في المستقبل القريب. فلم يشعر إلا والكلب قد انقض عليه وعضه في ذراعه.. كانت الإصابة شديدة , مما دفع بأحد رواد المقهي إلي نقله للمستشفي لإسعافه, بينما رافقهما الكلب الذي وجه إليه وهو يتألم نظرات التأنيب القاسية ...
وفي اليوم التالي كان يجلس علي مقعدة الحمام , بينما وقف بجانبه الكلب علي قدميه الخلفيتين متجاوزا رأسه بقامته , وكان يفكر في أن ما تبقي من الراتب لن يغطي مصروف البيت حتي آخر الشهر. فشعر بالحنق , وتردد في نفسه أن اللصوص الرسميين وغير الرسميين لم يتركوا شيئا للناس ليعشوا عيشة كريمة . وفي تلك اللحظة فاجأته العظة الثانية , والتي أكدت له قدرات هذا الكلب غير الاعتيادية ..

بعد ذلك التزم الحذر , ومارس علي نفسه رقابة قاسية فيما يتعلق بمثل هذه الأفكار. فلم يكن راغبا في عضة ثالثة بعد أن خالف القاعدة الذهبية ولدغ من الجحر مرتين ..وكان إذا أتاه خاطر مماثل يمنع نفسه من الاسترسال فيه , ويطرده فورا . فكان الكلب يكتفي في هذه الحالة بنباح خفيف , مصحوب بنظرة رضاء..واكتشف حامد بمرور الوقت أن لهذا الكلب العجيب قدرات أخري بخلاف قراءة أفكاره, إذ كان يتمتع أيضا بالقدرة علي الإيحاء له بأفكار معينة عندما تلتقي نظراتهما.
وبعد فترة لم تطل كثيرا , شعر بالارتياح والتوافق مع الكلب , بعد أن تخلص من جميع الأفكار التي يمكن أن تؤدي للعض.

وذات يوم جاءوا ليأخذوا الكلب , وشكروه علي حسن ضيافته له . ولم يستجيبوا لرجائه بأن يتركوه لديه , حتي بعدما تعهد لهم بأن يعامله كواحد من أفراد الأسرة.
ولم يندهش في الصباح التالي عندما لاحظ أن الناس في الشوارع يمشي كل منهم برفقة كلب , تتدلي من عنقه ميدالية ذات نقش مميز ......

تعليق نقدى بقلم الناقدة التونسية/كوثر ملاخ
تعانق عيناك العنوان فلا يلفتك في البداية خاصة حينما تطالعك شخصية الكلب و تجد العلاقة طبيعية بينهما .فالحراسة مهمة موكلة إلى الكلب منذ بدء الخليقة ..لكنك ما تلبث أن تهتدي إلى أن المبدع قد يكون تعمد وضع عنوان غير لافت للنظر ، فعوض أن يختار عنوانا مثيرا قد يفقد إثارته هذه بعد المضي في قراءة النص ، انتقى عنوانا يدهشك حين تكتشف أن الحارس ليس تذكيرا بالدور الطبيعي للكلب ، إنما هو إضفاء لمعنى خاص و فريد على مفهوم الحراسة وتحديدا يكمن الإختلاف في العهدة الموكلة إليه حتى يحميها.
تفرض علينا القصة للنفاذ إلى بعض عمقها أن نتخذ من الشخصية الرئيسية محورا لقراءتها.... و حتى نحدد معالم هذه الشخصية علينا تتبعها في شبكة من العلاقات ينسجها المبدع أولها علاقة الكلب بحامد و زوجته. فهذا الكلب دخل عليهما عنوة ، فرض عليهما ، أحسا بالنفور منه لأنه يبدو عدوانيا ،نسجل هنا حضور ضمير الجمع الغائب (هم أحضروا...) لعل الفاعل هنا معلوم لذا هو مسكوت عنه: هو العرف أو العادات التي تقضي بضرورة وجود حارس لضمان السلامة ، بل لعله ضمير عائد على السّاسة و لهذا حضرت صيغة الجمع....المفارقة تكمن في قبول حامد للكلب بل في أنه أضحى بمثابة الجلد له يصاحبه في جميع الأنشطة حتى عند خلوته مع زوجته. وهو عريس حديث عهد بالزواج و لذلك دلالة في نظري إذ أن هذا الكلب لا يحضر إلا حينما يؤسس الواحد منا أسرة .......ما الذي يضطر حامدا إلى قبول الحارس ؟ الإجابة تمر عبر المفهوم الجديد للحراسة كما أورده المبدع ...هذا المفهوم يتضح في ما يرفضه الكلب ...أولا يرفض رفض حامد لوجوده ...الحراسة إذن تؤتي أكلها بتجذير عقلية الحارس الذي يحميك حتى من نفسك أو أساسا من نفسك ...رفض الرفض هذا _إن صحت العبارة _يحيل على أن كل سلطة (روحية أو فعلية) تستمد شرعيتها من إيماننا بها و تتوخى لفرض نفسها علينا أسلوب الترهيب من رفضها و يشد أزر هذا المعنى أن الكلب حارس لا ضد الخطر الخارجي بل إنه يحمي حامدا من نفسه ...هناك ثنائية هامة تترجم هذه العلاقة و تشرحها هي فكر حامد و عضة الكلب ...الحارس يحمي الشخصية من الرفض لذلك اسمها حامد ، عليه ألا يكون لاعنا رافضا ساخطا ...يريده الحارس اسما على مسمّى : يرى غياب الديمقراطية و الفساد المتسبب في الفقر فلا يفكر مجرد التفكير في الرفض....الحارس يهتف عبر النص قائلا : "الخطر الوحيد الذي يمكن أن يواجهه الإنسان المعاصر هو انتقاد سلوك أو توجه سياسي في وطنه و لا خطر عليه سوى من ذلك" ...اللصوص ينهبون الوطن و لا يمثلون خطرا بل كشفهم هو الخطر حتى بينك و بين ذاتك لأن هذا هو بذرة نمو الوعي السياسي في الفكر ...والوعي تهمة كبرى. فالمنطق يدعو إذن بأن نخنق بذرة الرفض لنجهض الوعي و نضمن السلامة. هذا هو المجال الذي يعمل فيه الحارس و لسائل أن يتساءل: ماهي وسيلته في الحفاظ على أمن هذا المجال ؟ ...ترد العضة وسيلة ردعية للحامد إذا ما أغواه شيطان الوعي أن ينشط ....و الثابت أن الرفض في القصة كان ثلاث مرات أما العضة فكانت مرتين.. و لعلي لا أعدو الحقيقة حينما أجزم بأن هذا الأمر منطقي في تتابع أحداث القصة لأن رفض حامد لسلطة الكلب و حضورها أمر لا يهدد وجود الكلب فهذا الوجود أضحى أمرا واقعا لذلك اكتفى بالزمجرة ، بينما رفضه لغياب الديمقراطية و للفساد يهدد تهديدا صريحا حامدا قبل بقية الأطراف. بعد أن ينجح الحارس في اتمام مهمته مع حامد يحمل معه شهادة نجاحه وهي تمسك حامد به فيعلمنا الباث بذكاء أن الكلب هو جيل من الكلاب مدربة لتقبر الرفض و هنا تتسع الدائرة لتظهر علاقة جديدة بين الكلاب و بقية سكان المدينة ....هو تدرج في بناء النص من الخاص إلى العام ...من المفرد إلى الجمع ....تدرج أثار في ذهني سؤالا : أي مدينة هذه يعيش أفرادها مسلوبي القدرة و الرغبة في التفكير في سلبيات الوضع ؟ أي أمة هذه يعيش أفرادها جميعهم مصحوبين بحارس يعضّهم إذا ما فكروا في حالهم فما بالك إذا فكروا في تغيير واقعهم بل كيف سيفكرون و هذا الحارس يعوقهم عن مجرد الخاطرة ؟ أدهشنا المبدع خالد السروجي غير أنه لم يندهش كما ذكر على لسان حامد في خاتمة القصة إذ وجد كل فرد في المدينة صار تابعا لرقيب يعضّه ليعظه و هنا لم يعد الكلب يتبع سيده بل صار الكلب سيدا علامته المميزة ميدالية ...يرتقي الكلب الكريم إلى كل من له ميزة الوعي بخطر الوعي. يكتسي الكلب أثواب رموز متعددة لعل أهمها الخشية رديف السلامة...خشية لم تجسد في قصة "الحارس "في ثوب جبن أو خنوع بل اتخذت شكل الحكمة (يبدو هذا في تصوير ذكاء الكلب الخارق ...ذكاء لا تتمتع به الزوجة ،ولم أقرأ في هذا تقليلا من شأن الزوجة بقدر ما قرأت فيه إعلاء لشأن الخشية ،إعلاء لا يجب أن يفهم على أنه ترحيب بها أو دعوة إليها بل على أنها واقع مفروض و موجود كان في التاريخ مسجلا تحت عنوان التقيّة و لازال موجودا في العصر الحديث غير أنه أصبح جهازا منظما بحيث لم تعد مسألة التقية مطروحة للبحث هل هي حكمة أم سلبية بل اعتمدناها بفضل الرقيب أو الحارس فضيلة ..على أننا نشير إلى أن القصة قد تقرأ بمفهوم أوسع فيصبح الكلب كل سلطة تعوقك عن التفكير أو إعمال العقل كالتعصب أو الطائفية أو غيرهما أضف إلى هذا أن للكلب مكانة في المجتمعات الغربية أيضا فننفتح بذلك على استفهام خطير : ما هي حدود العلاقة بين القصة والواقع العربي و ما هو دور المجتمع الغربي في هذه الرقابة ؟ فعلا قصة عميقة في رموزها أجاد فيها المبدع إذ وظف كل رمز في إطار بناء سردي متين و اعتنى بالتفاصيل التي يمكن أن تكون مؤشرات يهتدي بها القارئ ...و إذ أشكره فإني أشكر الله أن الكلب الذي يصاحبني لم يعضني في بعض المواضع الواردة من التحليل.

(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 21 سبتمبر2010م)


























فلنقبِّل جميعاً قرابين الطوفان
قصة: سامح بسيوني

*روح النهر
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
ينظر إليه (روح النهر) بانقباض في حدقتيه.. يؤدي لـ (النهر العطشان) صلاته الحاسمة بأن يوسع سطحه الرقراق تقبيلاً.. تتكثَّف في ذهنه الحقائق..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) يقف..
إلى الشعب العاشق للتقبيل.. الطوفان سيهطل على الأبواب.. سيقلِّع الأشجار والبيوت.. سيمحو البشر..إلا إذا.........................
تقديم القرابين،لا بديل.. روياً لعطش (النهر المقدَّس).. سدَّاً لزحف الطوفان.. الأموال.. الأطفال.. إلا إذا......................................
قبِّلوها قبِّلوها.. القرابين القرابين.. لكل قربان قبلة تنجيه وصاحبه من شبق الطوفان.. وتذكَّروا أن (نهركم المقدس) هو الذي علَّمكم عشق التقبيل.. قبلة مختلفة ستكشف ماهية (الفتاة القربان الأعظم).. وحدها تكفي ليشربها (النهر المقدَّس)، فيُشل الطوفان في مهده.. (قبلة بطعم العدالة) التي لا يرضى بغيرها (نهرنا العظيم).. فليسرد كل من (رؤوس الناس)_ [الأكثر عشقاً للتقبيل من الشعب] _ واقعه في نفسه.. و(روح النهر) مطَّلع على أغوار النفوس.. وليحمل كل منهم اللقب الذي أضفاه عليه (النهر المقدَّس) اشتقاقاً من واقعه.. من ير نفسه ظالماً فليقبِّل.. من ير نفسه مظلوماً يلقي قربانه لـ (النهر المقدس) دون قُبل.. فـ (النهر المقدس) لا تستسيغ مياهه قرابين الظالمين.. لن يقيم (روح لنهر) سدَّاً أمام داره.. لن يعتلي جبلاً.. كونه الروح يعصمه من طوفان الجسد..
*صدى الحياة
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
تنقبض إليه عينا (صدى الحياة).. يئط عرشه تحته.. يرتج.. حياة الشعب لا تحيا إلا بتتويجه عليهم ملكاً!!
صلواته لـ (النهر المقدَّس) وفَّرت له انتزاع العرش.. لكن.... متأخِّراً جداً.. جداً.. جداً.. احتمل رجم الناس له بالحجارة.. إصابته بشلل في رجليه.. لينقذهم من إمبراطورية خالية من لذة التقبيل إلى حكمه العامر بالشفاه المتقابلات.. ظلم (صدى الحياة) الناس بتأخره في انتزاع عرشه، وحرمهم من عظمته طويلاً..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) يقف..
بيدين مائيتين يحمل عرشه.. يقبِّله.. يأتي بولي العهد.. يقبِّله.. زوجاته العشر.. يقبِّلهن.. أولاده الخمسون.. يقبِّلهم.. نقوده.. يقبِّلها.. يقيم سدَّاً حول قصره.... يعلِّي القصر سبعة أدوار.. يقطن الدور الأخير ليعتصم من الماء..
اسم (الفتاة القربان الأعظم ):.........................!!..
*بقايا إمبراطور
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
الخمر يدلقها (بقايا إمبراطور) في حلقه.. يمارس طقس تقبيله لدموعه الذي عشقه منذ حلَّت به الكارثة!!.. لن يندلع طوفانك يا (نهر).. (بقايا إمبراطور) وقد انتزعت منه عرشه وأقعدت أعلاه من لا يستحق يعرف أنك نهر عربيد.. رفضت تحريمه للقبلات على شعبه حتى لا يغرق في شهواتها الساخنة.. لا يعرف (النهر اللعين) الفارق بين إمبراطورية سابقة عفيفة، ومملكة حالية تفك أربطة الشهوة القُبَليَّة.. (هل لازال النهر المقدس يثير في نفسه شبه خشية؟!!)
ظلم (بقايا إمبراطور) نفسه.. إسهال حنيَّته على شعبه أغرقه في اغتصاب العرش منه..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) يقف..
يحمل أطفاله الستة.. قبلات ست.. زوجاته الثلاث.. قبلات ثلاث.. لا مال له.. لا دار.. يحفر في العراء.. يغرس فيها جسده عدا رأسه البارز.. الصخرة الملساء غطاءاً.. يراهن على دفن نفسه إن هاج طوفان (النهر اللعين) مبرهناً على صدقه غير المألوف..
اسم (الفتاة القربان الأعظم ):.........................!!..
*أصحاب الوجوه الشنيعة
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
(وجه شنيع) منهم غسله (النهر المقدَّس) من سرقة القبلات إلى وزارة الأمانة القُبليِّة في الحكم الملكي الحالي.. (وجه شنيع) آخر عاد إلى صلاته لـ (النهر المقدس) بعد انقطاع حجَّر شفتيه، فأثابه بوزارة الشعائر الروحية.. (وجه شنيع) آخر.. وآخر.. وآخر......... كل (أصحاب الوجوه الشنيعة) _ المنبوذين سلفاً في العهد الإمبراطوري _ قلَّدهم (النهر المقدس) وزارات العهد الملكي.. لكن الملك يهددهم بتأييد من حاشيته بخلعهم منها إن كفُّوا عن هتك البيوت والأعراض، لدعم أركان عرشه.. يشويهم بعذاب أبشع من وجوههم!!.. ظلم (أصحاب الوجوه الشنيعة) ملكهم بمعارضتهم تنفيذ أوامره..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) يقفون..
يحملون الشارات الذهبية لوزاراتهم.. كل (وجه شنيع) يقبِّل شارة وزارته.. نقودهم.. كل (وجه شنيع) يقبِّل نقوده.. رفيقاتهم.. كل (وجه شنيع) يقبِّل رفيقته.. يدخلون المنفى الصلبي مع (أولاد الحرام).. أحبَّ إليهم من نهم الطوفان..
اسم (الفتاة القربان الأعظم ):.........................!!..
*سيف الكون
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
يعلم الجميع أن (سيف الكون) هو المقاتل الأعظم.. أي سلاح في يده هو أداة لرحمة أعدائه من أطرافه الأربعة مجرَّدة، وشفتيه الصلبتين اللتين أذاق بهما الكثيرين طعم (قبلة الموت).. وهبه (النهر المقدَّس) القوة القاصمة لصلاته بإصرار شفتيه.. حوَّله إلى معاون للملك ساعده في تخليص عرشه بعد أن كان قاطع طرق.. راح الملك يهرس الفقراء _هو ووزراؤه_ بساعد (سيف الكون) الذي لم يقطع طريق فقير في الماضي.. بطن (سيف الكون) التي لا يمتلئ خواؤها تصرخ فيه بأوجاع لا تنتهي.. ُتؤَجِّرهُ إلى من يملك غذائها، ليملأ جزءًا ضئيلا منها، يقيم شيئاً من سواعده، فطول الجوع سيميته فوراً.. ظلم (سيف الكون) قوته بإخضاعها لمن يطعِم..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) يقف..
يحمل سيفه الوحيد الذي رحم به أعداءه من أطرافهم كثيراً.. لا يستطيع تخيل صيرورته قرباناً.. شفتاه تمتنعان عن تقبيله.. تدفع يد خفية رأسه من داخله.. تطبق شفتاه على الحدِّ المسنون.. تسيح دماء شفتيه تغسل السيف.. يقبله سيفه قبلة أكثر دموية.. بطنه تنشق.. موت بطوفان دمه المندلع خير من موت بطوفان آسن..
اسم (الفتاة القربان الأعظم ):.........................!!..
*طعم الليل
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
منذ غسل لها (النهر المقدس) ساقيها، رآهما (طعم الليل).. صارت كونه اللانهائي.. طوال الليل يناجي شبَّاكها المغَّلق.. يحدو بغنائه غرامها.. ترفض قبلته التي يتوق إليها أكثر من توقان (النهر المقدَّس) لطوفانه.. يهري يديه وثنايا جسده تقبيلاً باستمرار فظيع.. هو الخبير في فنون التقبيل!!.. ظلم (طعم الليل) قلبه إذ أحب بلا أمل..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) لا يقف..
تنتظر شفتاه ملاقاة شفتيها الناعمتين.. هي قربانه الذي لا يملك غير حبه..
*شفاه سكَّر
1 ـ النهر العطشان:
زئير (النهر المقدًّس) يمور.. يستفحل..
(شفاه سكَّر) بشفتيها المكتنزتين.. مطليتين بأنين العشق الأحمر.. إحداهما صناعية.. أكل الحقيقية قاطع الطرق اللعين.. قرض بأنيابه الشبقة لحم شفتها السفلى، بعدما قرضت هي قلبه بسنياتها اللؤلؤية، مستلذه بطعمه وطعوم قلوب أخرى..
ذلك المجنون بها لا يعلم أنها ترفض أن يطفئ شفتيها بقبلته لخوفها من كشف زيف شفتها السفلى.. ينتشي سحرها المجمَّل بهيامه الغيبوبي اليائس تحت شباكها، الذي تُحكم إقفاله إن لمس أذنيها حثيثه.. تتمنى لانهائية الليل ليستمر غناؤه مضخِّماً حلاوتها التي لن يخدشها نقص شفة واحدة، رغم أنها تحرمها متعة التقبيل الذي ينشيها مزيناً فتنتها في القلوب والعقول!!.. حتى لو كانت تلك المتعة تنقلب لهيباً يحرق مقبِّليها ومريدي تقبيلها، ويذيب عقولهم في أبشع جنون..
تغسل في (النهر المقدَّس) ساقيها.. يعشقها (النهر المقدَّس).. ينبض بها قلبه وكيانه.. ينتصب لها ظهره الرقراق إذا انعكست عليه صورتها أو لامس جريانه اللامع أضواء سمانتيها.. لا يعنيها حب (النهر المقدس) بأكمله لها طالما لن يوفيها متعة قبلة واحدة!!..
ظلمتها شفتها الحقيقية.. كانت أطرى من احتمال التقبيل المحتوم..
2 ـ خطر الطوفان:
في (المحفل) لا تقف..
مظلومة هي.. لن تقبِّل إخوتها الصغار.. لن تقبِّل القلوب التي دهستها.. نعم، يجب أن تكون مظلومة.. أي قبلة ستنزع شفتها الضعيفة.. الفضيحة!!.. لكن... (النهر المقدًَّس).........!!
*الفتاة القربان الأعظم
في اندفاعة (طعم الليل) وقبلته المعنَّفة لـ (شفاة سكَّر)..... كان يقبَّل المحبوبة اكثر من القربان.. اقشعرت أعين الناس.. احدودبت.. بين أسنانه شفتها السفلى الزائفة.........
نعم.. هذه هي (قبلة بطعم العدالة)!!
عرف (روح النهر) اسم (الفتاة القربان الأعظم)..
أيقنه من تضاعف زئير (النهر المقدَّس).. فورانه الحامي..
احتضانها بمياهه: الوحيد الذي سيعقر ظمؤه..
*...........................
في (المحفل) يقفون..
(طعم الليل) ساتر أمامها.. لن يدعها تحلُّ قرباناً ولو أهلك الطوفان العالمين.. (صدى الحياة) يأمره.. (أصحاب الوجوه الشنيعة) يهددونه.. (سيف الكون) يسبح في دمائه مصوباً إليه سيفه، متمسكاً بأنقاض حياة.. (بقايا إمبراطور) يزكي ضحكاته بجرعات خمره.. (شفاة سكَّر) تتعثَّر كليماتها في دموعها.. (روح النهر) يتأمل المشهد السقيم.. راح الجميع يقبلون الهواء في ضياع فتتصادم قبلاتهم في الفراغ وتعلو أصوات ارتطامها..
أبى (النهر المقدس) إلا أن يقبل (الفتاة القربان الأعظم)..
(النهر المقدَّس) يلتهب زئيره.. يتعاظم ظهره الرقراق.. يزحف لسانه المائي خارج مجراه المرسوم على هيئة شفتين عملاقتين.. يـ...............................................................................................

تعليق نقدى بقلم الناقدة التونسية/كوثر ملاخ


تكفي قراءة أولى لقصة المبدع سامح البسيوني لتلاحظ أن أهم سمة تسمها هي التجديد الذي وضح في استحداثه لشكل متميز و مضمون طريف 1) على مستوى الشكل : أخضع المبدع القصة إلى نوعين من التبويب : أ) تبويب خارجي بدا في إسناد عنوان لكل مقطع سردي، و إخضاع كل مقطع إلى عنوانين فرعيين ثابتين هما " النهر العطشان " و " خطر الطوفان (نستثني هنا المقطع الأخير الذي جاء خاتمة للقصة فخلا من هذين الفرعين)...... ب ) تبويب داخلي يربط هذه العناصر حتى لا تبدو متنافرة .و من مظاهر هذا النوع أن يختم المبدع كل مقطع وارد تحت عنوان النهر العطشان بإقرار من المظلوم و ما هو وجه الظلم المسلط عليه في حين تنتهي بعض مواضع خطر الطوفان باسم الفتاة القربان الأعظم و كأن العبارة توقيع و إمضاء يحذر عبره القارئ من عدم اكتشاف اسم الفتاة أو يذكره بضرورة التعرف عليه...نجد في هذا السياق تكرارا لبعض العبارات مثل ّ زئير النهر يستفحل " أو "في المحفل يقف " ...هو تكرار جعله الكاتب وسيلة تربط بين العناصر و تؤكد بعض المعاني و تذكر بأخرى 2) على مستوى المضامين : بين ثنايا القصة تنام إشكاليات تهدهدها يد الكاتب بالتصريح مرة وبالتلميح والرمز أخرى .و لعل أول ما يلفتك فيها حضور الإنسان بمختلف أبعاده روحا و جسدا ، خيرا و شرا فالقصة زاخرة بتجارب عشق كثيرة : ترى العشق الصوفي ، عشق الجسد ، عشق الروح ....فتصبح القصة دراسة في هذه الضروب يستنتج منها القارئ مدى إسهام كل ضرب في سمو الفرد أو في انحطاطه بحسب النوع المستهلك ...على أننا لا نشعر بثقل الدراسة رغم تعمق المبدع فيها ،و ذلك لأنها معروضة في شكل سردي يحتوي تجارب كان فيها الحب بلا أمل ينتهي أو يبدأ بالظفر بالمحبوبة (قصة عشق طعم الليل و شفاه السكر ) فتجلى مدى إسهام العشق في سعادة الإنسان أو شقائه و كل هذا يعكس بلا شك تمجيدا للعشق وجعله ضرورة لاستمرار الحياة ...و كثيرا ما اقترن العشق هنا بمفهوم القداسة بل تجاوزه الكاتب ليعرض مسألة النسب ( الأبناء الشرعيون و أبناء الخطيئة ) و يستوقفك هنا حدث بسيط غير أنه دال فولي العهد يقبل الزوجات العشر و الأبناء الشرعيين بينما تجده في "أصحاب الوجوه الشنيعة يكتفي بتقبيل الأبناء غير الشرعيين فلا تلبث أن تقرأ بين السطور أن المتعة و إن حضرت في العلاقتين الآثمة و الشرعية تختلف في موقفنا منها و أن الفرد ينفر بصفة تكاد تكون فطرية من الخطيئة يمكن عموما الإقرار بأن الشخصيات على تعددها و اختلاف خصائصها في هذه القصة تحيل في جملتها على مفرد هو الإنسان في مختلف أبعاده و بمختلف تناقضاته ، بل أيضا تعكس نظرة لسلم أخلاقي و لمواقف من تجربته الوجودية كموقفه من العدل و الظلم فتلمح عدا ما هو شائع عن نور العدل و قساوة الظلم نماذج لا تعد طلبتها في الحياة العدالة بقدر ما ترمي إلى البرهنة على ظلم الغير لها حتى يقبل النهر المقدس قربانها .وكأننا بصوت خفي في النص يصرح بأن مأساة الإنسان تبدأ في أنه يعتبر نفسه مطالبا لا بإثبات عدله بل بأنه ضحية ظلم الآخرين له هي لعمري قضية لا بد من الوقوف عندها طويلا وقفة متأمل يحاسب نفسه لا غيره. صحيح أن كل هذه القضايا تبقى رهينة تأويل القارئ لها و تعد لذلك ذاتية و نسبية .غير أن الأكيد أن معالجة المبدع للقضايا السياسية جلية واضحة المعالم بل و متكاملة العناصر ....المبدع أرّخ هنا في أسلوب حكائي لمسألة السلطة و العرش ....فتجد الإمبراطورية العفيفة ،امبراطورية عفا عهدها و عوضتها مملكة آثمة . و إن حاولنا تطبيق هذا العرض على التاريخ لجاز لنا أن نرى صورة الدولة الإسلامية المشرقة و إن كان الخليفة مفرد ا فيها و تباينها مع الدولة الحديثة التي حضرت فيها وزارات أطلق عليها المبدع أسماء غاية في السمو (وزارة الأمانة القبلية ، وزارة الشعائر الروحية ....) ولكنهافي الواقع مجرد هياكل لا تعكس تسمياتها طبيعة القائمين عليها فهم أصحاب الوجوه الشنيعة ...حاشية المملكة الآثمة القصة مغرقة في الرمز و الرمز مغرق في العمق و لعل أكثر الرموز التي تفوق فيها المبدع رمز شفة السكر ...يحيل على حضارة فقدت شفتها الطبيعية ،فأصبحت صناعية مزيفة و فقدت بذلك متعتها الكاملة كما يفقد الإنسان ما هو فيه فطري فتصبح سعادته مستحيلة لفقدانه الروح التي بها ينهل من هذه السعادة.الطوفان مفهوم آخر قدمه المبدع بمعنى مختلف ...إنك لا ترى في الطوفان خطرا أو عقابا كما حدث في قصة سيدنا نوح عليه السلام بل هو طوفان متعة قد يكون هو الآخر رمزا لثورة تهدف إلى الإرتقاء بالذات الإنسانية و تنقيتها مما يشوبها و من هنا جاء العنوان دعوة لتقبل القرابين واضحة دون شك فرادة مضامين القصة غير أننا نسجل أن المبدع اعتمد بنية شديدة التعقيد ..بنية نراها سلاحا ذا حدين فهي تدفع القارئ إلى إعمال العقل فينشط بفضلها ذهنه غير أنها قد تشتت ذهنه و تجعله يتوه أحيانا عن المعنى و المغزى لكثافة الرموز وعدم وضوح العلاقة بينها أحيانا مما يجعل القصة منضوية تحت أدب النخبة .

(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 21 سبتمبر2010م






















القبلة الأولى ..... أما بعد
قصة: د.عبدالبارى خطاب


قال صاحبى : سأعرفك اليوم على نادى الارامل ... ذهبنا بالسيارة الى الابراهيمية , فى انتظار صديقته... دلفت اليها , قبلته وألقت الى بالتحية .
صديقته سمراء مثل كوب خروب منعش , معطر بالعنبر المرح وحلو الحديث والقفشات والنكات ....
وصلنا الى زيزنيا فى انتظار نانى هانم , هكذا قال صاحبى ... اشرقت مع همسات الغروب , فرنسية القوام والعطر والرنين , وكأنها من قصر لويس الالف عشر , شقراء كذهب بندقى وقت الاصيل , جلست بجوارى , ارسلت قبلاتها تعطر الهواء لصاحبى وصديقته , تعارفنا فألقت بكلمة اهلا , رددت عليها بهمهمة , لو جمعت حروفها , اعتقد ستكون اهلا بك ....
على باب فيلاتها بشاطىء المعمورة , وقفت سيدة انيقة , تستقبلنا بحفاوة وترحاب , انها كريمة هانم , سيدة مجتمع من الطراز الراقى , تخبرك بهذا اناقتها وذوق كل قطعة فى مسكنها , ودفىء حضن استقبالها لاصدقائها , حيث اصبحت واحدا منهم فور هبوطى من السيارة , يؤكد لى هذا ضغطة رقيقة من اناملها وقت تشابك الايدى بالسلام .
وثيرة هى المقاعد الملتفة حول منضدة عليها خيرات الارض والسماء , فى تنسيق بديع مثل حديقة يابانية , تعزف سيمفونية شهية ..
جلست بجانب صديقى , التمس منه الدعم , وفى مواجهتى الاخريات من هوانم نادى الارامل , كما يطلقن هن على انفسهن , مصحوبة دائما برنين ضحكات .. تعنى منتهى الحرية .
مع حلو الف صنف من الطعام , صغيرة قطعه , حلوة المذاق وضحكات القلوب ذات الظلال الحزينة , رغم زينتها الظاهرية ...تغنى الحديث بكلمات الاغانى والحانها , تبادلن الغناء ... احسست بصدى الكلمات فى قلوب الارامل وانعكاسها على حمرة نشوة الوجوه ,على وهج عيون تغلفها دمعة حائرة مابين الذهاب والاياب , دمعة مثل نجمة صيفية فى سماء غاب قمرها , تهمس ثم تخنقها العبرات , لتعاود الهمس من خلف سحابة الذكريات ...
استأذنت للذهاب للحمام , قامت نانى هانم لتساعدنى فى معرفة الطريق .... انتظرتنى بالمنشفة كجارية من الف ليلة احضرتها الجان ..... فاجأتنى بأوراق وردها الاحمر على شفتى ودخولها فى مملكة احضانى مثل الراقصة الهندية ذات الالف ذراع .... اناملها تدغدغ عنقى والرأس , يداها تسحب ذراعى لتطوقها كسوار , الف يد تفتح ازرار قميصى , وأخرى تمرح فى غابة صدرى , ومثلها تتمسح بظهرى كقطة اوحشها الفراق .......
أسلمت الروح لبارئها , وكأنى فى نفق الضوء الواصل بين عالمين .....حشود من البشر تتجمع من اليمين , فاغرة الفاه , متسعة الاحداق , عرفت منهم أبى وأمى وأساتذتى منذ روضة الاطفال . وفى اليسار حشد اخر من القساوسة والشيوخ والرهبان , خلف السباب , بعمائمهم متعددة الاشكال والالوان . ومن بعيد خيول فرنسية تثير خلفها زعابيب غبار , تحمل سيوفا تفتك بالهواء ....
أفقت على صوتها المذبوح يقول " يخرب بيت اهلك " ...لملمت انفاسى وساعدتنى فى غلق المفتوح والمفضوح , وقادتنى أسيرا وسط سعادة العيون , وكأنه قد تحقق المراد ......
جلست باقى السهرة بجانبى , بداخلى , فضاعت منى كلمات الاغانى والالحان , وسط صوت طبل افريقى يضرب شديدا بداخلى , تهتز معه اوتار القلب والوجدان ..........
ودعتنا صاحبة الدار بنفس طريقتها فى الترحاب , واختصتنى بضمة الى حضنها , لا أدرى ان كانت تهنئة ام مواساة ....
سارت بنا السيارة على الكورنش , والبحر فى هياج , ورذاذ المطر الخفيف تحول الى شلال هابط من السماء , يغلق علينا الطريق , فلا فكاك .... مع توقف السيلرة , تحركت القطة الناعسة فى دفىء صدرى , فأيقظت الراقصة الهندية من سبات ... امسكت وجهى بكلتا يديها وشدته الهوينا لتتقابل الشفاه , يدور بينهما حديث ناعم بأبجدية الهمسات , ثم يرتفع الايقاع فتطاير الفراشات , لتحملنى من جديد الى نفق الضوء الواصل بين الحيوات ... اتنسم روائح الجنة وثمارها , احس لهيب النار وفحيحها , ارى آدم وحواء هابطان من السماء متعانقان ... يعود لى الوعى على صوت جملتها الشهيرة ... ومن بعدها كلمتان , آمرتان , وصلنا , انزل ...
هبطت من السيلرة مسحوبا بيدها , مصحوبا بكلمات وداع ... لاأدرى وصلنا الى اين ؟ وكيف وصل بنا المطاف ...
فتحت الباب , اضاءت نورا , يتعاقب مع اضائته انوار ... وكأنه نفق الضوء يسير بنا الى غرفة نومها فرنسية الطراز ....
رحبت بى بطريقتها مع تغير الايقاعات , فالراقصة الهندية بعد عزف المزمار , رقصت على دفوف شرقية , ثم فرنسية النغمات ... لم اشعر هنا بغير لهيب النار وألوانها الزرقاء والبيضاء والحمراء ..... فأخذت اضرب بسيفى مستمتعا بالانين والآهات ....


تعليق نقدى بقلم الناقدة التونسية/كوثر ملاخ
إن ذوق المستقبل يشترط حتى يشبع نهمه من المتعة عدة مقاييس خاصة بكل قارئ و من أهم ما يحدد متعة القراءة عندي صعوبة محاصرة ما ورد في الأثر صعوبة تقترن بتزاحم المعاني التي توحي بها القصة بحيث ترسلك إلى عوالم تحلق فيها و تستمتع بها دون حد و لكنك لا تحسن ترجمة متعتك و لا وصفها. هذه بعض مظاهر الحالة التي عشتها و أنا أقرأ القبلة الأولى للدكتورعبد الباري خطاب.القبلة الأولى قصة جمعت بين ثراء المضامين و تنوع الرموز و نسيج من العلاقات حاكها المبدع ليحلق بنا عبر سماوات مختلفة و متباينة, لكن العجيب أنها غير متنافرة فتجد القراءة تقودك إلى أخرى تكملها و تعضدها. الحدث الممهد لدخول عالم القبلة هو دعوة الصديق للراوي إلى نادي الأرامل.....لم اختار المبدع الأرامل بالذات ؟ لأن الدمعة فيه "نجمة صيفية في سماء غاب قمرها "على حد تعبيره "دمعة حائرة بين الذهاب و الإياب "و القبلة هنا "كقطة أوحشها الفراق "...النشوة مقترنة بالألم...إذن لا نجد النادي هنا مكانا واقعيا بقدر ما هو رمز للفقدان و للشوق إلى اللقاء ، فقدان سببه غياب توأم الروح, و لئن عمد الكاتب إلى الإيهام بواقعية المكان (حضور الإبراهمية ، زيزينيا ،شاطئ المعمورة ،نادي الأرامل ) فإن الدعوة تبدو في الأصل دعوة الروح إلى البحث عن توأمها ، عمن يكمل ذاته و يكون مثله روحا, أرملة فقدت و حنت و تاقت إلى تعويض وضع مأسوي (حرمان الأرملة من المتعة و الأنس ) إلى وضع فيه انصهار الذات مع ذات أخرى . هذا التعبير عن الذات الإنسانية مطلقا يوازيه تعبير آخر عن الحضارات الإنسانية فنجد "حديقة يابانية و راقصة هندية و دفوفا شرقية , و نغمات فرنسية..." هذه المزاوجة بين معجم الفن و أسماء الحضارات و حضور الحديقة تبرز قناة التفاعل الثقافي و روعته و ما يوفر للإنسان من اكتمال المتعة ,,, غير أننا نجد في المقابل الكاتب يحيل على علاقات صراع حضاري مجسدا في الغزو الفرنسي ..و كأ ننا به يهمس : إن أرقى مظاهر التلاقح الحضاري هي مجال الروح و إن أدنى مظاهره السياسة و الاستعمار فيقدم بذلك لقارئه على طبق من ذهب مفتاح التفتح الإيجابي على حضارة الآخر. إن القراءات المتعددة التي تفرض نفسها على كل قارئ يمكن محاولة محاصرتها بمفهوم يؤلف بينها هو القبلة ...من خصائص القبلة متعة عذارتها لأنها لم تستهلك بعد ، هي القبلة الأولى بين آدم و حواء ، لا يجب إذن دخول عالم النص بالمفهوم المتداول عن القبلة تلك التي ابتذلت لأنها تنبع من الجسد و ترضيه بل هي قبلة السمو بالجسد إلى عالم ذوبان روح في روح أخرى ...قبلة كانت بدايتها مباغتة ، فاجأت البطل الراوي و المبادرة فيها كانت لحواء ، هي المرأة تدعوك لتطلعك على عوالم السحر ، هي الوطن الذي يغريك بشهده و يدفعك إلى أن ترتشف منه ...لو أضفنا إلى هذا عنصرا أرى ضرورة التذكير به في هذا الموضع و هو أن هذه المرأة أرملة لخرجنا من ذلك بأن المرأة تضحي رمزا للوعة الموت فتستحيل القبلة نداء للحياة ... هي دعوة الوطن الذي فقد الكثير من أبنائه كل حر حتى يجدد عبره طاقته و يعوض ما خسره. القبلة في البداية وسيلة للقاء ، بعدها تصبح غاية في ذاتها هي الدخول إلى عالم السمو ، عالم يصل بين عالمين : الواقع و الخيال ، الجسد و الروح ، المادة و المشاعر ,,,تختلف التسميات لكن المسمى واحد ...القبلة منفذ لتاريخ خاص (الأب ، الأم ، الأساتذة و الطفولة ) تاريخ أهل اليمين تاريخ ولادة و مجد و أمن و بناء ، و هي في الآن ذاته منفذ لتاريخ عام (رجال الدين و الخيول الفرنسية ...)تاريخ أهل اليسار و الحرب و الصراع ....القبلة صيغة لقراءة تأليفية لتاريخ الإنسان في حفاظه على المقدس و التراث و مواجهته تحديات الحاضر وإغراءات حضارة الآخر...القبلة أخيرا و ليس آخرا نعمة تصلنا بالعالم العلوي بعد أن نسلم الروح كما يقول المبدع إلى بارئهاإن القصة محيرة فعلا فمكانها و زمانها و صورة الإنسان فيها و قبلتها و فعلها البشري و احتفاؤها بمتعة الحس و الشعور كله يبدو محددا واضحا و في الآن ذاته مطلقا و غامضا و من هنا تأتي مشاركتنا دون أن نشعر في سحر القبلة التي لا تعلم أين و لا كيف نصنفها. أختم بملاحظة حول الأنثى الحاضرة في قصة القبلة : هي السمراء و الشقراء و تستوقفني شخصية كريمة هانم التي اعتنى المبدع بوصف لحظة اللقاء (تشابك الأيدي بسلام ) و لحظة الوداع (ضمة لا يدري تهنئة أم مواساة) لنقول إن اللقاء حتمي بين الرجل و المرأة لإقرار السلام ، حتمي بين الحضارات و مشروط بالأمن و المصافحة علامة على التوحد غير أننا نستشرف المستقبل مع المبدع ماذا بعد القبلة فلا نعرف هل أن اللقاء في كل الحالات هزيمة نتقبل عليها التعازي أم أنه فرح و نصر؟ يبقى السؤال معلقا على جدار الغيب غير أنه من الواضح أن الاطلاع على هذا الصنف من الأدب حتمي حتمية القبلة و اللقاء لما فيه من نقل الروح إلى عالم بين عالمين لطالما تاق إليه الإنسان من وراء الكتابة و القراءة و لا شك في أن من قبل هذا النص لا يمكنه أن يقف عند حدود القبلة الأولى لما يكتشفه من أبعاد تتجدد مع كل قراءة ....هذا هو الابداع الذي عودنا عليه المبدع الدكتور عبدالبارى خطاب.
(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 21 سبتمبر2010م)
























البيت الواقع
قصة: صلاح بكر

أغلقت سماعة الهاتف، والعبارة عالقة بأذني:
ـ ... البيت وقع
تركت العمل، وزملائي الذين يكرهونني. خطواتي تدفعني للوقوف أمام البيت.
أبحث تحت أنقاض البيت عن جثث، أشلاء.. الأصوات تخرج من الغرف. الغرف أعرفها، وتعرفني. أغوص بنظري إلى الحنايا.. كنت أختبيء بداخلها أثناء خروجي من المدرسة، والعاصفة الصوتية تطاردني:
ـ ... يا بليد الفصل، انشالله (.......) العصر
هاجس يحدثني: " لابد من سقوط البيت "
يتعلق نظري بالدور الأول، يسكنه الفرارجي، سارق الفراخ، أعرفه جيداً.
كنت أصعد ليلاً لأتمم على الدجاج، فوق السطوح. عندما صعدت البارحة، وجدت أبواب العشة مفتوحة، وأمه تلقي الماء المغلي المخلوط بالريش قائلةً :
ـ اطلع يا ولا يا سيد علشان ترُم عضمك
وجدت الحزن يرسم خريطة للشقاء بداخلي.
الدور الثاني تسكنه نورا، أول من ارتدت البنطلون الـ ( هيلانكا ).. يبرز مؤخرتها.
أخذت تتراقص على أنغام الـ ( موبايل ) و تقلد فتيات الـ ( كليبات ).
الدور الثالث، ابن عمي الفوقاني السيد. أخوه الكبير كان يقرأ الكتب السوداء، وشمس المعارف، الكتاب الأسود على ضوء الشموع، حتى أمسكت النيران بطرف جلبابه. أخذ يجري بالشارع و النيران تزداد اشتعالاً. نغلق الأبواب والنوافذ؛ حتى لا تتسرب داخل غرفتنا.
وجدت الواجهة القديمة تنظر إلىّ بحزن، وتسقط أمامي منهارة، وأصوات الجيران تأتيني من خلال الأحجار.أبحث عن غرفتي، غارقة في الصمت .. أصابني الفزع.. أترنح، أشعر بسقوط جسدي أمام البيت الواقع.

تعليق نقدى بقلم الناقدة التونسية/كوثر ملاخ
أول ما يطالعك في القصة عبارة تعلق بأسماعنا :البيت وقع ....تقع معه قلوبنا و نواصل الدرب لنعرف ..فنرى يما زاخرا و في عمقه نلمح أن البيت الواقع لا يمثل سقوط بيت و إن كان هذا ظاهر المعنى ...ترى واقعا واقعا بمعنى حاصلا ومفروضا على الكل و ترى واقعا واقعا بمعنى الانهيار والسقوط. نجد تدرجا في البنية السردية مقنعا ...أما عن مقومات السرد فهي* _ الراوي هو هنا راو غير محايد بمعنى هو شخصية فاعلة في النص متفاعلة مع أحداثه و بما أن الفعل و التفاعل سلبيان فيهما اكتفاء بالتسجيل و المشاهدة فقد خطر بذهني أن هذا الراوي ليس سوى المواطن العربي اليوم و قد يكون هذا من أسباب انهيار البيت*_الزمن :نسجل عودة إلى الوراء أو استرجاعا للماضي و عموما هما زمنان :الماضي و الحاضر. وغياب المستقبل منطقي بعد سقوط البيت فلا مستقبل للأنقاض*_ المكان و الشخصيات : لا يمكن الفصل بينهما لأننا نشعر أنهما لدى المبدع في القصة وحدة لا تتجزأ...عموما تتوزع الأمكنة إلى نوعين :-مكان ثانوي : مقر عمل الراوي و المدرسة ....المشترك بينهما أن الفضاء يحيد عما أعد له فمقر عمل السارد يخيم عليه الكره و التباغض رغم أنه فضاء معد افتراضا للتعاون و الوحدة ...بالمثل المدرسة في المتعارف عليه فضاء للمعرفة و تجدذير السلوك الحضاري و تنمية الشخصية بتدعيم الثقة في النفس تصبح هنا مجالا للعنف (عبارته عاصفة صوتية) و مسرحا يهتز على ركحه اعتداد الفرد بنفسه و بذكائه (عبارة يا بليد الفصل). ...و قد يكون هذا من أسباب انهيار البيت..أما عن المكان الرئيسي فهو واحد البيت : تمر صورته عبر زمنين ما قبل السقوط و ما بعده أو أثناءه ...و قد بدأ المبدع بوصف المرحلة الثانية الحاضر و يختص البيت هنا بانتشار الجثث و بحزن يخيم على الواجهة القديمة و بغرفة غارقة في الصمت يبحث عنها فلا يجدها... المكان معهود خبره الراوي و خبر هو الراوي ...البيت هنا دون شك هو الوطن و الوطن العربي تحديدا , كلاهما حضن يحتويك و يؤويك ، تستقر به و عليه ...كلاهما واجهته القديمة حزنت ثم انهارت ، تراثنا مقومات أصالتنا ما يعد بصمة الإبهام التي تعرفنا و تروي تاريخنا تئن من التناسي و التلاشي و الضياع ...يسقط البيت أو الوطن مخلفا أشلاء و ضحايا بشرية و هو ما يحدث في غرف بيتنا العربي في فلسطين و العراق و غيرهما حروب لا يكون ضحاياها سوى سكان البيت العربي وفي المقابل كل الغرف يلفها الصمت...و قد يكون هذا من أسباب انهيار البيتأما قبل وقوع البيت يعد هذا البيت في ذاته واجهة تعرض نماذج من المجتمع ...العمارة عبارة عن ثلاثة طوابق و السطوح كل طابق لا تربطه بغيره علاقة فيم عدا الدور الأول و السطوح الرابط هذا الفرارجي على حد تعبير المبدع سارق فراخ لذلك نجده في علاقة مع السطوح حيث الفراخ رأيت في هذا تعبيرا عن طبقة دنيا (الدور الاول) تعيش الحرمان فتقتات من التسلق و نهب خيرات الأثرياء... علاقة صراع طبقي سببه الحرمان ووسيلته الانحراف لسد النقص و قد يكون هذا من أسباب وقوع البيت ....في الطابق الثاني نموذج لشباب اليوم في زيه و اهتماماته و فراغه من غذاء فعلي للروح تجسده نور التي أعادتني إلى الواجهة القديمة مرغمة ففهمت لماذا تئن الواجهة ...الواجهة هي الأصالة التي أضعنا جذورها ونور هي المعاصرة التي احتسينا حتى الثمالة قشورها (الموبايلات والكلبيبات والهيلانكا ....) ولعل هذا من أسباب وقوع البيت....الطابق الثالث يسكن فيه السيد نموذج للمثقف الذي يستهلك و يجتر الكتاب دخيلا كان أم أصيلا ...النيران تمسك بجلبابه ...الشموع فيها إحالة على بدائية الوسيلة المستعملة في المعرفة و الجلباب فكر عربي يقبل على الدخيل عليه دون أن يهيء له الأرضية الملائمة فيحسن استغلاله لذلك كان العلم وبالا عليه و لذلك حاول البعض غلق المعابر حتى لا تتسرب الكتب السوداء و دخان الحريق إلى الغرف الأصيلة...بحدث واحد (الحريق ) و شخصية واحدة (السيد) أرى المبدع وفق في اختزال مواقفنا في التعامل مع الحضارة الغربية بين رفضها و قبولها... إن البنية الحكائية في القصة بسيطة و موظفة لخدمة قضايا مصيرية للذات العربية و ما تواجهه من إشكاليات في عصر العولمة غير أننا نشعر بالحرج من الخاتمة فالمبدع يختم بشعوره بسقوط جسده أمام البيت الواقع , شعور فزع حد الترنح و في عبارة سابقة يقول أن "هاجسا يهتف لا لبد من سقوط البيت " تصبح القصة صيحة تحذير إذا ما أفرغنا لا بد مما تحمله من معنى الضرورة و نقرأها تبعا لذلك على أنها عبارة شرطية :إن لم يصلح وضع البيت فهو واقع لا محالة ...هذه القراءة نأنس لها تأويلا و افتراضا حتى لا نحبط ذواتنا غير أن واقع القصة لا يبرز مطلقا صوتا يخرج من صمت غرفة ليعطينا أملا في ترميم البيت أو إعادة بنائه ..قد يكون صوت المبدع ذاته و قصته البيت الواقع صوت حر يبث فينا الوعي بخطورة ما يحدث فيكون الوعي بالخطر في ذاته أملا في عدم الوقوع ومنطلقا للنتفكير في سلامتنا و نهضتنا وإذ نسجل النفس التشاؤمي الذي لف القصة فإننا نأمل أن يطل علينا المبدع برائعة أخرى يعنونها البيت الصامد ضد الوقوع أو ما يشبه هذا العنوان ..


(مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية 21 سبتمبر2010م)











هناك تعليقان (2):

دادوحســــــــــــين يقول...

الله

دادوحســــــــــــين يقول...

..لا شيء يضاهي فكر العقل حين يغمد حروفه منتقاه .بقصعات الروح ترتشف حرف حرف .. فترتوى بلا حد ولا تحمد الثماله لأنه لم يناولها المبتغى من الرواه . فالسرد قاص والوعاء يتندر الضوضاء فلا يتحمل جوفه تراقص جنائن الافراح من فرط السكب جزال ! مالك ولسحر انفض مايعتليك من غبار وتنفس الصعداء هذا وصل السرد يحبوك بعيده قد جاء لا يتنصل مجافاة القلم اذ يكفله والورق محاباة ! عرابه ....تقف بوجه الجمال جمال ! تحيك صياغة مالا يقال فيقال ! طواعية الحرف بمنطقها سرأودع ولا يعرف ابواب تسلك لنعرجه ذاك القصر ولا يقف بوجهك أقفال ! تلضم مفردات تخال بنفسها .أيه ..لا تقرء الا بشكرووأعجاز !
سرد لا يبوح كلام بل احياء .تناظرك أن أقرء فالعلم حياة! تقدس رهبانيه . وصلاة .كلم نزل بقرآن الله . نور العلم فريضة البقاء!
.. هذا النقد يعقل جائن من مدد النهم يفتشه بين السياق .روعة . وأن غفاه الامتاع .برهة يعاوده . الاختلال . مختبيء بين النصوص . معلنا . هاأنا ! اليك جسر الفكر ببوحه . سلم سلم !
. ولا غربه حيث تقف عرابتنا نقف مصطفين بظلها . والافواه . على مصراعيها تتشدق الآه.. فالآه .. !
حين أطلت من شرفت نقدها ونثرت فوح نظمهاحيث لا حارس أسكتها ! .ولا تطالها فحواه .فتعنت ارضاءه . تكرم فقبلت . قرابين جمال . لئلا تغرقه الاحلام بطوفان خياله . لحين عوة فارس . يضم قبلته الاولى في عيد وصولجان . بارع بحبكة الشباك حيث الاميرات لا تطال !فيدخل شاق بصهيله صمت البيت الا يقع . من فرط النظم الذي .وقع بجدرانه . أخاذ هذا البريق لا يعطيك . الا الاذعان . وتصفيق لمن عرف كيف تؤكل الكتف ! بمنطق النون .حين أهدر بلا حسبان فتناثر الورق قصاع . تمتليء . حمد . وأمتنان . أيارب ..زد من ترضاه وجيها بملكيتك فذ.بحكمة العلم .والحكمه . دار بمنزلة فصل الخطاب .يزار ! كثمار وعد بها زوي أيمان . فتعاقبو ا على الصلوات. يحمدون بحرصه . وينشرون الرضى عنه. أقرء ..! بين العباد !
شكرا ياصاحب الايادي البيضاء .على رعايتك لنا ! فأثارة نور الفكر . صدقه . رعاك الله . فلقد حمدته على انتقائك . برب ذدني علما!
المبجل . الدكتور عبد الباري خطاب .
شكرا لأنوار سطرت على ضفاف القلب بحوافرها . نبض . من قصص وروايات .تنفرد بحبكه .وجمال !لا ينظر الا بجمال !
شكرا عرابه .. لافض فوك . انا ممن يختلس خطى سيرك بالكتابه . لأسرق وأرتشف جلال حرفك .أتجرعه دواء . لا يكفي عطش . بئر بصحراء ! لمن يساق له . حد الثماله ..! ولا ارتوي .........من السقاء ! ..آجرك الله أجتهادك .وأفاضك بالاعجاز . نقاء ! وأنتقاء! . .فليس بمثله .. سقاء! .